تأثير المتفرج أو Bystander Effect: هل سبق لك أن وقفت موقف المتفرج أثناء حدوث موقف طاريء في مكان عام؟

جعلني مقالك افكر لو انني مكان الضحية . كيف اكسر تأثير المتفرج.

او فكرة هي عند طلب المساعدة من الجمهور اطلبها من شخص محدد ... اختر اي شخص ووجه كلامك له بالتحديد... هذا سوف يعزله عن تأثير الجمهور ويعطي احتمال اكبر للاستجابة ... وربما يحفز شخص اخر ...

طبعا ردت فعلي الاتوماتيكية سوف تكون طلب الاتصال بالشرطة ... ( لا اعرف اذا كانت سوف تفيد ). ولكن مقالك جعلني انتبه

ولكنني حصلت على تدريب متقدم كمسعف . والخطوة الاولى هي الطلب من احد الجمهور بالاتصال بالاسعاف .

في المجتمعات العربية قد يكون هذا التأثير أقل، فلم ألاحظه في محيطي أو حتى أثناء خروجي للعمل، بالعكس أجد دائما من يسرع لمساعدة الشخص.

أثناء ذهابي للعمل وجدت امرأة كبيرة بالسن تصرخ بأعلى صوتها لأن شخص خطف شنطتها وجرى بالدرجة النارية، وما أن سمعنا صراخها حتى توجهنا كلنا باتجاها وساعدناها.

برأيي هو تأثير بمعنى عندما يقدم شخص واحد على المساعدة تجدي البقية تأتي وتشارك، وكأن شخص واحد قادر على تحريك الجمع كله.

لكن على الجانب الآخر لو تحدثنا عن حادثة القطار الأخيرة بين المجند الشاب الذي تلقى إهانة كبيرة على يد رئيس القطار، وأوشك أن يضربه ولا أحد من الحاضرين حرك ساكنا إلا سيدة واحدة قامت وأبدت رد فعل قوي في صمت الحاضرين.

لذا برأيي يعود رد الفعل لشحصية الحاضرين أنفسهم، وعدم إصابتهم بحالة اللامبالاة التي تصيب الأشخاص ويقولون ويرددون بداخلهم هذا الأمر لا يخصنا.

ربما شاهدنا هذا جميعاً من خلال برنامج الصدمة والذي كان يعرض الكثير من المواقف التمثيلية التي تحتاج لتدخل بشكل ما وما كنا نلاحظه فعلاً أن لا أحد يتحرك تقريباً ويقدم المساعدة إلا بعد مرور فترة قليلة من الوقت.

أجد أن الأمر به قليلاً من المنطق فلحظة وقوع الحادثة تكون لحظة محيرة لأننا نفترض في أنفسنا الجهل، لكن بعد مرور تلك اللحظة يمر الإنسان بنوع من الإقدام والشجاعة والرغبة في التصرف، لأن الموقف يصبح أكثر تأثيراً وفهماً به، ودائماً عنصر الجهل مفروض ما قبل الإقدام على الفعل.

حدث موقف مشابه بينما كنا في الكلية وكانت هناك طالبة وقعت في موقف محرج أثناء إجابتها على سؤال وأخذن الفتيات يتهكمن عليها وحتى أن الأستاذ أخذ دور الساكت إلى أن قررت أنا وزميلتي التدخل ووقفنا معها وأجبنا دون أن يتم الإذن لنا دعماً لها وبهذا توقف الجميع عن الضحك والتزموا الخجل على تصرفهم ووقتها اعتذر الأستاذ منها ومنّا.

في الحقيقة وبالرغم من أننا لسنا مسؤولون عن عن كثير من الأمور، إلا أننا لا يجب أن نتخلى على إنسانيتنا ولو كنا لا نفهم الكثير، ربما كلمة واحدة تخفف وطأة الموقف، وربما فعل بسيط يمنع ضرر كبير، وإن سكتنا اليوم عن شيء ولم نستطع التصرف لا يعني أن نسكت عن بقية الأمور طوال الوقت، علينا أن نتعلم حقاً معنى أن نساند بعضنا البعض ولو بشيء بسيط.

لا أعرف إن كان هذا سيبدو غريبا أم لا.

لكنني بعدما فكرت قليلا وجدت أنني أقع تحت تأثير المتفرج لكن عندما أكون برفقة أحد، مثلا إذا كنت مع والدي، أو والدتي، أو أحد إخوتي، أصدقائي.. عادة ما أقع تحت تأثير المتفرج، أو لنقل أنني لا أقبل على أخذ أي ردة فعل.

