صديق لي يعمل على مشروع أونلاين بعقد شهري له أكثر من ثلاثة سنوات، ولقد رشحني لهذا العمل وله الفضل أنني أعمل مع هذه الجهة حتى اليوم. لكن منذ شهر أخبرني أنه تم فصله تماماً، رغم أنه من أقدم أعضاء الفريق واكثرهم شغفاً، والسبب أنه مر بظروف طلب فيها إجازة وتأخر بعدها عن تسليم تعديلات، ليتم اعطائه مستحقاته وفصله قبل حتى أن يتواصل هو ليبرر بما يحدث معه.
في عملي أيضا منذ اسبوع سائق يأتي لنا من مطعم جاء يطلب مساعدتنا فقد تم فصله لأنه لم يعد يستطيع تحميل البضائع معهم بسبب تقدم عمره ولهذا يتم استبداله.
هذه المواقف تجعلني أفكر في الطريقة التي تتعامل بها بعض الشركات مع الموظف طالما أنه يعمل وينتج ويحقق المطلوب، فهو مفيد ومستمر معنا لكن عند أول تراجع أو ظرف إنساني، يصبح عبئا يمكن الاستغناء عنه فورا، وكأنه لم يكن يوما جزءا من الفريق أو سببا في نجاحات سابقة.
المؤلم في الأمر أن الشركات تتجاهل كل السنوات التي بذل فيها الموظف جهده ووقته وصحته من أجل العمل، وتركز قيمته كلها في أسبوع أو شهر مر بظروف فيه. لا وجود لفكرة الولاء المتبادل، ولا تقدير للتاريخ المهني، ولا محاولة لفهم الظروف أو احتوائها.
الأغرب أن نفس الشركات تتوقع من الموظف التفاني والمرونة والصبر والتضحية، لكنها حين يُطلب منها القليل من ذلك لا تفعل.
التعليقات