الجوع والشبع أحاسيس معقدة تتحكم فيها الكثير من الهرمونات والآليات والعوامل النفسية والجسدية والمجتمعية؛ وتدور في مسارات مختلفة أشبه بالدائرة؛ لا تعرف أين تبدأ ولا أين تنتهي لكننا ندرك أنها مستمرة دائما؛ بين المعدة والمخ والأنف والفم والعين يتراوح إحساس الجوع والشبع ذهابا وإيابا.. فكيف تبدأ الرحلة؟

حسنا سنبدأ الأمر من الهرمونات:

  • هرمون الجرلين Ghrelin: هو هرمون الجوع الذي تفرزه المعدة حال فراغها لتعلم المخ بحاجتها للطعام فيما يسمى بشعور الجوع.
  • هرمون اللبتين leptin: هو هرمون الشبع الذي يفرزه الجسم حال الشبع ليخبر المخ بوجود طاقة كافية؛ ويقوم بإفرازه الأنسجة الدهنية "adipose tissues "

يجري التنسيق بين هرمون الشبع وهرمون الجوع عن طريق الفص الأصغر من المخ المسمى "المخيخ" hypothalamus التي تستقبل كلا الهرمونين وقت خروجهما فيتم الترجمة للإحساس الذي نشعر به.

أشارت إحدى الدراسات المنشورة عام ٢٠٢٢ إلى أن الأشخاص الطبيعيين الأصحاء تمر الدائرة فيهم بارتفاع وانخفاض في هرموني الشبع والجوع وفق وجود الطعام وعدمه؛ لكن بعض الأشخاص لديهم ما يسمى طبيا ب "مقاومة اللبتين" leptin resistance؛ وهؤلاء الأشخاص يعانون كما ذكرت الدراسة من عدم استجابة الخلايا لهرمون الشبع رغم وجوده؛ فنجد أن اللبتين موجود بكثرة في دمائهم ولكنهم لم يشعروا بالشبع؛ وبالتالي تستمر فترات الطعام طوال الوقت مما يتسبب في حدوث السمنة!

هذه الدراسة جعلتني أتذكر حال الأغلبية منا في الشتاء، فنبدأ بتناول الطعام دون توقف، ويكون من الصعب الشعور بالشبع، برأيكم كيف يمكننا التحكم في ذلك، وتعزيز شعور الشبع لدينا خاصةً في هذه الفترة الصعبة من الشتاء؟