ثقة رائد الأعمال في مشروعه قد تكون سبباً لتردد المستثمرين في التعاون معه

شاهدت حلقة من نفس البرنامج كان هنالك مشروع فعلاً مميزاً، لكن ردود الفعل السلبية كانت بسبب طريقة تقديمه لرؤيته. الثقة ضرورية لرائد الأعمال، لكنها تحتاج إلى أن تكون مرنة وتُظهر استعداداً للاستماع والتطوير بناءً على وجهات نظر الآخرين، خاصة عندما يكونون خبراء ومستثمرين لديهم خبرات واسعة.

على سبيل المثال، لو أن رائد الأعمال قال شيئاً مثل: "أنا واثق من رؤيتي، لكنني أؤمن أيضاً أن توجيهاتكم يمكن أن تأخذ المشروع لمستوى أفضل، وأرغب في الاستفادة من خبراتكم لتحسينه أكثر." أعتقد أن هذا النوع من الانفتاح كان سيترك انطباعاً مختلفاً تماماً، ويُظهر أنه قائد يمكن الوثوق به وشريك يتقبل الأفكار."

تقصد برنامج شارك تانك، تابعت هذه الحلقة واستغربت من ردود فعلهم تجاهه وهو واثق بمشروع وكان ممتاز بالمناسبة، وكأن الثقة تعني عدم قبول التوجيه، لكن برأيي سبب رفضهم أنهم لمسوا في الجمود وعدم وجود مساحة للنقاش معهم، يعني طبيعي أنهم أكثر خبرة وسيكون لهم توجهات مختلفة عنه، كان من المفترض أن يكون مستمعه أكثر، بالنهاية هو يحتاج استثمارهم في هذه المرحلة

نعم هو برنامج شارك تانك بالفعل , المستثمرون في شارك تانك لا يبحثون فقط عن فكرة قوية، بل أيضاً عن شخص يظهر استعداد للاستماع والتكيف مع التوجيهات والخبرات التي يقدمونها. يبدو أن الإجابة تكمن في الجمع بين الحزم والمرونة، ولكن تنفيذ ذلك على أرض الواقع ليس بالأمر السهل.

وايضا الثقة الزائدة قد تؤدي إلى تجاهل المخاطر والتحديات التي يمكن أن تعيق نجاح المشروع. على سبيل المثال، قد يعتقد رائد الأعمال أن فكرته هي الأفضل ولا تحتاج إلى تعديل أو تحسين، فيتجاهل آراء المستثمرين أو نصائح الخبراء. مثلًا، رائد أعمال يقرر إطلاق منتج جديد دون إجراء دراسة سوقية كافية لأنه واثق تمامًا من نجاحه. لكن عندما يتم إطلاق المنتج، يواجه صعوبة في جذب العملاء لأنه لم يأخذ في الحسبان احتياجات السوق أو المنافسة، مما يوضح أن الثقة يجب أن تكون مدعومة بتقييمات واقعية وتحليل دقيق.

من المهم أن يفهم رائد الأعمال أن الشراكة مع المستثمر لا تقتصر على التمويل فقط، بل تتضمن تبادل الخبرات والمساهمة الاستراتيجية. عندما يشعر المستثمر أنه لا يمكنه التأثير أو تقديم آرائه، قد يتراجع عن قراره بالاستثمار. هذا يجعل التوازن بين الثقة والانفتاح أمرًا حيويًا.

أحيانا يمكن أن يكون الحل أيضًا في توظيف الذكاء العاطفي من قبل رائد الأعمال. يعني ذلك القدرة على فهم مشاعر المستثمر والقدرة على قراءة ردود أفعاله، فالاعتراف بأهمية خبرة المستثمر قد يكون له تأثير كبير في تعزيز الثقة بين الطرفين وتحقيق نجاح أكبر للمشروع.

أشكرك على كلماتك الطيبة. صحيح الثقة بين رائد الأعمال والمستثمر هي عنصر أساسي، لكنها لا تكفي وحدها لبناء علاقة عمل ناجحة. التعاون بين الطرفين وتحقيق التوازن بين مصالحهما هو الذي يحدد النجاح في النهاية. عندما يكون رائد الأعمال قادراً على فهم احتياجات المستثمر من ناحية العوائد المالية و الاستماع إلى نصائحه، فإن ذلك يخلق علاقة متكاملة تؤدي إلى النمو والابتكار.

بالفعل، لاحظت هذا ببرنامج شارك تانك بنسخته المصرية، هذا البرنامج رفض الكثير من الشبان لأجل هذه الصفة، في البداية أنا وصفتها ثقة ولكن مع تحليلي للمواقف رأيت أنهم كمستثمرين لا يرون أنها ثقة زائدة، بل يرونها علامات عناد، وبالتالي هذا سيصعب عليهم عملية ادارة المشروع أو القبول على الأقل بالنصائح وقد يسبب مشاكل عملية وأعتقد أيضاً ربما قد نجد لو بحثنا أكاديمياً نفسياً بهذه الأمور ربما سنكتشف أن هناك عوامل نفسية معقدة تدخل على الخط تشعره بالخطر من الدخول باتفاق مع هذا الشخص.

ربما المستثمرون أنفسهم يُفرطون في التقييم النفسي لرائد الأعمال بدلاً من تقييم الفكرة بحد ذاتها.

هل يُمكن أن تكون هذه الصرامة في الحكم على شخصية رائد الأعمال هي التي تُفقدهم فرصة الاستثمار في مشاريع عظيمة؟ فليس كل شخص يظهر عليه "العناد" أو الثقة الزائدة هو بالضرورة غير قادر على إدارة مشروعه أو التعاون مع فريقه.

ربما لو خُفف الضغط النفسي المتبادل بين المستثمر ورائد الأعمال داخل البرنامج، وركزت المناقشات بشكل أكبر على إمكانيات المشروع وليس على تفسير الشخصية، قد تكون النتيجة مختلفة تماماً

قد يشعر بعض المستثمرين بأن هذا النوع من الشخصيات قد يسبب صعوبة في اتخاذ القرارات الجماعية، وهو ما قد يشكل تهديدًا للشراكة المحتملة. من ناحية أكاديمية، قد نجد أن هناك ارتباطًا بين مواقف مثل هذه وبين الشعور بالخوف من فقدان السيطرة أو الحاجة المفرطة لإثبات الذات، وهو ما يجعل هذه الشخصيات ترفض التوجيهات من الآخرين إذا كان هذا الشخص قد قال شيئًا مثل: "أنا واثق من أن فكرتي ستكون ناجحة، لكنني أرحب بأفكاركم لتحسينها والوصول بها إلى مستوى أعلى". لكان رد الفعل مختلفًا، إذ يُظهر الانفتاح على الأفكار الخارجية والمرونة في التعامل مع التوجيهات، وهو ما يطمئن المستثمرين ويعزز فرص التعاون الفعّال.