باختصار حاولت مرارا وتكرارا اقناع نفسي بالقراءة المستمرة، حتى أبي حاول جاهدا لأدرك ذلك، فلدينا مكتبة ضخمة بالعديد من الكتب، ولكن لا أتمكن من القراءة، هناك ما يخبرني بداخلي ان القراءة لن تضيف شيئا جديدا بخلاف الاستماع لبودكاست أو قراءة موضوع، لذا أشعر بضغط بين رغبتي بالقراءة وبين الرفض الذي يجول بخاطري، وكون حسوب معروف بهذا المجتمع المفيد، مجتمع كتب وروايات فرأيت أنكم أفضل من تحدثوني عن القراءة وأهميتها وفوائدها للعقل وللشخص على مختلف الجوانب وماذا أضافت لكم كقراء مخضرمين، بانتظار مشاركاتكم
القراءة، ما هي أهميتها وفوائدها؟
القراءة مفيدة وهي ضرورة وليست هواية، وإنّما علينا القراءة يوميًا لنثري رصيدنا وتطور فكريا وعاطفيًا وعلى كافة الجوانب من حياتنا...، لذلك كلما أدركنا فوائدها كنا أكثر قدرة على الإلتزام بها.
تتمثّل ثمار القراءة من واقع تجربتي في:
- إكتشاف الذات: حين نقرأ تجارب الىخرين وقصصهم سواء في حياتهم الخاصة أو في العمل والاستثمار أو على الصعيد الفكري او حتى العلاقات فإننا نكتشف جوانب فينا كانت مخبئة، بالنسبة لي لولا القراءة لما استطعت إكتشاف أنّ بعض التصرّفات التي أقوم بها غير سويّة وهي ناتجة عن جراح من الطفولة ولما استطعت التعامل معها لولا القراءة
- تقدم لنا خبرة سنوات: الكتب ليست وليدة اللحظة بل هناك كتب ألفها أصحاب في سنوات، ونقرأها نحن في يوم او يومين دون أدنى تعب.
- تمنحنا وقتًا مستقطعًا وتركيزًا مع أنفسنا: نعيش اليوم في جو مشحون من السرعة والقلق والتوتر والقراءة وحدها تمنحنا بعض الوقت لنتجول في عقل أحدهم.
- تحسّن صحتنا العاطفية: الكتب تحمل في طيّاتها عواطف ومشاعر كتابها ولاسيما كتب السيرة الذاتية والروايات، فأنا شخصيًا تعلمت التعبير عن مشاعري ووصف حالتي العاطفية بدقة من خلال القراءة والكتابة أكثر من أي شيء آخر.
- تقدّم لنا المعرفة والتحفيز: الكتب هي عبارة عن فوائد وخبرات لأشخاص آخرين قدموها لنا بسهولة، إضافة إلى ذلك تحفّزنا وتشحذ همتنا.
- تعلمنا النقد والحكم الجيد على الأشياء: بعض المعارف والأفكار لن نجدها في مكان عدا الكتب ومع القراءة المستمرة نكتسب معارف وتفكير نقدي سليم يعيننا في الحكم على كل ما في الحياة.
- الصداقة: تمنحنا القراءة أصدقاء رائعين سواء الذين نتعرّف عليهم في منتديات القراءة أو في الواقع أو حتى الكاتب نفسه والكتاب يصبح خير صديق.
نقرأ تجارب الىخرين وقصصهم سواء في حياتهم الخاصة أو في العمل والاستثمار أو على الصعيد الفكري او حتى العلاقات فإننا نكتشف جوانب فينا كانت مخبئة
هل قرأت مثلا سيرة ذاتية لكتاب أو مستثمرون، كما يمكنك تقترحيه لنا؟
تعلمنا النقد والحكم الجيد على الأشياء: بعض المعارف والأفكار لن نجدها في مكان عدا الكتب ومع القراءة المستمرة نكتسب معارف وتفكير نقدي سليم يعيننا في الحكم على كل ما في الحياة
ربما هذا يتمثل في كتب الفلسفة وعلم النفس. كون هذين المجالين يشملين نظريات واستراتيجيات وحجج منطقية تجعل الششخص ينتقد بحجج منطقية وواقعية.
القراءة نشاط ممتع جداً لا يصلح لأن يكون نشاطاً إجبارياً، بل يجب أن تستمتع وتسترخي وأنت تقلب كل ورقة، وبالطبع تجني الفوائد منها وليس بمجرد تمرير العين على الأسطر دون فهمها وتحليلها، وللقراءة أساليب عدة ولا تؤدى بشكل موحد بين الجميع وسأدرج لك مقطع لبودكاست يطرح عدة أساليب متنوعة وجديدة للقراءة ستساهم في إثراء تجربتك معها بإذن الله .
