منذ شهرين بدأت ممارستي للطب بعد التخرج، كنت أظن أن اللحظة التي أعلّق فيها السماعة على عنقي ستكون لحظة انتصار… لكن الحقيقة كانت مختلفة
كل يوم أمرّ بحالات حرجة، قرارات سريعة، ضغط مستمر… والنجاح الظاهري يزداد
لكن في المقابل، بدأت أشعر أنني أخسر شيئًا من نفسي، بدأت أفقد مشاعري تجاه المرضى
أسمع أنينهم دون أن أشعر به، أواسيهم بكلمات رتيبة، وكأنني أؤدي واجبًا لا علاقة له بإنسانيتي وذلك يؤلمني
فما قيمة النجاح إذا جعل قلبي يتكلس؟ إذا سرق مني قدرتي على التعاطف، على التفاعل، على الشعور؟
أتذكّر مريضًا دخل قسم الطوارئ ذات مساء، ليس بسبب أزمة صحية، بل لأنه لم يحتمل ضغط عمله
رجل ناجح في مهنته، يرتدي ساعة باهظة الثمن، لكن عينيه كانتا خاويتين تمامًا
قال لي بهدوء متعب: "أنا أحقق كل شيء… إلا الراحة"
حينها فقط شعرت أننا نتشابه… وأن الطريق الذي نمشيه، قد يسلبنا أكثر مما يعطينا
لماذا النجاح يجعلنا نخسر أنفسنا؟
التعليقات