خلال السنة الأولى في الجامعة بدأ احتياجي للمال يزيد بشكلٍ كبير، ولم تُعجبني فكرة طلب المزيد من المال من أهلي، خصوصًا وأني اعتدتُ على العملِ من سنٍ صغير، ولكن العمل الذي أقوم به لن ينفع في هذه الأيام، فالدراسة عندي كانت خمسة أيام في الأسبوع، وثلاثة أيام كنتُ أذهب من السابعة صباحًا للرابعة عصرًا. بالتالي لم يكن هناك أي فرصة لأعمل في شركة أو في متجر أو ما إلى ذلك.

 مع البحث وجدتُ أن العمل الحر على الإنترنت هو خياري الأمثل، لكني لم أكن أعرف من أين أبدأ. أخبرتُ من حولي عن هذا الأمر، وفي أحد الأيام أشارت لي صديقة في منشور على فيس بوك لرجلٍ يبحث عن شخص يكتب له مقالات للعديد من المواقع العربية والخليجية. كان المبلغ الذي يُقدمهُ زهيدًا للغاية، لكن هكذا كان مستوايا في الكتابة، عملتُ معه حتى وجدتُ تطورًا في كتابتي، ووجدتُ حينها تطبيق يريد من يُصيغ له الأخبار التي ينشرها، فقدمت للعمل، وتم قبولي.

 لكن هذه الأعمال والكثير بعدها كانوا معتمدين على الصدفة وحركات غير مدروسة، وكنتُ أريد مصدرًا أغنى يمكنني أن أجد به وظائف مناسبة، بدأت بالبحث حتى عرفتُ طريق منصات العمل الحر مثل مستقل. كنتُ أقوم بتقديم العروض على مواقع العمل الحر، بالإضافة للعملاء الذين عرفتهم خارج هذه المواقع.

وهكذا وجدتُ نفسي أحصل على عملٍ أستطيع أن أقوم به مع متابعة الجامعة ومحاضراتها والمذاكرة لها، كما أنه مع مرور الوقت كنت انتقل من مكان لآخر بسبب تحسن مستوايّ.

لكن الجدير بالذكر أنني أخترتُ في البداية مجالًا أعرف أنه يمكنني أن استمر فيه، فأنا أعرف الكتابة قبل العمل بها، وأكتبها بأشكال أدبية وفنية مختلفة، لذلك حينما فكرتُ في العمل الحر، فكرتُ فيما يمكنني أن أقدمه .

بالإضافة إلى هذا كنتُ أحتاج إلى تعلم العديد من المهارات ليسير كل شيء بشكلٍ مثالي، أهم هذه المهارات هو قدرتي على تنظيم الوقت بين العمل مساءً والدراسة صباحًا، واستغلال الفجوات بين المحاضرات، أو المحاضرات المُلغاة .