للقراءة فوائد جمة ثقافية وعقلية وحتى صحية وكل قارئ بالتأكيد قد لمس بعضاً من هذه الفوائد بل ربما جميعها، سألخصها لك في عدة نقاط تالية :
- اكتساب معرفة قيّمة، فالقراءة أهم مصدر لتلقي المعلومات واستقاء المعارف في شتى المجالات، وما يميزها عن البودكاست أو مقاطع اليوتيوب أنها توفر لك مدخلاً متعمقاً إلى الموضوع وليس سطحياً، فهناك فرق بين كتاب ألفه شخص درس الموضوع لمدة عشرين سنة ولديه الخبرة الكافية، وبين شخص مهتم بالموضوع تناوله بإيجاز في مقطع فيديو لا يتجاوز العشر دقائق .
- تمرين للدماغ، أكدت الأبحاث أن القراءة تعمل على تحفيز شبكة معقدة من الدوائر والإشارات في الدماغ أضف على ذلك أنك كلما قمت بتحسين قدرتك على القراءة كلما أصبحت هذه الشبكات أكثر قوة وتعقيداً، وتشير دراسات أخرى على أنها تحفز مناطق أخرى من الدماغ، أي أنها كالتمرين الذي يقوي الدماغ .
- تحسين التركيز، تساعد القراءة على تحسين واحدة من أهم المهارات على الإطلاق ألا وهي التركيز، حيث أنها تفرض عليك التركيز على نشاط واحد دون التشتت والتيه بين عدد من الأنشطة والملهيات في نفس اللحظة، ونحن بحاجة إلى تطوير هذه المهارة في زمن أصبحنا نفقد التركيز فيه كل ثمان ثواني فقط بسبب الإشعارات والتطبيقات الهاتفية .
- تحسين الذاكرة، يمكن للقراءة اليومية أن تساعد على تنمية ذاكرتك وتحسينها، فأنت عندما تقرأ رواية مثلاً تكون مجبراً على تذكر أسماء شخصياتها وأحداثها في كل مرة حتى تكمل قراءتها .. تمرين جيد للذاكرة !
- نشاط مسلّي في أوقات الفراغ، إن للكتب سحراً كسحر تناول شطيرة لذيذة في أشد اللحظات جوعاً، أذكر أنني أنا وغيري وخلال أزمة الوباء والبقاء في المنزل لأوقات طويلة لجأنا إلى القراءة كنشاط ممتع ومفيد، كل حسوبي هنا لديه قائمة ضخمة من الكتب التي قرأها خلال أشهر الجائحة .
- تحسين القدرة على التعاطف، الروايات وكتب السيرة من أهم الكتب التي تساعد في تنمية التعاطف وتكسبك فهم أفضل للآخرين وتمنحك رؤية متوسعة للأمور من عدة أوجه ووجهات نظر وهذا ما أكدته الدراسات أيضاً .
- تطوير مهارات التواصل، تساعد القراءة العديد من الأشخاص على اكتساب مهارات تواصل أفضل مع الآخرين وبالأخص فيما يخص الكتابة، فلا يوجد أفضل من القراءة لتنمية أسلوب الكتابة واكتساب مفردات وتعابير رفيعة .
- الحد من التوتر، ست دقائق فقط كافية لقليل مستويات التوتر للثلثين تقريباً .. نعم عزيزي القارئ ما قرأته صحيح، فالقراءة حسب الدراسات من أهم الأنشطة التي تقلل من التوتر بل انها تتفوق على المشي وكوب الشاي !
- تحسن من الصحة النفسية والعقلية، bibliotherapy أو العلاج بالقراءة من أهم العلاجات السلوكية التي تستخدم في الطب النفسي لما لها من أثر على صحة الفرد النفسية والعقلية، ووجدت الدراسات أن للقراءة تأثير ملموس في مواجهة الإكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى .. هذا رائع !
بعد هذه الفوائد الرائعة لا أعتقد أنك ستفلت الكتب من يديك مجدداً، ولكنني أنوه أن عملية اختيار الكتب أهم من قراءتها، لذا اختر كتبك بعناية بما يتوافق مع قدراتك واهتماماتك واستمتع بكل كلمة تقرأها وكل معلومة تتلقاها، أتمنى لك رحلة ممتعة في عالم القراءة المعطاء .
