بينما نحلم كرواد أعمال مبتدئين أن يصل منتجنا للنضج الكافي لندخل به في جولة تمويل صغيرة نجمع بها تلك الـ 50 أو 100 ألف دولار، والتي نعتقد أنها قد تكون دفعة هائلة لمشروعنا وأننا سنحقق بها إنجازا عظيما! (بغض النظر عن نقاش هل الاستثمار جيد لنا أو لا بداءة)

ثم نقرأ خبرا يجعلنا نشعر أنه من كوكب آخر! أو أننا نلعب في محيط أحمر مرعب! أو لا أدري ما الذي يحصل:

الخبر: أغلقت شركة OpenAI أكبر جولة تمويل في التاريخ بقيمة 40 مليار دولار، مما رفع تقييمها إلى 300 مليار دولار.

لكن الجزء الأكثر خطورة وجنونا في القصة ليس الرقم نفسه، أعلم أن هذا لا يدعو للعجب! لكن الذي يدعو للعجب:

أن هذه الصفقة وحدها كانت ضخمة لدرجة أنها أنقذت أرقام سوق الاستثمار الجريء العالمي بأكمله. لولاها، لكانت أرقام الاستثمار قد انهارت بنسبة 36%!

إذ أن عدد صفقات التمويل انخفض بشكل كارثي ليصل إلى 7,356 صفقة فقط في الربع الثاني من العام 2025، هذا الرقم هو أدنى مستوى لعدد الصفقات في عقد كامل (10 سنوات).

بمعنى آخر، بينما نحن نرى عناوين لامعة عن "ازدهار الاستثمار في الذكاء الاصطناعي"، الحقيقة هي أن الأموال لا تتدفق للجميع، بل يتم ضخها بكميات غير مسبوقة في لاعب واحد أو اثنين، بينما بقيتنا يعاني من الجفاف.

والدرس الأهم هنا هو لماذا؟ المستثمرون لم يدفعوا كل هذه المليارات من أجل ChatGPT فقط. لقد دفعوها لأنهم يراهنون على أن OpenAI تبني "البنية التحتية الأساسية" التي سيعمل عليها الجميع في المستقبل. هم لا يبنون سيارة أسرع، بل يبنون كل الطرق والجسور ومحطات الوقود التي ستحتاجها كل السيارات الأخرى.

وهذا يضعنا أمام سؤال استراتيجي كبير: هل هذا يعني أنه علينا إزالة حلم الحصول على استثمارات كبيرة في مشاريعنا التي صارت كسمك السردين في بحر أحمر مليئ بالحيتان الزرقاء الضخمة؟ أو ماذا علينا أن نفعل بالضبط؟