كيف نتعامل مع من يعانون من البارانويا أو جنون الارتياب؟

اعتقد أنني لم اعد انظر للمرض النفسي على انه شئ خاص بالمرضى يا نهى فقط، كثير من الممارسات النفسية التي نعتبرها مرضية ستجدين أننا نعتقد بها ولو بنسبة صغيرة في حياتنا.

مثلًا الانعزال العاطفي شئ كنت امارسه في صغري إلى أن اكتشفت أنه من ضمن الممارسات النرجسية، لذا بالاحرى، جميعًا نملك صفات تحمل طابع التلاعب النفسي، نحن فقط لا ندرك هذا، ففكرة وجود المرض عند أشخاص معينين دون آخرين لم اعد اؤمن بها

هذا المرض تحديدا يحتاج لحكمة كبيرة للتعامل مع مرضاه، فيحتاجون في التعامل لشخص صبور وحكيم وقوي الشخصية ليتمكن من التعامل معهم، وطبعا من أهم الطرق تجنب الجدال معه فالأشياء التي تراها غير واقعية وتوهم هو يكون على يقين أنها صحيحة 100%.

محاولة توضيح كل فعل تفعله معه، حتى لا يشك بك، وتكون واضح وتعبر عما تريده بكلمات واضحة وبسيطة.

ومحاولة إقناعه بالعلاج خطوة مهمة جدا يجب أن نفعلها.

قد نتعرض في حياتنا لأشخاص لا يثقون بالآخرين بسهولة، يشعرون بالإهانة بسهولة، يفسرون كل ما يحدث حولهم من تصرفات بأنها مكرٌ لهم، لا يتقبلون النقد مطلقًا، يسعون بشتى السبل لإثبات صحة أفكارهم وموقفهم .

تسيطر عليهم أفكار ومعتقدات خاصة "من اختراعهم" ولا أبالغ إن قلت أنهم يعيشون في عالم آخر.

دعيني أقول لكِ قصة، ولكن لا أعلم هل هؤلاء هم مرضى نفسييين حقًا كما اعتقدت أم انني أبالغ في ذلك! أعرف امرأة لا تثق في كل من حولها حتى لو كانوا من أقربائها، هي دائمًا على صح، لا تتقبل أفكار الآخرين، عندما تذهب إلى زيارة شخصًا ما، تجدها لا ترغب في أن تتناول أي شيء، حتى لو كان كوبًا من الشاي، ظنًا منها بأن هناك من يريد أن أن يضع لها السحر في الأكل أو في الشاي، تشعر بأن هناك من يريد أن يتأمر عليها وعلى عائلتها وأنهم يريدون أن يقتلوها وما إلى ذلك، البعض يُردد بأنّ معها حق في ذلك ولا يلومونها اطلاقًا، ولكن أرى أن الأمر مختلف تمامًا، أشعر بأنها مريضة نفسية.

أعلم أن هناك فرقًا بين مرض جنون العظمة ومن يخاف السحر، ولكن أرغب في معرفة هل ترين بأن هذه المرأة تعاني من مرض نفسي قد يكون من نوعًا آخر؟

أعتقد أنه مع انتشار الميديا انتشر المرض النفسى بأنواعه بشكل أكبر من ذى قبل مما جعلنا لا نتعجب من مقابلة قريب أو صديق مصاب بالاكتئاب مثلاً فلم يعد هذا غريباً ولكن ما لم أكن أعرفه هو بعض الأعراض التى ذكرتِها عن البارانويا.

أعتقد الأمر يحتاج للتعامل بحكمة ولكن لابد على المريض أن يخضع للعلاج فلا يجب تجاهل كونه مريضاً ومعاملة هذه الأعراض كأنها أمر طبيعى.

أعتقد أن جزء كبير من عظماء التاريخ عانوا من اضطرابات نفسية مثل جنون العظمة، أمثال نابليون أو جزكيز خان أو أباطرة الصين العظماء، وقد لا يُذكر ذلك في التاريخ، لقلة المعرفة أو لإخفاء تلك الصفات في القائد العظيم.

ولكن لولاهم لما كُتب التاريخ بهذا الشكل، ولما تفاعلت الحضارات وتعلمت من بعضها.

لم أقابل شخصًا بجنون العظمة، بشكل مباشر، ولكني لو قابلت أحدهم أعتقد أني سأتجنب التعامل معه.

ابعثهم على اهل التخصص

اعطي الخباز خبزه ولو اكل نصه😅

لم أعد أتعجب من معرفتي بأن أحدهم مصاب بمرض نفسي، درست بعض هذه الحالات بشكل حر، وما سمعته يشيب له الشباب!

كما قالت أسماء، كلنا مرضى نفسيين بطريقة أو بأخرى، فقط هناك ما يكون متقبلا، وهناك ما يكون زائد عن الحد.

بالنسبة لي فقد قابلت أحدهم ذات مرة، كان أستاذا بالكلية التي تخرجت منها، لقد وصل به الأمر أنه كان دائما ما يردد:

"الله في السماء، وأنا على الأرض"

كان دائما ما يهددنا بالرسوب والفشل، والكارثة الأكبر أنه كان يعطينا في السنة الأولى لنا في الجامعة!!

لا أعرف ما هي الطريقة المناسبة من الناحية العلمية، ولكني كنت أعتمد على أن أتجنب الاحتكاك به، حتى لو وجدت نفسي في حاجة إلى محادثته بشكل مباشر كنت أتعمد أن يكون هذا التعامل وسط حشد من الطلبة، حتى لا أتعرض لأي رد فعل فردي تجاهي.

المشكلة في نظري تكمن في أنك لا تستطيع تغيير أي شئ، كما تفضلت بالذكر لابد له من الحصول على علاج مباشر، وبالتالي فالتعامل معه في ظل استدامة حالته هو أمر غير مجدي!

 يفسرون كل ما يحدث حولهم من تصرفات بأنها مكرٌ لهم، لا يتقبلون النقد مطلقًا، يسعون بشتى السبل لإثبات صحة أفكارهم وموقفهم

أعتقد أن كثيرين يملكون مثل هذه الأعراض، إضافة للشرك بالآخرين، هل من الممكن أن يكون معضمنا مصابا ببارانويا مخففة؟

وبرأيك كيف نتعامل مع هذه الشخصيات خاصةً إن كان يجب التعامل معه بصفة دائمة؟

مساعدته على تنمية ثقته بالآخرين، لكنه قد لا يكون مفيدا في حالة كان شديد الارتياب مثل شخصية الفلم، ولهذا أعتقد أن استشارة الطبيب النفسي هي أفضل الحلول.