عندما بدأت بقراءة كتاب the lean startup لـ Erick Ries وجدته يتحدث حول:
رائد الأعمال إذا خطرت بباله فكرة، عليه أن يطبقها بسرعة وينشر الـ MVP في 90 يوما بحد أقصى! لماذا؟ لأنه إذا لم يفعل ذلك فغالبا سيجد الكثيرين طبقوها وتقدموا فيها بالفعل، وهو ما سيجعله متأخرا وسيكون أحد أكبر أسباب فشله.
لكن عندما أتيت بهذه القاعدة وأردت تطبيقها على سوقنا (الجزائري والعربي) وجدتها غير قابلة للتطبيق تقريبا، وحتى إذا طبقها رائد الأعمال على نفسه، فلا يكاد يستفاد منها!
اكتشفت أن سوق الشركات الناشئة في الجزائر (وفي العالم العربي عموما) بطيء جدا، وأحيانا ظهور حلول في السوق قبلك لا يضرك بل بالعكس ينفعك! إذ كثيرا ما سمعنا عن شركات تدخل السوق متأخرة جدا لكنها تنجح بفشل الآخرين وأخطائهم! كما قال لي أستاذي أحمد بن جلول: "عندما ندخل السوق ويكون فيه الكثير من المنافسين، سنبحث عن نقاط ضعفهم ونقول أنها لا توجد في منتجنا وحسب!"
الكلام الأخير قد لا يصلح في السوق الأوروبية أو الأمريكية، لكنه في الجزائر والعالم العربي واقع مشاهد! ومن ذلك المشاركة التي تحدثت فيها عن شركة zrexpress كأنموذج:
ومن الصدف التي أثبتت لي هذا الكلام أكثر وأكثر، كلام أرسله لي أحد الأعضاء هنا في المجتمع، المقال نشر من طرف مؤسس حسوب الأستاذ @aalagha في مقاله قبل 11 سنة الذي كان يخص موضوع الاستثمار في بدايات الشركة الناشئة قال فيه:
لكن تطبيق مثل Instagram بيع بمليار دولار الى فيسبوك دون أن يحقق أي دخل؟ صحيح، هذا الاستثناء وليس القاعدة وهو مماثل للحالات التي ذكرتها سابقاً، تماماً كأوراق اليانصيب وهذا ما لن يحصل قريباً في عالمنا العربي في وضعه الحالي. سيكون من الأفضل أن يبحث رائد الأعمال عن فكرة تحقق دخلاً للشركة من البداية وبذل جهد لانجاحها عوضاً عن اختيار فكرة لا يمكن البدأ بها دون مستثمر وقد تحتاج لسنوات قبل أن تحقق أي دخل أو قد لا تحقق اطلاقاً!
الصعاب التي نواجهها في عالمنا العربي، بقليل من الذكاء يمكن أن نقلبها لصالحنا وهذا ليس كلام فلسفي بل تجربة خضناها في حسوب ومازلنا نخوضها يومياً وبرأيي هي أحد العوامل الأساسية التي أدت لناجح شركة حسوب اليوم. البداية كانت بموارد محدودة جداً مع عدم وجود أي مستثمر، هذا فرض علينا العمل على تطوير إعلانات حسوب بشكل أسرع، تقديم خدمة عملاء أفضل وبالمحصلة تقديم مردود أفضل لعملائنا. قلة الموارد فرضت علينا أيضاً ايجاد حلول للعديد من المشاكل بأقل تكلفة ممكنة ثم توسيع العمل وايجاد مزيداً من العملاء يدفعون لنا ويضمنوا استمرار حسوب. ماذا لو كان لدينا استثمار من البداية؟ ربما لما شعرنا بحاجة ملحّة لتطوير إعلانات حسوب ومشاريعنا الأخرى كموقع خمسات بالسرعة المطلوبة ولما تمكنا من تقديم نتائج أفضل لعملائنا من المنافسين وبذلك لبقينا نعتمد على الاستثمار حتى ينتهي وربما لفشلت الشركة.
رابط المقال:
رابط النقاش حوله هنا في نفس المجتمع:
التعليقات