البودكاست الذي أشرت إليه أعلاه :
سوف أشاركك تجربتي الشخصية، مع أنني عشت في بيت مليء بالكتب واعتمدت على رؤية أمي غارقة في الكتب حيث أنها درست الترجمة الأدبية ،إلا أن هذا خلق نفور تجاه الكتب لأنني كنت أشعر أنها تبعد أمي عني، وكنت أمزق كتبها في كثير من الأوقات، وحين وصلت سن السابعة عشر وكنت قد بدأت الكتابة، شعرت بأنني أود أن أعرف أكثر عن الكثير من الأمور منها اللغة، فبدأت بقراءات أدبية، وبدأت بعدها بالتوسع وقراءة الروايات التي كانت تمنحني متنفسًا من الدراسة الثانوية، وحين ذهبت للجامعة كنت قد أصبحت أقرأ بشكل كبير فأصبحت أحضر مناقشات الكتب المختلفة وقد صقل هذا شخصيتي بشكل كبير وجعلني أطلع على كثير من الأفكار في وقت قياسي، حسنًا ما فائدة كل هذا، أتا أيضًا كنت أظن أنه لا فائدة حقيقية وأن القراءة متنفس وسأتركها بعد مدة لكنها أصبحت غذاء عقلي وفكري لا غنى لي عنه، فحين أكون مكتئبة أو أمر بظروف صعبة ألجأ للقراءة، وأبحث عن كتب قد تعالج أمور مشابهة لما أمر به، ولليوم لم تفشل القراءة مرة واحدة عن منحي الحلول والرؤية الواضحة، ومن تخفيف الاكتئاب والحزن الذي قد يلم بي، و دائمًا ما كانت حائلًا بيني وبين ارتكاب الكثير من الحماقات، فكلما قرأت أكثر أدركت أننا أبعد ما نكون عن المعرفة، وأن المدرسة والحياة اليومية غير كافية إطلاقًا لمنحك فهمًا حقيقيًا لنفسك والآخرين و للتاريخ وللطبيعة البشرية وللمشاكل الاجتماعية فما يجب أن تدركه هو أن كل ما أنت فيه اليوم وما تراه حولك هو نتيجة أفكار تبناها الأشخاص وبناء عليها قاموا بكل شيء، لذا فالقراءة تعطيك الفرصة لصياغة الأفكار التي تناسبك والتي تحقق مصلحتك والخير العام، عليك البحث عن المجال الذي لديك فضول حوله ومنه عليك أن تبدأ رحلة القراءة
القراءة غذاء للعقل ومتعة للروح، ولكنها أيضًا مفيدة للصحة.. نعم، مفيدة للصحة.
- القراءة تقوي الاتصال بين أجزاء الدماغ المختلفة: تسهل القراءة الاتصالات الجديدة بين أجزاء مختلفة من الدماغ حيث وَجدت دراسة صغيرة عام 2013 أن قراءة رواية زادت التواصل بين أجزاء الدماغ التي تتحكم في معالجة اللغة، كما أنها أحدثت تغييرات طويلة المدى في القشرة الحسية الجسدية الثنائية، وهي جزء من الدماغ يعالج المعلومات الحسية. والقراءة أيضًا تتسبب في تكوين خلايا عصبية في الدماغ.
- القراءة تمنع نقص الإدراك المرتبط بالعمر: الانتباه والذاكرة هما جانبان من جوانب الأداء الإدراكي على الأرجح يتأثران بالعمر. يعتقد العلماء أن القراءة يمكن أن تقلل من نقص الإدراك المرتبط بالعمر وتحمي الوظيفة الإدراكية. وأثبتت دراسات أن القراءة تقلل خطر الإصابة بالخرف وتؤدي لزيادة الإدراك.
- القراءة تقلل مستويات الضغط العصبي: وجدت الأبحاث أن القراءة لمدة 30 دقيقة فقط يمكن أن تقلل من الأعراض الجسدية والعاطفية للتوتر.
قارنت دراسة صغيرة أجريت عام 2009 على طلاب جامعيين بدوام كامل بين تأثيرات اليوجا ومقاطع الفيديو الفكاهية والقراءة على مستويات التوتر. ووجدت الدراسة أن الطلاب الذين قرأوا المقالات الإخبارية لمدة 30 دقيقة قد واجهوا انخفاضًا في المؤشرات الجسدية للإجهاد ، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم ، مقارنة بما قبل بدء النشاط. لديهم أيضًا درجات أقل في استطلاعات الإجهاد.
وخلصت الدراسة إلى أن مادة القراءة "المحايدة" ، أو المواد التي لا تثير شعورًا عاطفيًا قويًا ، تساعد على الاسترخاء وتقلل من توتر الجهاز العصبي الودي الذي يوجه استجابة الجسم للمواقف المجهدة والمخاطر . ومع ذلك ، فإن قراءة الأخبار قد لا تكون مريحة للجميع. بدلاً من ذلك ، يمكنك اختيار الروايات أو القصص القصيرة أو مواد القراءة الأخرى.
- قد تساعدك القراءة على العيش لفترة أطول: القراءة ليست مفيدة لصحة الدماغ فحسب، بل إنها مرتبطة أيضًا بحياة أطول. وجدت دراسة كبيرة مدتها 12 عامًا نُشرت في عام 2017 أن قراءة الكتب مرتبطة بانخفاض بنسبة 20٪ في خطر الوفاة مقارنة بمن لم يقرؤوا الكتب.
وقد لا تتسبب القراءة في أن تعيش لفترة أطول من تلقاء نفسها ، ولكنها قد ترتبط بنمط حياة صحي شامل وانخفاض خطر الموت المبكر.
- القراءة تحسن الذاكرة والتركيز: في حين أن الدماغ ليس عضلة، فإنه لا يزال يستفيد من التمارين. على غرار الطريقة التي تجعل بها رفع الأثقال أجسادنا أقوى، فإن القراءة عملية تتطلب الكثير من الإدراك ويمكنها تقوية الذاكرة والتركيز.
