من فترة، دخلت في جدال لم أتوقعه أبدًا

ليس لأنه كان حادًّا، بل لأن فكرته جاءت من شخص لم يخطر ببالي يومًا أن يقتنع بها.

رجل في السابعة والأربعين، مثقف، قارئ، وواعٍ

وفجأة يخبرني، بكل ثقة واطمئنان:

"الأرض مسطّحة وكل ما تعلمناه كذب."

ظننتها مزحة، لكنها لم تكن كذلك.

تناقشنا طويلًا طرحت الأدلة العلمية، وناقشته بالدين والمنطق، وسردت البراهين، وحتى رحلات الفضاء

لكنه ظل متمسكًا بنظرية "الكذب العالمي"، وكأن العالم كلّه تواطأ لإخفاء الحقيقة عنه!

كيف يمكن لشخص واعٍ أن يقتنع بشيء كهذا؟

هل الذكاء وحده كافٍ للحماية من الانجراف خلف نظريات المؤامرة؟

المشكلة أعمق من مجرد "نظرية خاطئة".

هي أزمة ثقة، واحتياج خفي للتميّز، وشعور بالتفوق على "العقول النائمة"، كما يحب أن يسميها البعض.

أحيانًا، لا يريد البعض أن يعرف الحقيقة بل أن يؤمن بشيء يخالفها فقط ليثبت أنه مختلف.

فهل خاض أحدكم مثل هذه التجربة؟

وهل واجهتم شخصًا يشكك في كل شيء إلا في شكّه نفسه؟