من منّا لا يتذكر أول راتب استلمه، شعوره وهو ينتظره عدة ليالٍ، عمله المتقن حتى يأخذ حقه على أكمل وجه.

تفكيره الطويل حول أين سيصرفه، هل يعطيه لأبيه، هل ينفقه على ملذاته الشخصية، هل يدفع به إلى تحسين شيء ما، هل يشتري به لاب توب، او هاتف طالما حلم به.

نريد أن نفتش الذاكرة، ننفض غبارها، ونتذكر أول مرة قبضنا فيها راتبنا.. كم كان عمرنا.. وبماذا صرفناه وقتها.

وأنا عن نفسي.. أتذكر أنني تحملت عملا شاقًا في التدريس، كنت آنذاك طالبة في الجامعة في السنة الثانية، لم يكن أول عمل لي، لأن أول عمل لي، خجلت من أن اقبض راتبه، وقلت أنني لست بحاجة، وأنني فعلت هذا الشيء كهدية.

بينما العمل الحقيقي الذي أخذت منه راتبًا، كان مجهدًا، وظللت شهرا كاملا انتظر انتهاء العمل لآخذ نصيبي منه.

وقبضت ما يعادل ال ٦٠$ كان مبلغا بسيطًا، لكنني فرحت به، وانقضى أول يوم وأنا أفكر فيم اصرفه، وعلى أي شيء..

ثم قلت أهلي أولى به، على الرغم من أنني كنت بحاجة لمقتنيات لي.

لكنني آثرتهم عليه.. وقمت بتوصية أخي لشراء فراشٍ منزلي.. كان الأهل بحاجة له.

لا استطيع وصف سعادتي بهذا الانجاز وقتها.

 فهيا حدثونا عن أول راتب لكم، عن عمركم وقتها، عن عملكم، وبماذا صرفتموه.. ليس فضولا وإنما من أجل أن نفخر بإنجازاتنا