القراءة ممتعة أكثر من الأفلام فخيالك هو ما يحكم، وإن لم تكن ممتعة بالنسبة لك فإنها مفيدة لصحة دماغك وغذاء عقلك. عليك بالقراءة يوميًا ولو لمدة عشر دقائق فقط وستصير القراءة عادة لديك، وما أجملها من عادة.
بدايًة يجب أن تدرك أنّ القراءة هواية لا تتسم بالصحة الكاملة، فالقراءة في هذا الزمن تعد واجبًا على كل إنسان واعي عاقل، يدرك ما عليه من مسؤولية تجاه وطنه، وأسرته، ودينه ... الخ
دعنا الآن أخبرك بفوائد القراءة على المستوى الشخصي لما تحققه للفرد من:
- زيادة وعي الفرد بالقضايا التي تهمه سواء من جهة (وطنه - أسرته - تربية أبناءه - دينه - علاقاته - تاريخه ... الخ)
- تعد بمثابة التمرين العقلي الذي ساعدني على نمو خلايا العقل، وتجددها، وفاعلية نشاطها.
- من خلال القراءة تكونت لدي من مفردات أكبر. هنالك دراست تقول أن القراء النهمين لديهم مفردات أكبر بنسبة 50٪.
- بعض الدراسات أثبتت أن القراءة تساعد الإنسان على تحسين ذاكرته، والتخلص من التوتر، وتحسين مهارات التواصل الخاصة به.
- من خلال القراءة تحسنت لدي مهارات مهارات الكتابة الخاصة. أصبحت ككاتبة
- من خلال القراءة أصبحت مصحح لغوية لدى مؤسسة هنداوي بجمهورية مصر العربية
- هنالك دراسة تقول لجامعة جامعة ساسكس تقول أن القراءة تقلل من التوتر، ويبدو أنني استنتجتُ هذا من خلال ممارستي للقراءة.
- هنالك دراسة تقول أن القراءة من الممكن أن تجعلنا نتعاطف مع غيرنا، ولا سيما من يقرأ في الكتب الأدبية.
ولكن لا أتمكن من القراءة، هناك ما يخبرني بداخلي ان القراءة لن تضيف شيئا جديدا
عليك أولًا أن تدرك أن القارئ المبتدئ، أو من لم يخض تجربة القراءة مسبقًا لن يكون قادرًا على قراءة كم كبير في البداية، سيصعب عليه هذا ويصيبه بالملل. وبالتالي فعليك في البداية أن تعي أن البداية لا تكون ساعة، بل عشر دقائق فقط يوميًا تواظب عليهم لفترة طويلة، حتى يصبحوا جزء أصيل من يومك، لا تستطيع التخلى عنهم فتزيدها بالتدريج ...
ثانيًا عليك أن تدون في ورقة الأمور التي تحتاج أن تتعلم هنا، أو التي تحتاج أن تضيفها إلى شخصيتك ثم تبحث عن الكتب التي تناقش هذه الأمر، هذا ربما يفيدك ويضيف إليك ما تحتاج ...
ثالثًا نصيحتي لك أن تبدأ بكتب خفيفة، وإن كنت من محبي القصص فالروايات ستساعدك على القراءة بمتعة، دون ملل.
اخيرًا خصص مكان للقراءة، واجعله ممتعًا ومريحًا بما فيه الكفاية حتى تحب الوقت الذي تقضيه فيه، احتسي مشروب تفضله وأنا تقرأ، افعل كل ما يكون كفيلًأ بجعل وقت القراءة ممتع لأقصى درجة ...
إذا كنت تبحث عن الفائدة فأنصحك بقراءة الكتب العلمية وكتب تنمية وتطوير المهارات فهي الأكثر فائدة أما غيرها من الكتب مثل الروايات وكتب الشعر والأدب فهي للتسلية والترفيه والمتعة لا غير وفائدتها المعرفية قليلة.
كيف تختار الكتب المفيدة
كيف تحقق أقصى لإستفادة من قراءة الكتب
إذا كنت تبحث عن الفائدة فأنصحك بقراءة الكتب العلمية
ألا ترى بأنها نصيحة خاطئة؟ الشخص المبتديء في القراءة من المفترض أن يتم نصحه بكتب سهلة يتميز اسلوبها بالسلاسة ربما أتفق معك في كتب تنمية وتكوين المهارات ولكن الكتب العلمية لا أراه نصيحة جيدة.
أتفق معك أخي الكريم لكن المقصود هنا بالكتب العلمية هي الكتب ذات النهج العلمي التي تتناول القضايا والأمور المتعلقة بحياة الانسان علميا وعقليا مثل الأمور الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية وغير ذلك مما يتعلق بحياة الانسان مباشرة وليس كتب الفيزياء أو الكيمياء أو الكون وما الى ذلك وأتمنى أن تكون الفكرة وصلت.
