عملت ذات مرة في شركة وكان مديري المباشر موظف في تلك الشركة منذ أكثر من 10 سنوات, ولكن بدء عمله يصبح روتيني فلا يطور في العمل ولا يتخذ الإجراءات المناسبة لمراعاة السوق والمنافسة الشرسة التي تتزايد, ولكن من وجهة نظري أن تعامل الإدارة معه كان خاطئ حيث اكتفوا بمساعدته أحياناً أو الصمت أحياناً أخرى وترك المنحنى ينزل لأسفل... فما هو التصرف السليم في هذه الحالة؟
كيف أتصرف تجاه إهمال مدير في الشركة يعمل بها منذ سنوات طويلة (أكثر من 10 سنوات)؟
هذا بالضبط ما صار معي في شركة رياضية شهيرة جداً لن أذكر اسمها حين استلمت قسم المبيعات فيها، كان هذا الرجل الذي فيها والذي كان مدير الصالة التي أعمل بها يعمل مع هذه الشركة لأكثر من ٣٤ سنة، وكان يقوم بالكثير من التصرفات إما يعطّل علينا أعمالنا أو يقوم بجعل الزبائن يخرجون من الصالة ولا يشترون مرات بعفويته الغير المطلوبة ومرات بكلام غريب وتدخلات ببيعي يجعل الأمر مستحيلاً. مرة عن مرة ذهبت وقدكت شكوى فتجاهلوها، قدمت شكوى مرة ثانية وثالثة ورابعة، ولكنهم تجاهلوها، ضقت ذرعاً به لكثرة ما عطّل أعمالي وخاصة أن البيع عندي بالنسبة وبالتالي أحتاج نسبة ربحي، فتركت العمل، عندها اتصلوا بي ورجعت للشركة وشرحت الأمر بالتفصيل، ناقشوه فاعتمد على سنين وجوده ولم يتجاوب فطردوه وهذه كانت صدمة له ولي بشكل كبير! ولكن أعتقد هو من أسس لها ولا علاقة لي بهذا الأمر، فهو تكبّر وخالف الكثير من القواعد ولم يتجاوب بحجة طول مدة وجوده.
طالما لا توجد آلية ما للمحاسبة، وقياس الأداء باستمرار، فأظن حدوث شيء كهذا حتمي. كل شخص سيمسك منصبا، سيظل يسير على نفس الطريقة لسنوات ظنا منه أن هذه هي الطريقة الناجحة، فلم أقوم بتغييرها؟ الحل الوحيد أن تكون هناك آلية ما واضحة لتوصيل أن طريقته لم تعد ناجحة.
فعلاً ليس لك علاقه بطرده, أحياناً يكون فقط موقف صغير هو المفجر للتراكمات التي أدت لها أفعال هذا المدير, أو بذريعة خدمته للشركة لسنوات طويلة, ولكن نحن عادة نتعامل بالعاطفة على عكس الأجانب يفضلوا التعامل بالأسس العملية
لا مكان للعواطف مهما كانت قيمة الشخص المقصر ومهما كان الرابط بيني وبينه؛ لأننا لو سمحنا بذلك ستنهار المؤسسة تماماً ولن تنفعني قيمة الشخص وقتها
لكن إذا كنت في موقع موظف تحت إدارة هذا المدير، كيف يمكنك إقناعه بضرورة التكيف مع تغييرات سوق العمل وإظهار له أن أسلوبه الحالي قد يضر بالمؤسسة؟
أعتقد هنا أنه يمكننا اعتماد خطوات الإبلاغ عن الفساد من حيث الترتيب، ولكن للإبلاغ عن عرقلة العمل وتدني الكفاءة، والخطوات تشمل -بالترتيب-: كتابة رسالة لمخاطبة المدير المهمل نفسه وتوضيح ملاحظاتك بشأنه، مناقشة العائلة أيضًا وسماع اقتراحاتهم (هذه النقطة أنسب للتعامل مع قضايا الفساد حيث من الممكن أن تجلب عواقب للمشتكي نفسه ويجب وضع العائلة في الصورة من البداية)، حاول أن تعقد اجتماع معه لمناقشة الموضوع، تصعيد الموضوع لقسم الموارد البشرية، اللجوء إلى شخصية في منصب أعلى (أستبعدها)، والحل الأخير هو ترك العمل في الشركة إذا لم تجدِ أي من هذه الخطوات نفعًا. هل تعتقدين أنها ستكون فعالة للتعامل مع حالة كهذه؟
ستكون هذه الطريقة فعالة إذا كان المدير عملياً وقابلاً للنقد أما إذا لم يكن كذلك، فقد يؤدي ذلك إلى طرد الموظف حيث سيعتبره المدير عائقاً أو غير متوافق مع نهج الشركة، وفي هذه الحالة ستكون الشركة هي الخاسر الأكبر
هل الطرد في الشركات بهذه السهولة، أنت لم تعجبني إذاً أنت مطرود؟
برأيي شركة لا تمتلك أدنى ذرة احترافية كهذه خسارتها ربح، في النهاية أنا لم أنتقد المدير لشخصه، بل لدي ملاحظات تصبّ في صالح الشركة ومن حقي أن أشاركها مع الشركة.
من المؤسف أن أخبرك أن هذا يحدث بالفعل، فقد واجهت صديقة لي مشكلة مشابهة، حيث انتقدت بيئة العمل وقدمت ملاحظات للتطوير، فتمت مهاجمتها وطردها، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أجبروا الجميع في الشركة على التحدث بشكل سلبي عنها مما جعلها تشعر بمشاعر سيئة، وبالتأكيد خسارة شركة بهذه العقلية تعتبر مكسباً كبيراً
يمكنها الرد بدورها بنشر آراء سلبية عن الشركة وتعاملها مع الموظفين، حالها من حال المستهلك العادي الذي يعبر عن رأيه بحرية، في النهاية هي لن تخترع إساءات وافتراءات بل ستشارك تجربتها والظلم الذي تعرضت له!
للأسف هذه شركة خسارتها مكسب فعلاً وأعضاؤها حتى الذين قبلوا الضغط لا يمكن اعتبارهم زملاء عمل
أعتقد أن هذه الخطوات الفعالة والمنطقية,ولكني أجد أن التحدث مع شخصية في منصب أعلى هو الأصح وإن اعتبر هذا تجاوزاً ولكن نلجأ له في حالة نفاذ جميع الحلول قبل ترك الشركة
صحيح غالبًا ما ينصح باللجوء إلى شخصية ذات منصب أعلى ولكن ليس من البداية بل تكون الخطوة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة بعد التأكد من عدم جدوى الخطوات الأولية.
النصح والتوجيه هنا يا سارة ربما يؤدي لرفدي من العمل، فشخص بهذا المنصب بالتأكيد يدرك التأثير السلبي لأفعاله فلو نصحته ربما يستغني عني، لذلك أرى أن الحل الأمثل يكمن في التواصل ورفع التقارير للإدارة وهي تتولى الأمر.
الطريق الأقصر لهدم أي كيان أو حتى دولة كاملة هي إدارته بالعواطف لا بالمنطق والأرقام, لهذا ظهرت الكثير من التطبيقات التي تدرس ويتم التدرب عليها في مجالات ريادة الأعمال مثل مؤشرات الأداء ونماذج التقييم وغيرها
التعليقات