بينما ينافس الجميع على إنجاز أكبر عدد من المهام، تظهر الدراسات أن ٧٠٪ من الأفكار الثورية تأتي خارج أوقات العمل!
المفارقة الخطيرة: نعمل كـ"آلات" لإثبات جدوانا، بينما الأفكار التي تُغير السوق تأتي في لحظات التأمل والفراغ.
السؤال المحوري: لو خُيرت بين:
· أ :
إنهاء ١٠ مهام تشغيلية بنسبة ١٠٠٪
· ب :
تطوير فكرة واحدة مبتكرة تُضاعف أرباحك
أيهما تختار لمشروعك؟ ولماذا؟
في البداية كنت سأختار الاختيار الثاني، لكن سأعطيك مثالا إذا كنت اريد اختراع شيئا في مبنى مثلا طريقة التصميم أو البناء فلابد في البداية أن ابني، وأنظم الأمور، ثم أبدع.
المهام التشغيلية مهمة جداً وعدم إنجازها يعطل المهام الإبداعية
هذا من ذاك، وذاك ليس منه.
فالإنتاجية أصلٌ، والابتكار فرعٌ عليها، ولا يغني الفرع عن الأصل أبدًا.
الأصل يتضمّن الفرع كما تتضمّن البذرة الشجرة، أما الفرع فمهما امتد وتفرّع، فلن يكون أصلًا قطّ.
من ظنّ أن الإبداع يُقيم نفسه مقام الإنتاجية، فقد عكس النظام الطبيعي للأشياء؛ إذ لا قيام لفكرةٍ بلا تنفيذ، ولا ثمرة بلا جذرٍ يغذّيها.
التركيز على الإنتاجية ليس سلبي بالضرورة فإتمام المهام يضمن سير العمل ويؤمن دخلك. تطوير فكرة مبتكرة مغرٍ لكنه محفوف بالمخاطر فقد تفشل وقد تضيع أيامك وأسابيعك في وهم لم يثبت قيمته بعد والفائدة تضيع بينما الإنجاز اليومي يثبت كفاءتك ويضمن استمرارية المشروع أحيانًا الانغماس في الإبداع وحده دون أساس عملي رفاهية لا يحتملها أي مشروع حقيقي أري الحل الأمثل هو التوازن بين الإنجاز اليومي والتفكير المبتكر لكن هل من الحكمة التضحية بالإنتاجية مقابل وهم الابتكار
لا أرى الابتكار ترفًا أو مغامرة غير محسوبة، بل هو جهد المحاولة المستمرة دون كلل أو ملل، وهو ما يصنع الفرق بين من يكرر الأداء ومن يصنع القيمة. فالعلم بطبيعته يحب الاكتشاف والمخاطرة الواعية ومخالفة المألوف بمنطق الواثق.
أما الاكتفاء بالمهام الروتينية، فهو عقلية الموظف الذي ينتظر راتب آخر الشهر، لا عقلية الريادي الذي يسعى لتوسيع مصادر الدخل والنمو.
إذا سألتني فسيكون جوابي هو تطوير فكرة واحد مبتكرة تضاعف الأرباح فلا أحد يحب الشقاء في الطبيعي، لكن في الواقع نحن نعمل فقط ونؤدي المهام المعتادة في الطبيعي لكن الأفكار المبتكرة شيء يأتي فجأة في الغالب ولن نستطيع جلبه بالقوة، إلا إذا حاولنا شيء كالعصف الذهني مثلًا وحينها قد نصل لفكرة مناسبة أو لا.
صحيح ،الفكرة المبتكرة لا تُصنع بالقوة، بل تُزرع بالصبر.
العمل اليومي هو التربة، والتفكير الحر هو المطر.
حين تغذي عقلك بالتجربة والمعرفة، تنبت الفكرة وحدها في وقتها.
الإبداع ليس ومضة عابرة، بل ثمرة نضجٍ هادئ داخلك.
ولكن ألا ترى ذلك يفسد المقارنة المطروحة في الموضوع ؟ فكونها تأتي ثمرة نضج ونتيجة تجربة هذا يعني أنها لن تأتي إلا بالعمل والجهد وتنفيذ المهام وبذلك ليس منطقي أن نقارن بين العمل والتفكير!
كمسوق بالمحتوى أغلب أفكاري لا تأتي بمنهجية معينة، لكني استلهم من مصادر كثيرة ربما تكون غير شائعة عند الأغلبية.
أركز في تفاصيل الحياة اليومية، الشارع، الصباح الباكر، الطبيعة والكثير من المواقف التي لو ركزت فيه ستجد تفاصيل عجيبة تدفعك نحو الإبداع.
لذلك أنا أحب الشارع رغم أنه ليس مكان عملي ولكنه يفيد عملي بشكل كبير
التعليقات