إحدى الموظفات بدأت عملها بحماس كبير ورغبة في الإبداع، لكنها مع مرور الوقت وجدت نفسها محاصرة بضغوط نفسية ورقابة دقيقة من مدير يمارس Micromanagement، أي التدخل في كل تفصيلة صغيرة بدلًا من منحها الثقة. هذا السلوك لا يأتي من فراغ؛ فالمدير غالبًا يفعله بدافع الخوف من الفشل، أو انعدام الثقة في قدرات فريقه، أو نتيجة للضغط الواقع عليه من الإدارة العليا، وأحيانًا لإثبات سلطته. ومع تراكم هذه الممارسات، تحول الالتزام الوظيفي الذي كان دافعًا للشغف إلى عبء خانق يفقد الموظفة حريتها ويجعل العمل أقرب إلى سجن نفسي. تخيّل نفسك مكان هذه الموظفة: كيف تمنع بيئة عملك من التحوّل إلى مصدر استنزاف وضغط نفسي بدلًا من أن تكون مساحة للنمو والإبداع؟
متى يتحول العمل من بيئة للإبداع إلى سجن نفسي؟
للأسف المدير هو 90% من العمل، لا يمكن أن نخلق مساحة للإبداع مع مدير يحرص على التحكم في كل صغيرة، يجب تدريب المدير أن يضع الخطوط العريضة ويترك الباقي للموظف، أو يغير أسلوبه ولا يجعل الموظف يشعر بالاختناق من تعليماته..
أعتقد أن المشكلة لا يمكن حلها من طرف واحد، يجب ان يكون هناك مساحة للحوار بين الموظفة والمدير، بحيث تطلب منه أن يترك لها فرصة للابداع والخروج من تلك المراقبة الصارمة، وطريقة جيدة لفعل ذلك هي أن تطلب منه أن تعمل لمدة معينة بدون أن يمارس الmicromanagement عليها، ويقارن بين أداءها في الحالتين، لكن كل هذا لا جدوى منه اذا كان المدير لا يقبل النقاش أصلا، وفي تلك الحالة أعتقد ان البحث عن عمل في مكان آخر هو حل أنسب
وفي تلك الحالة أعتقد ان البحث عن عمل في مكان آخر هو حل أنسب
معنى ذلك أنك تقول أنها تبدأ لتبحث عن عمل، ولكن هذا قد يتطلب فترة ربما تطول أو تقصُر فهل الأجدى أن تتكيف في البداية حتى يأتي لها الفرج؟ أم أنّ هناك حلول مسكِّنة تخفف من العبء؟
بصراحة لا أرى أي مسكنات، لأن المدير دائما سيكون عائق، ولن تستطيع الخروج عن نطاق مراقبته، وبالتالي فالأفضل ان تتكيف مع الوضع الى أن يأتي الفرج وتترك الوظيفة
اكيد ستكون فرصة لتحسين الوضع، خصوصا اذا كان تحت اشراف مدير مختلف، لكن اذا كانت المشكلة متعلقة بسياسة الشركة عموما وليس أسلوب المدير الذي تشتكي منه فقط فقد لا تجد تغيير كبير
برأيي تصرفه لا يشكل أي ضغط إلا لشخص هو فعلياً قلق بشأن امكانياته وقدراته ويخشى أن تكون الأعين مسلطة عليها، هذا فقط من يزعجه نمط الرقابة المستمرة والتدخلات المتتابعة، أنا في عملي عندما يخطئ أحد أكاد اجزم أنني أخذ جهازي واجلس جواره ليكون تحت عيني طوال الوقت وأراجع خلفه كل صغيرة وكبيرة ولو لم افعل ذلك فأنا مستهتر برأيي
برأيي تصرفه لا يشكل أي ضغط إلا لشخص هو فعلياً قلق بشأن امكانياته وقدراته ويخشى أن تكون الأعين مسلطة عليها
أوافقك في هذه النقطة؛ لأن هذا المدير هو يمكن أن يراقب لكنه لو وجد كل شيء على ما يُرام ولا يحتاج لتعديل فسيتركها وشأنها؛ لكن بعض العمليات قد تتأخر مثل الحصول على إذن مثلا لإرسال شيء لعميل أو تنفيذ مهمة ما وقد تُحاسب الموظفة عليها لو ضاعت، فكما تعلم مؤشرات الأداء يُحاسب عليها الموظف وليس المدير فما الحل في ذلك؟
لا أظن مدير سيفعل ذلك ويؤخر موظفة وبعد ذلك سيعاقبها إلا لو كان مختل أو متعنت مثلاً وهنا الأمر يرتبط بكون بيئة العمل بها خلل والافضل تركها
بيئة العمل يجب أن تمنح الموظف الثقة والحرية لأداء مهامه لكن بجانب ذلك من المهم أن يكون هناك تواصل مفتوح بين الموظف والمدير لمناقشة الصعوبات وتقديم الدعم هذا التواصل يقلل من الضغوط النفسية ويخلق مساحة للنمو والإبداع بدل أن تصبح بيئة العمل مصدر استنزاف
في الحقيقة أنا لا أستطيع أن أكون منتجاً ومبدعاً بداخل تلك البيئة لأنها تقتل الإبداع والإنتاجية وتقولب كل شيء في نمط معين ، لذا يمكنك القول دون خطأ كبير أنني موظف غير جيد أنا أقرب لمدير في نطاق عملي، أحب أن أكلف بمهمة وأن يترك لي حرية إنجازها وفق الخطة الزمنية المرتبطة بها بطريقتي، وإلا لن أعمل بوظائف نمطية.
أحب أن أكلف بمهمة وأن يترك لي حرية إنجازها وفق الخطة الزمنية المرتبطة بها
ولكن لا تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن وغالبا للأسف هذا ديدن كثير من الشركات الصغيرة أو التي تُدار بمفهوم المعلم صاحب المقهى أو الأهوة كما نقول في مصر.
لذا ستجد أن الحل دوماً لمن يشبهنا هو العمل كمستقلين (بما يشمل ذلك من مخاطر) ولكن يكفل لنا الراحة في تحديد النمط الذي نعمل من خلاله لأن صاحب المشروع عندما يقبلك فهو يقبلك (بشروطك) حتى وإن كان هو من وضع تلك الشروط.
التعليقات