يعتقد كثيرون أن ادخار الأموال وعدم استثمارها يحافظ عليها من تقلبات الأسواق، وساد هذا الاعتقاد أكثر مع انتشار وباء كورونا الذي سبب ضررا كبيرا لقطاع الأعمال عالمياً.

وأصبح الظن الظن السائد بأن عدم استثمار المدخرات خوفا من الخسارة سيحافظ عليها، خاطئ تماما، ولهذا دليل.

فهناك قاعدة حسابية تسمى "قاعدة 72"، من خلالها نستطيع إجراء عمليتين حسابيتين للوصول إلى القيمة الحقيقية للمدخرات.

القاعدة الأولى: كم من الوقت سيمر على مدخراتي لتخسر نصف قيمتها إذا ابقيتها دون أي استثمار بسبب معدلات التضخم؟

والثانية: كم من الوقت سيمر حتى تضاعف قيمة مدخراتي إذا وضعتها في حساب مصرفي بفائدة؟

في الحالة الأولى، يجب احتساب متوسط معدل التضخم في البلد الذي أعيش فيه، فعلى سبيل المثال، إذا كان متوسط معدل التضخم في بلد ما 6 بالمئة، فإننا نقسم الرقم 72 على 6 ليكون الناتج 12، أي إن مدخراتك ستفقد نصف قيمتها بعد 12 عاما، إذا ما بقي متوسط معدل التضخم ثابتا.

والعكس تماما في الحالة الثانية، فإذا كان معدل الفائدة في بلد ما 6 بالمئة فهذا يعني أن مدخراتك ستصبح ضعفي ما كانت بعد 12 عاما.

من هنا يتضح لنا أني إن لم استثمر مدخراتي في أي شيء، فهذا لا يعني تماما أني أحافظ عليها.

لهذا عند التفكير كم من المال يجب عليي أن استثمر؟ فهذا يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية:

  1. أهدافي المالية.
  2. كم يمكنني أن أتحمل من الاستثمار.
  3. إمكانيتي لتحمل مخاطر الاستثمار.

ويوصي العديد من المستثمرين باستثمار 5٪ أو 10٪ من صافي الدخل كنقطة انطلاق. و لكن لماذا لا نستثمر كل أموالنا، إذا كان ذلك سيساعدنا على تحقيق أهدافنا بشكل أسرع؟ 

في حين أن هذا قد يبدو جيداً من الناحية النظرية، فإن الحقيقة هي أننا لا نحتاج فقط إلى هذه الأموال لتغطية النفقات اليومية والكماليات، ولكننا نحتاج أيضاً إلى أموال مخصصة للطوارئ التي قد تنشأ. على الرغم من أنه يمكننا بيع أصولنا للحصول على أموال إضافية عند الحاجة إليها، فمن الأفضل أن نترك هذه الاستثمارات تنمو. 

والآن أخبرونا هل آثرتم إيداع أموالكم فى البنوك أم فضلتم الاستثمار على ذلك خوفاً من التضخم ؟ وإن كان فما هى النسبة التى خصصتموها من أموالكم لهذه الإستثمارات ؟