تجربتی الشخصیه ، المیدیا تجعلنی لصبیه و متوتره بینما القراء تجعل انسان هادئی و اجد انها مفیده لاعصابی ، مو ضروری یکون الکتاب مفید او یضیف دائما الی ثقافتك
يمكن أن يعود سبب فتور القراءة لديك إلى نوعية الكتب التي تطالعها، حاول أن تبدأ مطالعة أنواع بها تشويق ومشاهد حاسمة أو خيالية مثل الروايات العلمية الخيالية التي تدعم إبداع العقل، وتعتبر هذه الأنواع من الكتب والروايات بداية جيدة لدخولك إلى عالم القراءة، والذي تتلخص أهميته في نقاط عديدة تفيد عقولنا وأجسامنا وأعمالنا حتى: فالقراءة تساعد الشخص على التعلم بشكل أسرع من خلال تحسين الذاكرة، وإضفاء ميزة خاصة للقارئ بجعله شخص ذو تركيز عالٍ وعقل قليل الشرود، فضلًا عن دعم القراءة الخيالية للإبداع بصورة متفردة ومبتكرة، كما أخبرتنا إحدى الدراسات التي دعمت هذه الميزة، والتي كانت عبارة عن جعل 100 شخص يقرأون إما قصة خيالية أو مقالًا واقعيًا، ثم أكملوا استبيانًا، وعندما ظهرت نتائج الدراسة كان قراء الخيال أكثر إبداعًا في إجاباتهم من قراء المقالات، فهنا نرى كمية التطور الذي تحدثه قصة خيالية واحدة، فما بالك لو قرأت العديد منها؟
وبالطبع أهمية القراءة لا تقتصر على تلك الفائدتين، فأهم فائدة لها بالنسبة لي هي أنها تقلل التوتر لدى القارئ، وعن تجربتي الشخصية فإن نتائج القراءة رائعة حقًا في خفض التوتر وتشابك الأفكار والضغط النفسي لدى الشخص، فقبل فترة مررت في حالة إنعزال وإنقطاع عن كل أعمالي وأصدقائي بسبب حالة من الضغط الذي كنت أعيش في داخله، وظهرت نتيجة القراءة الفعالة في أنني كنت أعود لحياتي تدريجيًا بعد أن انقطعت عن كل شيء إلا القراءة، وبالنسبة لي كانت تلك الفترة من أفضل فترات حياتي، مع أنني كنت أمر فيها بضغط رهيب، إلا أنني شعرت براحة نفسية وصفو داخلي لأنني تفرغت للغوص داخل كتبي وعشت في حكاياها المتنوعة، مما وسع نظرتي على الكون، وجعلني أكثر قبولًا لحياتي من السابق، وفي دراسة لدور القراءة في تقليل التوتر أجريت عام 2009 من قبل Mindlab International في جامعة ساسكس أنه بعد أن يقرأ الناس بهدوء لمدة ست دقائق فقط، تباطأت معدلات ضربات القلب لديهم وكان لديهم توتر عضلي أقل، وانخفض التوتر لديهم بنسبة 68٪.، مما يؤكد لنا فعالية القراءة وفوائدها العظيمة لتخفيف التوتر، وإلقاء التركيز بشكل كامل، وتصويب الإنتباه نحو ما نريد دون أي تشتيت. ولا زال هناك فوائد كثيرة للقراءة منها تعزيز المناعة وتخفيف إحتمالية الإصابة بالزهايمر، فضلًا على أنها تزيد من وعي الشخص، وتُضفي عليه طابع النضوج من خلال تفهمه لوجهات نظر الآخرين ورؤية الأمور من زوايا متعددة.
القراءة وأهميتها وفوائدها للعقل وللشخص على مختلف الجوانب
القراءة لديها العديد من الفوائد على العقل وعلى نضج التفكير لدى الشخص سأحاول ذكر بعض الفوائد منها والتي حصلتها بنفسي منها:
- كسب خبرات مختلفة كل كتاب تقرأينه يقدم لك خبرات الكاتب دون الحاجة إلى عيش التجربة، العديد من الكتب التي قرأتها خاصة كتب السير الذاتية، كتب من هذا النوع تقدم لك زبدة حياة الكاتب ومختلف السلوكات الإيجابية التي ساهمت في تطوره ونجاحه والأخطاء التي ارتكبها ويمكنك تجنبها.
- زيادة رصيدك اللغوي المصطلحات والكلمات التي استعملها الكاتب في كتابه، طريقة وصفه للأحداث ونقله للمعلومات وشرحه كلها تعلمك المصطلحات المفيدة وتركيب الجمل المناسب لإيصال وتوضيح فكرتك للآخرين، وتمكنك من التعبير عن نفسك وأفكارك في مختلف المواقف.
- كسب صديق الكتاب أفضل صديق يمكنه تحملك في كل حالاتك، يستمع إليك وأنت توافقينه الرأي عندما تتطابق أفكارك مع ما هو مكتوب، وحتى عندما تختلفين معه يبقى يستمع لك.
- التجول في مختلف الزوايا التي زارها الكاتب العديد من الكتب التي قرأتها يكون الكاتب يذكر فيها أماكن تواجد فيها أو يتواجد فيها في لحظة الكتابة ويصفها لك حتى تشعرين كأنك زرتها.
