يقول بعض الناس ان النقطة الوحيدة التي يتغير بها مصير الإنسان فعًلا هي تلك اللحظة التي يضيق بها ذرعًا من حياته: سواء كانت من مكانه الذي لا يقدره، او شخصيته التي تسمح للأخرين بالإستخفاف به، و ما الي ذلك.

و انا اتفق معهم تمامًا علي هذه النظرية تمامًا. و بما انني لدي احلام كثيرة و كبيرة للغاية بالرغم من سني الصغير، فأنا اعمل علي اشياء كثيرة بوقت واحد؛ تطوير مهاراتي و نفسي، الإعتناء بصحتي العقلية و النفسية، العمل علي تكوين نظرة فلسفية وقورة عن الحياة للحفاظ علي نفسي مما ينخرط به الأخرون في مثل سني.

لكن لا شئ من احلامي يتحقق، مالذي أفعله بشكل خاطئ؟ انا اعمل بالفعل علي كل شئ، و وصلت الي تلك النقطة التي لطالما سمعتها: النقطة التي قد ضقت زرعًا بالمجتمع الذي انتمي اليه، و الذي هو حتمًا لا يقدرني. و بينما انا علي قمة الإنزعاج من حياتي التي تأبي ان تتغير، أنتظر ان تتحول حياتي رأسًا علي عقب مثلما سمعت.

لكنني قد فهمت هذا خاطئًا. فقد فهمت اليوم ان الطريق الوحيد لتغير واقعك، هو تقبل و حب واقعك الحالي. لا يسير الأمر بإستقاظك كل يوم مقطبًا لحاجبيك، تبدأ عملك او نشاطاتك اليومية انت تكره نفسك، عملك، زملائك، و حتي البشر الذين يسيرون بسلام في الشوارع.

آسف ان اخبرك ان الأمر لا يعمل بتلك الطريقة، حتي و ان كنت تفعل كل مايقع علي عاتقكك تجاه العمل او الدراسة او تطوير الذات. طالما انت تريد تغيير واقعك لأنك تكرهه، فاعلم انك تظل عالقًا به الي الأبد!

عوضًا عن ذلك، ان كنت حقًا تريد تغيير واقعك، فعليك ان تحب دائرتك أولًا، حتي و ان كانت بالفعل مؤذية لك.

احيانًا، عندما نؤدي عملنا او دراستنا او فعل كل ما نقدر عليه و بالنهاية لا شئ من احلامنا يتحقق نصاب بخيبة امل و احباط كبير ــ و قد جربتهما كثيرًا في الأيام الماضيةــ و نصبح عالقين بالمنتصف؛ لا نحن امتنعنا عن عيش حياتنا و حققنا الناجاحات بالفعل، و لا نحن استمتعنا بحياتنا و لم نحقق اي شئ. اري ان السبب لذلك الإحباط ــ الذي يعتيريني علي الأقل ـ في كل مرة احاول و افشل، هو انني اريد العمل بسرعة شديدة للتخلص من واقعي. لكنني ابتداءًا من اليوم، قررت ان احب كل ماحولي، افعل كل ما استطيع فعله لأغير حياتي للأفضل لا لأنني اكرهها ، بل لأنني احبها.

ادعوك انت ايضًا يا صديقي العزيز لمشاركتي لتلك الرحلة؛ التي ستكون صعبة في البدايةظ لكن و مع مرور الوقت ستعتاد علي تنفيذها دون مجهود: بدلًا من ان تسعي لتغيير حياتك و انت مقطّب الحاجبين و ملئ بالغضب و الإستياء من الجميع، حاول ان تعمل علي نفسك و انت تحب كل ماحولك و تأخذ كل شئ بطريقة بسيطة و سلسة. ما رأيك؟