هذي قصتي انا . في يومٍ من الأيام، مررت بظرف مالي بسيط، وكنت مدينًا لصديق تاجر بمبلغ 8 دولارات. هذا الصديق لم يكن مجرد زميل عمل، بل كان شخصًا نتقاسم معه اللحظات الجميلة، نأكل سويًا، ونسهر ونضحك. كانت علاقتنا أقرب من الأخوّة، أو هكذا كنت أظن.

لكن ما آلمني لم يكن المبلغ، بل ردّة فعله. بدأ يرسل لي الرسائل يوميًا يسأل عن المال، رغم صغر المبلغ. تجاهلت الكثير من التصرفات، حتى أنه كان يستخدم الشيشة الخاصة بي عنده، ولم أعترض. كنت أتوقع منه صمتًا يملؤه الوفاء، صمتًا يشعرني بالاحترام لا بالإدانة.

أصعب ما في الأمر أنه تحدث عن الأمر أمام أخيه، الذي كان زميلي في الدراسة. شعرت بجرح كبير، لا لأنني لا أنوي سداد المبلغ، بل لأن هذه التصرفات غيّرت شكل العلاقة بيننا. كنت أتمنى لو أنه حافظ على العلاقة ولم يجعل المال يطغى على كل شيء.

أعلم أن سداد المبلغ سيُنهي القضية، لكن القلب لن يعود كما كان. والشيشة التي كانت رمزًا لتشارُكنا، أصبحت رمزًا للنهاية.

أنا لا أطلب التعاطف، بل أشارك هذه التجربة لمن مرّ بموقفٍ مشابه. أحيانًا، في لحظة ضيق، نكتشف حقيقة بعض العلاقات. والوفاء لا يُقاس بالدين، بل بالصمت الكريم والاحترام المتبادل.