- القدرة على الكتابة يقال أن كل قارئ جيد كاتب جيد، القراءة المثمرة تعلمك الكتابة وتساعدك في احترافها، وتطورك في الكتابة لا يكون دون قراءة.
- إنتاج الأفكار والقدرة على الإبداع العديد من البودكاست والمقالات التي قرأتها وأعجبتني فكرتها وحتى مقاطع الفيديو على اليوتوب التي انبهرت بفكرتها بعد مدة وجدتها في الكتب وتم تحويلها إلى أعمال أخرى فتخيلي معي من كتاب واحد كم فكرة يمكن لك أن تبدعي فيها وتعيدي استثمارها بطريقة أخرى.
ولكن لا أتمكن من القراءة
في مرحلة من حياتي كنت غير ملتزمة بالقراءة، بعدها قررت الالتزام بها لكن الأمر صعب كما تعلمين، مصادفة ذات يوم على الفيسبوك وجدت صفحة تدعو للانضمام إليهم لقراءة الكتب ومناقشتها ضمن مجموعات الصفحة كان اسمها أصبوحة 180، والجميل فيها أنه توجد متابعة لك من قائدة، الصفحة كانت تلزمنا بقراءة 6 صفحات كل يوم لمدة 5 أيام في الأسبوع ويوم راحة، وكل 6 صفات تحاول كتابة بعض الأسطر على ما تتضمنه وما فهمته بأسلوبك الخاص، لمدة سنة وأنا على هذه الخطة حتى تمكنت من اكتساب هذه العادة الطيبة التي أصبحت ضرورية في يومي، وهذه الصفحة أو المشروع تعتبر من أهم المشاريع التي تساعد الآخرين في اكتساب عادة القراءة.
ربما الأمر الذي سأقوله لك في البداية هو أنك لا يجب أن تتعاطى مع القراءة على أنها أمر يحتاج لجهد وتعلم وقرار يحتاج لدراسة وتخطيط، لا. بل خذ الأمر ببساطة أكثر.
لأن القراءة في حد ذاتها ليست هي الهدف، بل هي وسيلة لأمور أخرى، لذا لابد أن تعرف ما الذي يمكن أن توصلك القراءة له؟
- ستزيد القراءة من محصولك اللغوي، وستصبح لغتك أفضل وأجود.
- ستصبح أكثر وعيا بما يدور حولك، وهذا سينعكس على وجهات نظرك وآرائك وحتى في حديثك العادي مع الناس.
-ستصبح أكثر قدرة على التعبير سواء بالكتابة أو الحديث.
- سيؤثر كل ذلك على نظرة الناس لك وسيصبح رأيك ذا قيمة حتى مع من حولك.
- ستفتح لك القراءة أبوابا ربما لم تكن تتخيلها، فربما انت كاتب ولكنك لم تعط لنفسك الفرصة للتعرف على هذه الموهبة، لأن القراءة متلازمة مع الكتابة.
وربما انت متحدث بارع ولكنك لا تملك المعرفة أو القدرة اللغوية لتنجح في هذا الأمر، هنا تأتي القراءة لتصقل مواهبك وتساعدك لتتعرف عليها وهذا قد يبني لك مستقبلا لم تكن تخطط له لأنك لم تكن قارئًا.
كيف تبدا بالقراءة ؟
- حاول البدء بنوعية الكتب التي تشعر أنك تميل لها، وفي الغالب ستكون الروايات لكن اختر أي نوع من الروايات تفضل، واحرص على أن تكون الكتب التي تبدأ بها قصيرة حتى لا تمل.
- لا تجعل أحدا يراقب قراءاتك.
لاحظت أنك قلت أن والدك حاول مساعدتك لتحب القراءة، جميل، لكن لا أحبذ هذا الأمر فلا بد أن تمارس أنت القراءة بالشكل الذي تحب دون شعور بالضغط ممن حولك.
- تابع حسابات قراءة في مواقع التواصل الاجتماعي، وزر معارض الكتب وحفلات توقيع الكتب وشارك في النشاطات والمسابقات الثقافية، باختصار حاول أن تدخل مجتمع القُراء من كل أبوابه، وصدقني ستجدهم يرحبون بك.
- لا تُلزِم نفسك بقراءة خمسين أو ثلاثين كتاب في السنة ولا تهتم لعدد الكتب، فقط أقرأ في الوقت الذي تشعر أنك تود القراءة فيه ولا تضغط على نفسك، وفي وقت لاحق ستجد أنك ترغب من تلقاء نفسك في رفع معدل قراءاتك وزيادة الوقت الذي تقرأ فيه، كل شي سيأتي بالتدريج لا تستعجل.
- عندما ترغب في قراءة كتاب ما اقرأ آراء الناس حوله على موقع جودريدز و شاركهم رأيك بعد انتهائك من الكتاب.
أتمنى أن تبدأ بالقراءة في أقرب وقت ممكن، وأن تكسب أمتنا قارئًا جديدا ينضم لصفوف قرائها.