عادة ما أظل مكاني، لم يصل الأمر إلى أن فتاة تطعن بالسكين بالطبع، لكن أقصد تقديم المساعدات عموما، أكون أقل إقبالا إذا كنت برفقة أحد.

بينما على الصعيد الآخر تماما، عندما أكون وحدي، فأكون مقبلة بشكل شديد على تقديم المساعدات بكل ترحاب من أقل شيء كمساعدة إحداهن لعبور الطريق مثلا.

لا أعرف إذا كان الأمر نفسه أم أن عندي مشكلة من نوع آخر، أو لماذا ارتبط الأمر عندي بكون معي شخص أم لا، لكنه يؤثر بشكل كبير على رد فعلي فى كل الأحوال.

بينما فيما يخص عوامل حدوث الظاهرة، فوجدت أنني أقع ضمن العامل الأول، حيث اعتقد أن هناك من سيقدم المساعدة غيري إذا لم أُقبل أنا على فعلها.

أتمنى لو أتحلى بهذه النظرية يومًا ما لأنني أُعاني عكسها تمامًا، في كل المرات التي رأيتُ فيها مواقف سلبية مع أطفال أو نساء تدخلتُ لأن الأمور قد تصل إلى العنف الذي لا يُحتمل رؤيته، ووصل الأمر أنني في أحد المرات طُلب لي الأمن في أحد أسواق الهايبر ماركت لمجرد أنني تدخلت وتحدثت مع امرأة تُعنف ابنها، وكانت تتهمني بأنني أُريد خطف طفلها وهددتني أن تتقدم بشكوى ضدي في الشرطة، وبعد وصولنا إلى غرفة الأمن اتضح الأمر في الكاميرات وتم حل المشكلة بشكل ودي ولكن أثر في هذا الموقف كثيرًا وسبب لي صدمة، ولكن لم أتوقف عن طبيعتي في التدخل، سواء كان في مواقف عنيفة أو مواقف إنسانية، وأُريد أن أُخبرك أن هذا ليس دائمًا شيئًا إيجابيًا، بل غالبًا مايكون له تأثير سلبي ويُعرض صاحبه لمواقف محرجه !

وأنت ....هل سبق لك أن وقفت موقف المتفرج أثناء حدوث موقف طاريء في مكان ما أو قد تكون قرأت عن بعض القصص التي حدثت في مجتمعك ولها علاقة بتأثير المتفرج ؟ وهل من الممكن التغلب على هذه الظاهرة؟

للأسف دائما ما أقف موقف المتفرج والعذر كما ذكرتي يوجد غيري أو طالما لم يفزع أحد فالموقف لايحتاج لتدخلي

للأمانة أشعر بالذنب وألوم نفسي على أنانيتي وأعد نفسي بالتقدم والمساعدة، ل أكتشف أن ردة فعلي بهذي المواقف مرتبطة بأهلي أو أصحابي!

أخر موقف حصل من أسبوع كنا في حديقة عامة أنا وأختي وصديقتها أتت فتاة وطلبت موبايل لتتصل ردت أختي ليس لدي رصيد وجميعنا لدينا رصيد ولكن لم نعطيها بحجة عدم إستغلال أرقامنا بإتصالات مشبوهة!

مقال مثير للإهتمام سلمت يداك هدى 💚

أرى أن هذا التأثير أحيانا يكون من الصدمة، وأنا أقرأ استحضرت موقفا لإحدى صديقاتي وهي تعبر مع الطريق وكنت ألتفت لأرى السيارات وهي سبقتني بعبور الطريق بشكل طائش، وكادت سيارة أن تدعسها ولكن لم تفعل ولله الحمد، حينها كنت أقف في صدمة، كانت دقيقة صادمة بالنسبة لي، ودائما ما أتذكر تلك اللحظة وأفكر بأني مذنبة، وأنني كان بإمكاني كما أرى في المسلسلات أن أبعدها عن الطريق بسرعة، أو أن أنتبه إليها جيدا خاصة أنها من ذري الاحتياجات الخاصة، لا قدر الله، لا أعلم كيف كنت سأتجاوز الموقف إن مسها مكروه.

