المشاعر مثل الفيروسات تنتقل وتقتل، فكيف ننجح في حماية أنفسنا من التأثر بمشاعر من حولنا ؟

أُؤمن تماماً أن المشاعر بالفعل تُعدي، تماماً كما تنتقل عدوى الضحك أو التثاؤب، فما بالك بالحزن أو القلق أو التوتر؟ لكن أظن أن الحل لا يكون دائماً في الهروب أو العُزلة، بل في بناء نوع من "المناعة العاطفية" كما نبني المناعة الجسدية، في إحدى فترات عملي السابقة، كنت أعمل في بيئة مليئة بالتوتر والسلبية، ومع الوقت بدأت ألاحظ أنني أصبحت أقل صبراً وأميل للتشاؤم. لم يكن الحل في الابتعاد، بل في تطوير روتين يومي بسيط: أبدأ يومي بتأمل بسيط، أضع سماعاتي وأستمع لشيء إيجابي، وأخصص وقتاً أختلي فيه بنفسي حتى وسط الزحام الوعي بالمشاعر هو الخطوة الأولى لحمايتنا منها، أما العزل فهو حل مؤقت يُريحك الآن، لكنه قد يُفقدك فرص التكيف والنمو في المستقبل

الإنسان يتأثر بمن حوله سلباً أو إيجاباً فعندما يتثاءب واحد على سبيل المثال يتثاءب جميع من حوله وعندما يبتسم او يضحك يبتسم الجميع ويضحكون والذي يكثر من مجالسة المكتئبين غالباً ومع مرور الوقت وكثرة المخالطة يصبح مكتئب مثلهم والصاحب ساحب ومن رابع المغنيين غنى ومن رابع المصلين صلى هذه نتيجة طبيعية ومن البداهة بحيث لا تحتاج إلى يختلف فيها إثنان أو ينتطح عليها عنزان، ولكن إلانسان ليس مخيراً دائماً في أختيار جلسائه أو زملائه أو أهله... 

بالنسبة لمن لا تربطك به مصلحة معينة أو قرابة فالأفضل لك أعتزاله وفر من المجذوم فرارك من الأسد لكن بطريقة محترمة ومهذبة ومن دون أن تترك أثر سلبي في نفسه... 

وأما السلبيين الذي لا مفر من مخالطتهم فالفرار منهم واعتزالهم لن يكون حلاً وإنما نحاول أن ننقل لهم نحن طاقة إيجابية بدل أن نتلقى منهم طاقة سلبية.... 

إذا قال لك أحدهم السماء كئيبة وتجهما

قل له ابتسم يكفي التجهم في السماء

فحاول دائماً أن تدفع طاقتهم السلبية بطاقتك الايجابية.. 

إذا قصوا عليه قصة حزينة أقصص عليهم قصص سعيدة إذا حدثوك عن التشاؤم حدثهم عن التفاؤل، إذا حدثوك عن اليأس حدثهم عن الأمل ، إذا حدثوك عن الفشل حدثهم عن النجاح، إذا حدثوك عن الخيانة حدثهم عن الوفاء ...

أما الهروب أو الانسحاب فهو أشد ضرراً من مخالطتهم لانك مع مرور الوقت ستضعف و سيضعف بنائك النفسي وتصبح شخصاً منطوياً وضعيفاً وغير قادر على مواجهة الحياة ...

وكما قال عليه الصلاة والسلام : الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.

لا شك أن المشاعر تنتقل، وهذا مثبت علميًا في علم النفس العصبي، حيث يتحدّث الباحثون عن الخلايا العصبية المرآتية التي تجعلنا نتعاطف مع مشاعر الآخرين بشكل تلقائي. الابتعاد عن الأماكن التي تنتشر فيها المشاعر السلبية قد يكون مسكن فعال جدا ويساهم في الحفاظ على حالة من التوازن النفسي إلى حد ما، لكن المشكلة في ذلك تكمن عندما تكون المشاعر السلبية في أماكن لا يمكنك الهروب منها كأفراد الأسرة مثلا. أعتقد أن الحل الأصح هو أن نقوم نحن بمواجهة المشاعر السلبية بمشاعر إيجابية مضادة لها، طبعا لا أقول أن هذا الحل سهل بل هو الأصعب، إلا أنه الحل الأصح والذي يجعلنا نحافظ على نفسيتنا في أي بيئة سلبية

مشاعر المجتمع تنتقل للفرد بسهولة من أول بيئة العمل، وحتى المجتمع الأعم في الدولة ككل، هذا طبيعي ويمكن ملاحظته بسهولة في الأحداث التي تمس الشعوب في كل وقت وكل مكان.

