أتيت من ثقافة عمل غربية حيث المدير هو جزء من الفريق، يجلس معهم في نفس المكتب، يتناول الطعام معهم خلال فترات الراحة، وينادونه باسمه بشكل طبيعي دون أي تمييز. كانت الفكرة أن هذا يخلق بيئة عمل غير رسمية تعزز التعاون والتواصل المفتوح بين الجميع. وعندما قررت تطبيق هذا النموذج مع فريقي، فوجئت بأنه يفشل مع بعض الموظفين الجدد، خاصة أولئك الذين في مرحلة التدريب. هؤلاء يشعرون بعدم الراحة ويجدون صعوبة في تجاوز الحدود بين المدير والموظف، إذ أن ثقافتهم تفرض احترامًا أكبر للمسافة بينهما. وفي بعض الأحيان، يتجاوز بعضهم هذه الحدود بشكل يفوق الوصف، مما يسبب خللًا في التوازن بين الاحترام والتواصل. في المجتمعات الغربية، يُنظر إلى هذه الحدود على أنها قد تعيق التواصل الفعّال، ولكن في الثقافة العربية، يُعتبر وجود هذه الفواصل جزءًا من احترام التراتبية في العمل. التحدي يكمن في كيفية دمج النموذج الغربي الذي يزيل هذه الحدود مع قيم المجتمع العربي الذي يقدّر المسافة المهنية بين المدير والموظف. في رأيكم كيف يمكن تكييف هذا النموذج ليحقق توازنًا بين التعاون المفتوح واحترام التراتبية الثقافية؟