مذ وصلت إلى عمر يسمح لي بالزواج و بدأت تنهال الأسئلة من نوعية " مافيش حد " و " ايه مش هنفرح بيكي " و أنا دائماً أتسائل في نفسي لماذا نتزوج ؟ هل كما جرت العادة لتفرحون بي ؟ أو لأنها سنة الحياة ؟ أو لأن هذا هو الطريق المرسوم لنا من قبل العادات و المجتمع و الأهل ؟ أو هل هو الاحتياج المعنوي للرجل في مجتمع يقيم النساء بحالاتهم الاجتماعية و أصبحت علاقات الحب من ضمن البرستيج الاجتماعي؟ ما الذي يدفعنا إلى الارتباط من كل هذا ؟

هو على الأرجح سبب من ضمن الأسباب السابقة إن لم يكن معظمهم و في أسوأ الحالات هو الرغبة في التخلص من الضغط المجتمعي ، و من شبح الاقتراب من سن ال ٣٠ دون زواج.

دون الأخذ في الاعتبار أن هناك أشياء أخرى لا تقل أهمية عن الزواج في الحياة و لكننا أهملنا كل الجوانب منذ أصبح الزواج هو المهمة الوحيدة على الإطلاق التي يجب علينا إتمامها.

لم يعد يهم أي شئ سوى أن أتخلص من سؤال طنط "مش هنفرح بيكي " أو "مافيش حد ولا أنتي اللي بترفضي " و " بترفضي ليه ، كفاية كده"

كل سؤال منهم كافٍ لضغطي و كسري معنوياً.

و لم يعد يهمني سوى إرضاء أمي لأكون مثل فلانة و علانة فأنا لست أقل منهم.

و لم يعد ماذا أفعل في حياتي ؟ ماذا أفعل لنفسي إنسانياً ؟ شئٌ مهم

فأصبح تفكيري موجه فقط لهذا المنقذ القادم من بعيد الذي سيجعلني أرتقي إلى فئة المتزوجات حتى لا يفوتني القطار و لا أحمل لقب عانس.

و لا أشعر بالقهر من منشورات الفيسبوك لصديقاتي المتزوجات حين يضعن صور الزفاف مذيلة باسم العريس و تليها " عبارة دمت لي شيئاً جميلاً" و منهن من يأخذهن البرستيج أكتر ليكتبن " My one and only , love you to the moon and back"

فينتهي بي الأمر موافقة على أحدهم لنصل في النهاية لحياة غير سعيدة لا يدري بها غيري لم أفرغ فيها من الأسئلة بعد " مافيش حاجة في السكة " أو " مش هتخاويه قريب " أو .... أو .......

و حين يتم إنجاز كل مهماتي المجتمعية و الإنضمام إلى المتزوجات

لا أرى فقط سوى تعاستي التي انتهيت عليها مستسلمة للضغوط

أو الطلاق لأنه لم يكن هو الشخص المناسب

و دوامة الطلاق و عار لقب مطلقة ليبدأ الضغط من جديد.

و السؤال هنا..

من أعطاكم الحق في جلدنا ؟ من أعطاكم الحق في استباحة حياتنا الشخصية ؟

من أعطاكم الحق في هدمنا نفسياً و معنوياً إلى أن نتخذ أسوأ القرارات ؟

نحن في مجتمع يخنقنا ، يقتلنا ، يهدمنا ، و يذبحنا ببرود

و لكم تمنيت أن أصرخ في وجهها قائلة مش عايزة أتجوز يا طنط