منذ صغري وأنا أحب المساحات الخضراء وأسعى في بعض أوقات فراغي إلى الترويح عن نفسي من خلال الذهابي إلى إحدى الحدائق أو البساتين أو الجلوس على نهر النيل وشم الهواء الطلق. أثبتت الدراسات أن هذا الفعل له تأثير قوي للغاية على الصحة العقلية وقد استفاد منه الكثير من الأشخاص بالأخص في فترة انتشار جائحة كورونا. ويمكن الإشارة لهذا الفعل بفرضية البيوفيليا.

فرضية البيوفيليا هي فكرة مستخدمة في العديد من المجالات مثل الهندسة المعمارية وهندسة الديكور، وكذلك في علم النفس والصحة النفسية. وهي فرضية تثبت ارتباط البشر الكبير مع الطبيعة وحبهم للحياة وطبيعتها الجذابة.

وهناك الكثير من الدراسات التي أجريت حول ارتباط هذه الفرضية بصحة الإنسان البدنية والعقلية، وما استنتجته من قراءة بعضها هو أن الأشخاص الذين اعتمدوا على الترفيه عن أنفسهم في فترة كورونا والخروج في الهواء الطلق كانوا أقل تعرضًا للتوتر والقلق وكذلك الاكتئاب. وذلك عبر التأثير على هرمونات التوتر بطريقة تجنب حدوثه.

أتذكر في بداية كورونا بشكل خاص أُغلقت المنتزهات في بلدي ولم يكن أمامي متنفس سوى السير في الشوارع مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية أو الذهاب للجلوس أمام النهر. فهل ترون أهمية إبقاء المساحات الخضراء مفتوحة في أوقات الأزمات أم أنها ستؤثر بالسلب نتيجة عدم وعي بعض الناس بمخاطر الاختلاط وغيرها؟

وفي دراسة أخرى أجريت على بعض الموظفين من عدة شركات، توصل الباحثون إلى أن الموظف الذي يرى مناظر طبيعية من نافذة عمله كان أكثر إنتاجًا من موظف يجلس في مكتب مغلق لا يطل على أي مساحة خضراء.

فهل جربتم من قبل العمل أمام المساحات الخضراء، وما هي الأماكن التي تفضلون الذهاب إليها للترويح عن أنفسكم؟