عند اختيار مشروع التخرج خاصتي، قررت تكوين نظرية المناقشة حول تخصص الدوائيات في المخ و الأعصاب أو ما نسميه ب( neuropharmacology )، و كانت النظرية عن المحور المعوي العصبي ( Gut-Brain Axis )، فهل يتأثر العقل و باقي الأجهزة العصبية في الجسم بما نأكله فعلًا ؟
المحور العصبي المعوي لا شك بأنه يتكون من طريق متبادل ( ثنائي الاتجاه بتفاعل الكيميائي الحيوي ) بين الأمعاء و الجهاز العصبي المركزي ( المخ و الحبل الشوكي ) بسبب وجود النبيت الجرثومي المعوي أو ما نسميه بالميكروبيوتا، و الذي يلعب دورًا أساسيًا في هذا المحور. و لأن صحة العقل من صحة بكتيريا الأمعاء، ماذا سيحدث بتغيير البيئة التي تعمل بها الأمعاء بسبب تغير التغذية؟
- إفراز كميات أكبر من بروتينات تلعب دورًا في استثارة الجهاز العصبي.
- تكوين سموم نتيجة ضرر هذه الأجسام الدقيقة التي تعيش في الأمعاء الغليظة.
تتأثر هذه الجسيمات المجهرية الدقيقة بما نأكله مثل البروتينات الزائدة، الأملاح الصينية، بعض الأجبان و الألبان الزائدة كذلك. و ينتج عن التفاعل الكيميائي الحيوي عدة أمراض عصبية مزمنة و شديدة الخطورة و أشهرها:
- الزهايمر.
- شلل الرعاش Parkinson's disease.
- التصلب المتعدد Multiple Sclerosis.
- طيف التوحد، و لازال تحت الدراسات الإكلينيكية و تم إثبات أن سبب التغذية مهم في ظهور أعراض التوحد عن طريق تغير في شكل المخيخ عبر أشعة الرنين المغناطيسي.
- الجلطات الدماغية stroke، و ذلك عن طريق تكوين بروتينات تساعد في تنشيط الفيبرينوجين مما يساعد في عمل تجلطات متعددة على مستوى الشرايين في المخ.
- متلازمة حبسة اليد أو الAgraphia.
في الواقع نجد أن أهمية اختيار الغذاء تزداد يومًا بعد يوم، و قد يتضح المثال أكثر عن هذه النظرية في الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي في الأعراض الظاهرة عليهم في الجهاز العصبي و تأثيره في التركيز و الاستيعاب - بتفاوت بيننا طبعًا - مقارنة بأولئك الذين لا يشتكون أبدًا منه.
لذلك لابد من الحفاظ على مستوى معتدل من التغذية دون الاقتصار على نوع واحد من الغذاء أو الإكثار من الوجبات السريعة و ماشابه، و الحفاظ على تناول الخضراوات و الفواكه لما تلعبه من دور مهم في تنظيم إفرازات الأمعاء و الميكروبيوتا كما ذُكِرت في جميع الدراسات. برأيكم، كيف نحافظ على حياة صحية و الإبقاء على رابط الأمعاء و المخ سليمًا؟ و هل تؤثر الشيخوخة على هذا المحور الدماغي المعوي كذلك؟
التعليقات