كنا مجموعة أصدقاء وعددنا أربعة, بدأت علاقتنا منذ المرحلة الثانوية و انتقلت للجامعة.

مثل أي مجموعة شباب, يريدون يُأمنون مستقبلهم بالدراسة و يعيشون في نفس الوقت فترة استمتاع بالضحك و التجارب, كان هذا حالنا بعد الدخول للجامعة, لكن الأمور لم تستمر كما نريد.

الجامعة كانت صعبة جداً, و تتطلب مجهود أكبر, بالتالي كنا عبارة عن مجموعة طلاب فاشلين و سلوكنا اليومي في الجامعة و خارجها عزز هذا الفشل لعدة سنوات, حتى اتخذ أحد الأصدقاء قراره المفاجئ.

صديقنا هذا بدأ بالابتعاد عنا قليلاً, فلا يجلس معنا أبداً, فلاحظنا أنه يتهرب منا, فقمنا بمواجهته.

لماذا تهرب منا؟

قال أنه اكتشف أن الخلل منا, فأنتم مصدر المشكلة الذي يعيشها (الفشل الدراسي) و قررت الاقتراب من الأشخاص الجيدين دراسياً على أمل أن استفيد منهم, فلا تنتظروني.

كان الصديق الأقل تفاعلاً و أهمية للمجموعة بالتالي لم نتأثر بغيابه, لكنه للأسف هو من استفاد من غيابنا استفادة عظيمة!

هذا الصديق المتمرد, أصبح متفوق دراسياً و تخرج من الكلية في وقت سريع بعكسنا تماماً, كنا نعيش حالة فشل دراسية سيئة حتى قام اثنين من المجموعة بترك الجامعة و بقيت أنا أقاتل حتى تخرجت.

نهاية القصة, صديقنا هذا يعيش في بلد بالخارج يعمل في وظيفة و يكمل درجة الماستر في امتداد لتخصصه و متزوج و مستقر في حياته, أما أصدقائي الأثنين فيتنقلون من وظائف ضعيفة لأخرى أضعف و أضعف.. أما أنا فوضعي لا يبتعد عنهم كثيراً

رغم مرور سنوات طويلة على حادثة قراره الذي غير حياته, إلا أنني أفكر فيه كثيراً لأنه قرار مفاجئ نابع من مشكلة يعيشها, فاتخاذ قرار بالتخلص من روتين سهل و مسلي و جميل إلى الانتقال لمستوى دراسي و التزامات صعبة> ليس من السهل اتخاذه.

استفدت من صديقي هذا أن:

  • أتخلص من أي مصدر أذى قد يتسبب لي لمشكلة, مهما كان جميلاً.
  • أكون في بيئة تغذيني بحوافز النجاح.
  • القرارات الجيدة تحتاج تضحية, حتى لو كان أصدقائك الأغلى عندك.