تحدثوني عن القراءة وأهميتها وفوائدها للعقل وللشخص على مختلف الجوانب وماذا أضافت لكم كقراء مخضرمين، بانتظار مشاركاتكم
القراءة تكسب الإنسان الخبرات المختلفة، والمعلومات القيمة، وهذا بديهي بالتأكيد كلنا يعلمه.
لكن ما تفيده القراءة المستمرة أيضا: تعلم قبول الرأي الآخر حتى لو لم يكن به معلومة جديدة، فكلما قرأ الإنسان تعرف على آراء جديدة فيمكنه مع الوقت تقبل الاختلاف، لا أقصد الاقتناع بالرأي المغاير لقناعته الأولية، لكن يمكنه تقبل أن هناك من يختلف معه.
كما أنه يجمع أكبر قدر من المعلومات حتى لو لم يقتنع بها فهي تبقى في عقله وذاكرته.
وكذلك فإن القراءة المستمرة تقوي اللغة لدى الشخص فإن كان يقرأ بالعربية فهو يتمكن مع الوقت من قواعدها، وإن قرأ بغيرها فيزداد علمه بهذه اللغة.
وتساعد القراءة على ترتيب الأفكار الخاصة بنا وصياغتها صياغة صحيحة إذا ما احتاج إلى ذلك.
مساء الخير
اسمح لي أن أحدثك عن تجربة شخصية، أنا ابن مخرج مسرحي معتزل ومثقف مخضرم ولدت في منزل في كل غرفة من غرفه هناك مكتبة، وأصابني شغف القراءة من صغري لعدة أسباب سأذكرها لك تاليا قد تساعدك، وشاركت في تحدي القراءة العربي برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي نائب رئيس الامارات العربية المتحدة وحصلت في جميع مشاركاتي على مراكز متقدمة والحمدلله
أول ما شجعني على القراءة هو والدي، حيث كنت كل كتاب أقوم بقراءته نقوم أنا واياه سويا في مناقشته ومناقشة أفكاره وأنا في عمر مبكر، يمكنك فعل ذلك في أي وقت ابحث عن الأشخاص المعلقون بالكتب وتناقش معهم في الكتب، الحركة الجماعية هذه تساعد في تشجيعك على القراءة
أما الأمر الآخر، الذي هو داخلي منك، يجب أن تقتنع أن حياة واحدة لا تكفي ومهارات حياتية لفرد واحد لا تكفي والكتاب هو حياة جديدة وطريقة تفكير جديدة، هل سمعت يوما مصطلح عن وصف شخص أنه حينما يتحدث يجذب الجميع نوحه ويجبرهم على سماعه؟، هذا لأنه قارئ ومثقف قادر على طرح الأفكار والربط بينها بطريقة مذهلة
ثم عليك ملاحظة أن الآن نحن في عالم لا يقبل أنصاف الموهوبين، ولا أنصاف المهنيين، كلما زادت معرفتك زادت نسبة نجاحك والمعرفة هنا يجب أن تكون منوعة وليست فقط في مجال تخصصك، هذا يوسع مدارك دماغك وهو ما سيجعلك تحصل على أفكار جديدة، ومن يعلم؟ قد تكون إحدى هذه الأفكار بذرة مشروع ريادي كبير
نهاية تذكر أن القراءة ليست هواية، هي حاجة خاصة في هذا الزمن
بالتوفيق لك وأتمنى أن تصبح رفيقا للكتاب، فقو الرفيق الوحيد الذي لن يخونك يوما
قد تكون دائماً البداية صعبة عند محاولة خلق عادة جديدة، البحث في فوائد القراءة والدراسات العلمية التي ذكرت تأثيرها على العقل والروح، تساعد الانسان بأن يصبح قارئ نهم، حيث أثبت الباحثون بأن القراءة تقلل من مستويات التوتر في الجسم بنسبة تساوي ما يقارب 68%، وأيضاً تعمل على تنشيط الدماغ وتحفيزه، بالإضافة إلى رفع المستوى الثقافي للفرد، وتقوية ذاكرته لحفظ وفهم المزيد من المعلومات المختلفة.
وماذا أضافت لكم
كانت بدايتي مع القراءة منذ كان عندي 9 سنواتٍ تقريبًا، وكنت أقرأ كتيباتٍ صغيرة، أحببت الأمر لدرجةٍ غريبة؛ وشعرت أني أدخل عوالم مختلفةٍ وأنا في مكاني. القراءة كما قال لي أحد أساتذتي في المرحلة الثانوية: «إن لم تكن لصاحبها إدمان فستكون عذاب» لفت انتباهي سؤالك عن إضافة القراءة لنا؛ وأقول لك إنها أضافت الكثير والكثير، ومن ذلك:
- خبرات السنين في سويعات
إنك إذا قرأت كتاب؛ فإنك تأخذ خلاصة خبرة المؤلف في موضوعٍ معين، ربما قضى فيه سنوات؛ فتعرفه أنت في سويعاتٍ قليلة. وهذه لو كانت الفائدة الوحيدة؛ لكانت الورقة الرابحة.