وابتعادك عن أماكن الضغط لتوجد مناخ مساعد على إنجاز المهام هو قرار سليم. لكن لا تعتقد أن تأثرك بالبيئة حولك هو حال دائم..ستجد نفسك بعد بعض الوقت تخلصت من قدرة بيئة العمل على التأثير فيك وتعود لتؤثر فيها وتضع قواعد مثل أن يأتي الموظف بالمشكلة ومعها حلول من إبداعه، ولا يأتي لعرض المشكلة بغير ذلك.

"المشاعر مثل الفيروسات، تنتقل وتقتل"

هى ما يسميه علم النفس الحديث بـالعدوى العاطفية ، وهى مفهوم مثبت علميًا ، تقول الباحثة إلين هاتيفيلد، فى دراساتها حول المشاعر والعلاقات، أن البشر لديهم قدرة لا إرادية على التقاط مشاعر الآخرين من خلال تعبيراتهم، نبرات أصواتهم، وحتى لغة أجسادهم. ولكن يجب أن نميز بين التعاطف والعدوى ، التعاطف تفهم مشاعر الآخرين مع المحافظة على مساحة داخلية آمنة. و العدوى  ذوبان في مشاعر الآخرين حتى نصبح نحن المتعبين دون سبب مباشر. الفارق الجوهرى يكمن في بناء حدود عاطفية

بالنسبة لي أنا أعاني من المشكلة ذاتها ، بالتأكيد ليست كل المشاعر سلبية بل إذا كان هناك الكثير من الأشخاص حولك بمشاعر إيجابية فمن الأفضل أن تلتصق بهم ، لكن عندما يحدث العكس فأنا لست أمام خيار آخر للأسف سوى الابتعاد أو حتى الانعزال التام فالمشاعر كما ذكرتها أنت ليست فيروسات فقط بل يمكن أن تكون فيروسات قاتلة.

أعتقد أن فكرة انتقال المشاعر بين الأشخاص هي فكرة صحيحة إلى حد كبير، خاصة في بيئات العمل أو في العلاقات الاجتماعية بشكل عام. مشاعر الآخرين، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يمكن أن تؤثر علينا بشكل غير مباشر. فعندما يكون من حولنا في حالة من التوتر أو القلق، من السهل أن نلتقط تلك المشاعر ونشعر بنفس الضغط والتوتر، حتى وإن لم نكن نواجه نفس التحديات.

كيف برأيكم ننجح في حماية أنفسنا دون أن نضطر للابتعاد كما أفعل أنا ؟

أري أن الوعي هو الخطوة الأولى. إذا كنا واعين بتأثير مشاعر الآخرين علينا، يمكننا أن نتحكم أكثر في ردود أفعالنا. من المهم أيضاً أن نتعلم كيف نضع حدوداً صحية مع الآخرين، أي أن نكون قادرين على التواصل بشكل فعّال عندما نشعر أن مشاعرهم تؤثر علينا بشكل سلبي. بهذا الشكل، يمكننا التعامل مع مشاعر الآخرين دون أن نكون ضحايا لها أو نضطر للابتعاد عن البيئة المحيطة بنا.

إسلام، أتفهم تمامًا ما تعانيه من انتقال مشاعر التوتر والضغط من الآخرين إليك، خصوصًا في بيئة العمل. فعلاً، المشاعر يمكن أن تنتقل بين الناس بطريقة غير مرئية، وهذا شيء نمر به جميعًا في مواقف معينة. أعتقد أن الأمر يرتبط بمقدار حساسيتنا تجاه المحيطين بنا، وهذا يختلف من شخص لآخر.

لكن بالنسبة لكيفية الحماية من هذه التأثيرات السلبية، أعتقد أن أول خطوة هي الوعي بذلك. عندما تكون مدركًا أن مشاعر الآخرين تؤثر عليك، يمكنك حينها محاولة فصل مشاعرك عن مشاعرهم. مثلًا، في بيئة العمل، إذا كنت تشعر بأن الضغط والتوتر ينتقل إليك، حاول أن تعطي لنفسك بعض المساحة النفسية. يمكن أن تساعد تقنيات مثل التنفس العميق أو أخذ استراحات قصيرة على تجديد طاقتك. أيضًا، من المفيد أن تحاول تخصيص وقت لنفسك بعيدًا عن هذه الضغوط، سواء كان ذلك عبر ممارسة الرياضة أو قضاء وقت مع الأشخاص الذين يرفعون معنوياتك.