هناك لحظات في الحياة لا تُروى، لا تُكتب، ولا تُفهم… فقط تُحس كوجعٍ بلا ملامح، كغصةٍ بلا صوت، كغيابٍ بلا عودة. هي ليست ذكرى لنستعيدها، ولا جرحًا لنبرره، بل فراغٌ أعمق من أن يُملأ، وألمٌ أبكم لا ينطقه حتى الصمت.
وجعٌ لا يسعُه الكلام، وصمتٌ لا يحتمل النسيان
قد يكون هذا الصمت لفترة محدودة، لكن بعد ذلك ستحاول أن تلجأ إلى التعبير عما يجول بخاطرك سواء كان من خلال التحدث مع شخص قرب منها، يمكنه أن يمارس التعاطف تجاهنا أو يمكن التعبير من خلال الكتابة وممارستها.
فمثلا قبل فترة تألمت كثيرًا نتيجة موقف مررت به، لماستطع أن أتحدث وأعبر حول ما حدث معي، ولكن بعد فترة بسيطة جدًا، تحدثت مع أهلي حول الموقف، وبالفعل حاولوا التخفيف من ألمي من خلال ممارسة التعاطف والتحدث سويًا. إذًا الالم لا تبقى مكبوتة لفترة اطول، فالانسان لا يشعر بالراحة إن لم يعبر عنها.
أصعب ما في هذه اللحظات أنه لا يوجد من يفهمها، فيصبح الصمت هو اللغة الوحيدة التي يمكنها احتوائه، ولكن حتى الصمت قد يعجز أحيانا، فيبقى معلقا بداخلنا كغصة لا تنتهي ووجع لا يحتاج لسبب ليبقى
أحياناً يكون الصمت أصدق تعبير، لأن بعض الاحاسيس تتجاوز حدود اللغة ، ربما لا تروى تلك اللحظات لكنها تعاش، وتصقل داخلنا ، حتى نصبح أكثر نضجاً
ربما تكون هذه اللحظات أعظم اختبار لصبرنا، ليس لأن الألم يزول، بل لأننا نتعلم كيف نحمله دون أن يحطمنا. قد يكون الصمت هو الملاذ الوحيد، لكنه أحيانا يصبح صاخبا داخلنا، يصرخ بلا صوت، ونحن عاجزون عن تفسيره.
التعليقات