- ترى العالم بألف عين
إن القارئ لا يسلم عقله لكاتبٍ أو مفكرٍ واحد؛ بل يأخذ من هذا ومن ذاك ويقارن؛ ليبني رؤيته الخاصة، ويصل إلى شخصيته الفكرية؛ ومن هنا يبدأ الحس النقدي في الظهور.
- متعة المعرفة
إن للمعرفة لذة ومتعة؛ والسبيل إليها القراءة؛ بل إن البعض يقرأ فقط للشعور بنشوة هذه المتعة؛ فإزالة بعض الجهل من الأمور التي تغير مزاج الشخص؛ وتضيف إليه المزيد.
لم أرغب في الإطالة وركزت في النقاط السابقة؛ لأني أراها الأبرز من خلال تجربتي؛ وعليك ألا تثقل على نفسك؛ فابدأ بالبسيط وتدرج.
إن لم ترغب بالقراءة من كتاب فاستمع الى كتاب صوتي أو ستخدم تطبيقات أخرى
أحيانا استخدم هذا التطبيق للقراءة
أحول ملف pdf إلى نص
ثم أقرأ أثناء المشي باستخدام هذا التطبيق
على الرغم من أنني أجد العديد من أشكال الكتب الرقمية لا بأس بها، وبها تجربة ممتعة جدًا أصبحت بنفس الأهمية التي عليها الكتب الورقية، فإنني حتى الآن لا أستطيع تقبّل الكتب الصوتية يا صديقي. إنها فكرة جيدة جدًا لمن يملّون القراءة بالعين، ومن لديهم مشكلات في القراءة بسبب النظر أو غيره. لكن على صعيد شخصي، أرى أن هنالك أزمة كبيرة بيني وبين الكتب المسموعة، حيث أنني نفسيًا أشعر بأني غير مستعد لها، بالإضافة إلى أنني أجد أنها عملية تناول أبطأ للكلمات، وبالتالي فأنا أستوعب المعنى من خلال الإلقاء بسرعة أبطأ، لذلك أجد في القراءة السريعة ما يوفّر الوقت والجهد، ويمنحنا قدرًا أكبر من المعلومات في فترة أقل من الوقت، فهل تشعرون بالشيء نفسه مع الكتب المسموعة أم أن لكم تجربة مغايرة؟
في إطار تجربتي ككاتب، أرى أن القراءة هي وقود الفن في الأدب، حيث أن الكاتب يمتلك مجموعة من الأدوات والأفكار ووجهات النظر عن نفسه وعن العالم وعن من حوله. هذه الأمور لا يستطيع الكاتب أن يعبر عنها بالطريقة الصحيحة التي تعبر عن رؤيته فعلًا إلا من خلال امتلاك الأدوات المختلفة اللازمة لذلك. هذه الأدوات، وهذه الخلفية المعرفية لا تتحقق إلا من خلال القراءة والاطلاع، لذلك فأنا أرى أن الفضل الأول والأخير عليّ في الكتابة يعود للقراءة منذ سن صغيرة، وقد شجعتُ أختي الصغيرة على الأمر نفسه، فأيًا كان ميول المرء، عليه أن يعني أن القراءة هي أحد أهم المنافذ التي تواجه الحياة بصدر رحب ووعي كثيف.
كنت منذ الصغر أحب القراءة كثيراً، وقرأت أكثر من ألف رواية وأكثر من مئة كتاب سواء كان ورقي أو إلكتروني، وهذا ما جعلني لا أخجل من دخول نقاش في أي موضوع من الموضوعات التي قرأت عنها ولو جزء بسيط، فالقراءة تغذي العقل والروح، ويصبح الانسان من خلالها مرن في التعامل ومتقبل لآراء الآخرين، وفي ذات الوقت تعد القراءة أسلوب ممتع لتمضية وقت الفراغ، وحصولك على كم كبير من المعلومات والأحداث والمواقف والمشكلات وحلولها، يشاعد بشكل كبير في تحسين ذاكرتك، وقدرتك على انتقاد وتحليل المواقف المختلفة، وإذا انتيهت من قراءة الكتاب الأول، فستجد لدى عقلك رغبة شديدة في الحصول على كتاب آخر وقراءته والتعرف على معلومات جديدة أيضاً، وإذا وقفت أمام رف من الكتب في المكتبة فإن ستجدك عناوين تتناسب مع إهتمامتك، ولا تتردد في فتح الصفحة الأولى من الكتاب وقراءته، ومن ثم سوف تواجه أمران إما أنك تعيد الكتاب إلى مكانه في الرف، أو أنك تهرع إلى البائع لدفع ثمنه والذهاب إلى مكان هادئ لقراءة الصفحات الأولى منه، بل وقد تتمكن من إنهائه في نفس اليوم، وتعيد قرائته مرة أخرى، وفي كل مرة تستكشف أمور جديدة ودراسات ومعلومات واستنتاجات أخرى لم تكون قد جذبت انتباهك في المرة الأولى وهكذا تصبح قارئ جيد في غضون عدة سنوات.
التعليقات