في كثير من الأحيان، أحاول أن يكون لي دور، لكن بعض المواقف للأسف أقف موقف المتفرج، ليس شعورا مني أن أحدا غيري سيساعد، ولكنه ربما خوف أو عدم الثقة بالنفس بشكل كامل، أحيانا أفكر ماذا لو لم أساعد الشخص الذي أمامي بالشكل الأمثل؟ ماذا لو زدت الأمر سوءا؟

كما أنني أرى أن طريقة التربية والبيئة التي ينشأ بها الشخص تمثل عاملا في الموضوع، بعض العائلات تربي أبنائها على عدم التدخل ومساعدة الآخر؛ ظنا منهم أن ذلك يقحمهم في مشاكل، فيشعر الأبناء بأنهم يقومون بشيء خاطئ عند مساعدة الآخر، وربما يتشجعون لمساعدة غيرهم عندما لا يكون أحد معهم، وغالبا ما ينتهي بهم المطاف متفرجين على المحتاج يريدون مساعدته لكنهم يختارون البقاء بعيدا في كثير من الأحيان، وبعدها يصحبهم تأنيب الضمير.

كذلك البيئة المجتمعية التي يعيش فيها الفرد برأيي لها تأثير، أتذكر في مرة مع الرحلة المدرسية ببلد غير بلدي الأم، رأيت رجلا بحاجة للمساعدة وقع منه غرض وهو يبحث عنه، فهببت للذهاب، ومنعتني إحدى المسؤولات عنا قائلة: "أنت فتاة، لا يجب أن تساعدى الرجل، سيناوله رجل آخر"، رغم صغر سني في ذلك الموقف لكن هذا الموقف رغم بساطته لا يمحى من ذاكرتي، فأفكر أحيانا بأني مذنبة أني لم أساعد الشخص وقتها وأكسر تلك الأفكار التي بالنسبة لي غير مقنعة.

لذا أرى أن الأسباب قد تختلف، لكن التأثير والنتيجة غالبا واحد. كما أعتقد أن علاجه الأول يبدأ بإصلاح فكر الآباء عن مساعدة الآخر، وإقناعهم بتنمية ذلك في صغارهم منذ نعومة أظفرهم.

حقيقة لم أتعرض لهذا الأمر سابقا لكن بعض المواقف عنيفة جدت حدثت أمامي وكانت أكبر من أن أذهب وأساعد فيها، لهذا لم يكن بوسعي فعل شيء لكن كان يوجد أشخاص آخرين تدخلو في الوقت المناسب.

كذلك أود أن أضيف أنه يحدث لأسباب أخرى أيضا وهو عدم اكتراث الناس للأشخاص حولهم ولا برغبتهم بالمساعدة من الأساس فمثلا في عراك إخوة "انهم اخوة ما دخلنا...".

لكن موضوعك هذا جعلني أتذكر ظاهرة أخرى خطرت في ذهني تحدث مع الكثير منا لا أعرف إذا كان لها نفس الاسم أم لا، لكنها مهمة أيضا.

ما يحدث بالضبط هو مثلا عندما تكون على وشك أن يحل بك حادث (سيارة، دراجة..) قد يصاب به السائق وقد تكون الضحية، يفقد أحدهما التركيز شبه كلي من الدهشة الزائدة.

وهذه الصورة نشرت سابقا هنا، توضح معنى توزيع المسؤولية:

ما انتبهت له أن هذا كان يحصل بنسبة أقل من السابق والأجيال السابقة، برأيك ما السبب؟

لماذا هؤلاء المارة لم يهبّن لمساعدة الضحايا مع أنهم كُثر ! ألم يشعروا بالذنب نتيجة عدم تدخلهم لمساعدة هؤلاء الأشخاص!

كثير ما يراودني هذا السؤال وبسبب كثره الحوادث من حولنا أصبح الامر أعتيادي ان يريب المرء احدهم يتشاجر مع اخر او يري مجموعة تتصارع من أجل لا شئ أصبح أمر أعتيادي حقاً ولكن في بعض المواقف او الحوادث يصبح الموت أهون للمرء من المشاهده والوقوف متفرج. وعند قراءة حادثه مثلا او سماع قصه من تلك القصص ويقال بأن كان هناك متفرجون ولم يهب احد للمساعده أشعر بغضب شديد وأقول لو كنت حاضراً لن يحدث هذا مطلقاً.

ولكن بعد التفكير لحظات أبدء أشعر بمشاعر المتفرجين حينها، ربما كانت مزيج من خوف ورهبة من الموقف، او لعلها كانت صدمه و من الممكن ان تكون لا مبالاه بالفعل. وكل هذه المشاعر تؤدي في النهاية الي عدم التقدم والمساعده والوقوف متفرج أي ان هذا المزيج من المشاعر والاضطراب المفاجئ يترتب علية بالضرورة عدم التصرف.

