من المغالطات التي يستعملها الاعلام لتصيد البسطاء من القراء لرسم صورة غير حقيقية عن الاثرياء، لاسيما تلك التي تدور حول النجاح الساحق لايلون ماسك والذي احتدم الحديث عنه بعد ربحه صفقة شراء تويتر، ترسم لنا مثل هذه المدونات أن النجاح والثراء هو طريق محفوف بالورود ومنال بشموع الشغف وحب العمل والتضحية وأن ريادة المال والاعمال هو المستقبل النيير للشباب اليوم خصوصا بعد اطلاق مصطلح الأغنياء الجددnew riche.
من بين المقالات التي تلاقي رواجا كبيرا في بوابة البحث غوغل، مقالات من قبيل، قواعد ايلون ماسك الذهبية للثراء.... الطريق المختصر للغنى حسب ايلون ماسك... ألخ، مع العلم أن معظم هذه المقالات تعرض لأفكار ومغالطات وخرافات لا تصلح بأي حال لبناء الثروة، كل هذه الافكار المظللة هي مجرد عزاءات لاصحاب الاحلام والخيالات الكبيرة، والتي يتم استعمالها كوسيلة ربحلل مواقع على حساب المستخدمين والبسطاء و لا تساهم إلا في إبعادهم عن المعنى الحقيقي عن المال والثروة،
من المغالطات النفسية المروج لها، فكرة التلازم السببي بين النجاح والشغف، وأن الثراء لا يتحقق إلا إذا تحققت المعادلة الصعبة بين الشغف والالتزام والنجاح، في حين أن العديد من الكتاب والتجارب تفند مسألة فكرة الشغف وتعتبر الوصول للشغف هو نتيجة للعمل الجاد والنجاح وليس مبدأ للنجاح.
في مقالة أخرى عن ستيف جوبز وكيفية تحقيقه للثراء، تقول المقالة أنه يقول بأن النجاح أساسه العاطفة المتأججة تجاه العمل طوال الوقت، بحيث لا يشعر الانسان بأنه يعمل من كثر انغماسه فما يحب وغرقه العاطفي فيما يعمل، لكن هذا رأي غير حقيقي في رأي الكثيرين من رواد الاعمال انفسهم، إذا يجد الناجحون أنفسهم مثل كل الناس مدفوعين إلى القيام بأعمال لا يحبونها في وقت ما من سيرتهم المهنية، وحتى في أوج نجاحهم، يمارسون أعمال في أوقات معينة لا يشعرون فيها بالرضى النفسي او العاطفة ولا حتى بالرغبة في العمل بل والنفور منه بعض الأحيان مع ذلك، يدفعون أنفسهم لفعله لعلهم بأهميته وعائده الإيجابي عليهم.
أسأل نفسي وإياكم، هل علينا تصديق كل ما يقوله الأثرياء والناجحون عن مسار ومبادئ نجاحهم، أم علينا التحفظ عليها كتجارب شخصية خاصة بهم فقط؟ كيف نعرف القصص الحقيقية للناجحين والأثرياء بدون خرافات وتظليلات سواء من النشطاء على الأنترنت او من المؤثرين والأثرياء والناجحين أنفسهم؟
كيف يمكن أن نضمن مكاننا كمستقلين مع فئة new rich?
التعليقات