قلت لجار عزيز من أعوام طويلة بعد شجار بينه وأولاده وبين جارة مؤذية وأولادها البلطجية: لمَ لا نذهب جميعًا ونعمل محضر لهذه الجارة المؤذية التي تضع القمامة بالقرب من بيتك في قطعة الأرض الخالية؟!

قال لي بحكمة: في مثل يا ابني بيقول اصبر على جارك السوء يا يرحل أو تجيله مصيبة تاخده!

وبالفعل بعد سنوات صنع أحد أبناء هذه الجارة المؤذية حادثة ورحلت عن المنطقة بأسرها وباعت بيتها! هذا حدث حقيقي وقد صبر الرجل فظفر ولكنه انتظر فعل الأقدار؟! فماذا لو لم ترحل تلك الجارة المؤذية؟!

من فترة كان جاري يضع قبالتنا فوق سطحه كلب ينبح بصوت عال فتكلمنا معه و استجاب الرجل ولم نعد نسمع له صوت. ولكن ماذا لو لم يستجب؟! هل نتمثل بذلك المثل ونصبر؟ أم نأخذ رد فعل ونطور الأمور ولا يهمنا تصل بنا إلى ما تصل إليه طالما نحن على حق؟!

هذا المثل تقوله الناس في المواصلات عامة تعبيراً عما يكرهونه من أمور البلاد و العباد ولا يريدون أو يستطيعون تغييره. وكذلك، في العمل فيصبرون على مضايقات مدراء مثلاً حتى يفعل القدر فعله ويتخلصون منهم وإلا فهم يصبرون. هذا المثل لا أجد له نظيراً أجنبياً!

ولكن برأيكم: متى نعمل بهذا المثل ويكون حكمة؟ أو متى يكون استسلام وصبر سلبي؟