للحقيقة هذه الظاهرة زادت في وقتنا الحالي كثيرا، تحديا مع انتشار وسائل التواصل، اكثر من 3 قصص قتل قد مرت عليّ هذه السنة تم نشرها على السوشل ميديا لقتل فتيات ، كان من الممكن انقاذهم والتدخل من الاشخاص او حتى الجهات المعنية الى ان الجميع ينتظر احد ان يساهم ، الى ان تكون قد وقعت الجريمة وماتت الفتاه.

اعتقد ان حس النخوة كما يمكن ان اسميه قد انخفض جدا جدا في مجتمعاتنا العربيه تحديدا، اذ لو كان يحدث مثل هذه القصص سابقا فقد تجد الف شخص يبادر في المساعدة ، اما الان صعب جدا ان تجد من يعرض عليك المساعدة .

مرحباً يا هدى مشاركة جميلة من حضرتك ، قرأت عن هذا الموضوع و كان عجيباً للوهلة الأولى...هناك كتاب بسيط أنصحك بقراءته يدعى التجربة الفكرية لروح أمه ، كتاب في علم النفس باللهجة المصرية و يتحدث بالضبط عن الـ Bystander Effect

ظهر هذا المصطلح ســنة 1964؛ شاهد الجيــران امرأة اسمها Kitty Genovese تركض من بيتها و تصرخ و هناك مجرم يركض وراءها و الناس تتفرج دون أن يحرك أحد ساكناً ، و بالفعل أمسكها المجرم وقتلها و هرب دون أن يدافع عنها أحد .

هذه القصة كانت محط أنظار علماء النفس كيف أن لا أحد تدخل حتى الذي اتصل بالطوارئ اتصل متأخراً .

هنا ظهر مصطلح ال Bystander Effect الذي يفسر لماذا مجموعة من الناس قد ترى مصيبة ولا تتحرك للمساعدة .

من الغريب أن لو عدد الناس قليل كان تحركوا و أحسوا بمسؤولية كبيرة لكن علمــاء النفــس فســروا الموضــوع بأنه كلما زاد عــدد الناس الذين يشاهدون المشكلة يحصل أمران مهمان و هما :

pluralistic ignorance (التجاهــل الجماعــي).

وthe diffusion of responsibility (توزيــع المسـئولية).

ببساطة عندما يرى الإنسان عدد كبير من الناس يسأل نفسه : (لماذا لم يتحرك أحد ؟) ( لماذا أنا الذي يجب أن آخذ موقف و أتحرك ؟) و يحصل توزيع مسؤولية على عدد من الناس ولا أحد يتحرك لكن لو كان العدد أقل كانت المسؤولية أكبر و ربما يحاسبون على ذلك من قبل المجتمع على الأقل ، لكن في حالة حشد كبير ببساطة ترمي الأمر على غيرك و تقول ( اعتقدت أن أحداً سيساعد لذا لم أفعل !) ، فيعتقد أنه يحسن التصرف لأنه يقف ساكناً مثل بقية الناس و لو فكر لجزء من الثانية لرأى شناعة فعله .

جميل أن نقرأ هذه مقالات بالمنتدى حتى نفهم معنى ال Bystander Effect ولا تقف مكتوف الأيدي مثل الصنم و تأكد بمجرد تدخلك سيتدخل الناس معك ليساعدوك .. فهذا القطيع بحاجة لقائد . وربما صدقت الجملة القائلة :

*“العالــم يعانــي كثيــرًا ليــس بســبب ظلــم الأشــرار، لكــن

بســبب صمــت الأخيــار*

تحدث الكثير من تلك المشاهد ليس في بلادنا فقط بل في العالم كله، وما أتذكره أن هناك برامج كاميرا خفية يعتمد على ذلك الأمر وهو حدوث مشهد مزعج أمام الناس ليروا ردود أفعالهم ..

وهناك الكثير من الناس يظهر الإمتعاض على وجوههم لكن لا يتدخلون .

وأرى كما قلت فعلا أن الأمر يعتمد بشكل كبير على فكرة توزيع النسؤولية فكل شخص يرى أنه قد يقوم آخر بالمساعدة، لمَ لم يقم الناس بالتدخل مع أن الشخص الذي ينتقد الناس كان حاضرا في الموقف ..

كل يرمي مسؤولية الحادث على غيره .

كل شخص ينتظر الفارس الذي سينقذ الموقف ويحرك الجموع ..

أرى أن الحل في التوعية، الحل دائما في التوعية ..

الحل في ترديد ذلك على كل شخص، أن يدرك كل شخص أن المشكلة فيه، في أنه لا يتحمل المسؤولية ويرميها على غيره .. أظن أن حينها يمكن أن يتغير الأمر