بالنسبة للمدراء، كيف يمكننا وضع فاصل بين الحياة العملية والشخصية؟

كنت أتبع طريقتين الأولى وهي شراء شريحة محددة للعمل وتكون متاحة أثناء العمل فقط وفور انتهاء الدوام أقوم بقفل هذه الشريحة وتوقيف الاشعارات الخاصة بها من الواتس وخلافه ورقمي الخاص لا يأخذه سوى المقربين فقط، والطريقة الثانية هي عمل جروب محدد للعمل وتوضيح فيه منعا باتا بأن يتواصل الموظفين يما يخص العمل خارج هذا الجروب وخارج أوقات العمل ومن يخرج عن هذه القاعدة فهو يتنازل عن حقه أولا قبل أن يأخذ حق غيره وهو أن يزعجه في غير أوقات العمل بأمور تخص العمل.

عانيت كثيرًا من اتصالات العمل والضغط المستمر طوال اليوم خلال عملي في سنواتي السابقة حتى في الأعياد لم أسلم من ذلك الضغط ومرة جريب أن أكتب على حالة الواتس بأنني غير متوفر وكان ذلك في بداية انتشار وباء كورونا ففوجئت بالاتصالات والرسائل التي تستفسر عن السبب وأغلبهم كانوا للاطمئنان ولكن ذلك أدى إلى نتائج كارثية أكثر لذا بعدها قررت شراء خط هاتف جديد ولم أقم بإعطاء الرقم سوى للدائرة الضيقة من حولي وبينهم المدير فكنت أقفل الخط الأساسي عند قضاء فترات الراحة وأيام العطل والأعياد وما زلت إلى الآن أطبق ذلك الأسلوب.

أعتقد أن المشكلة أكبر من كونها مشكلة مصرية بالخصوص أو أن لها علاقة بنظام العمل في بلد معين أو غيره، لكن المشكلة في اعتقادي لها علاقة بنظام عالمي للاقتصاد يعمل بهذه الطريقة والانسان فيه يعتبر مجرد ترس في آلة جمع الأموال العالمية، هذا ما يجعل الكثير حتى من العاملين في أكثر أماكن العابم تحضرًا يملكون نفس المشكلة أيضًا وهي صعوبة فصل عملهم عن حياتهم الشخصية واستمتاعهم بها، بل أزعم أن هذه الظواهر تزيد في أماكن تمركز الاقتصاد العالمي مثل نيويورك وهذه للمدن، وأعتقد أن الحلول الفردية هي الأمر الذي بيدنا الآن فكل منا يحاول ان ينفذ هذا لكن لا أمل في تغير هذا كثقافة وطريقة تعامل عامة مع الانسان في هذا العصر.

صدقًا هذه المشكلة لا ترتبط بجغرافيا معينة، فالكثير منا يعاني منها ولكن الأمر يتفاوت من شخص لآخر ولذلك أنا دائمًا أحبذ اعتماد البريد الالكتروني للمراسلات والطلبات المتعلقة بالعمل. فهذا يجعل المدير وغيره من الموظفين لا يتواصلوا معي الا للضرورة القصوى.

حتى أن مراسلات البريد الالكتروني لها الكثير من المزايا مثل:

• التوثيق
• الدقة بالطلبات
• توفير الوقت
• التركيز

وغيرها... لذا لو كنت مكانك سأعمم على الجميع التعامل فقط من خلال البريد الالكتروني.

هذه إحدى المشاكل التي أواجهها في عملي. كوني أعلم فمن المطلوب في عملي أن اتواصل مع الأهالي. لذلك فهم غالبا ما يتواصلوا معي في أوقات غير مناسبة. ومن هنا فلم أجد حل إلا من خلال الوصول لحدود واضحة بيني وبين الأهل لتنظيم العلاقة.

وتشمل هذه الحدود وضع أوقات واضحة للتواصل والتشديد على عدم تجاوزها إلا في حالات الضرورة القصوى. كما أنني وظفت التكنولوجيا من اجل تنظيم مهامي والإشعارات وذلك وفق الأولوية. ولا ننس هنا أنّ إنجاز المهام ضمن المواعيد والمهل بحافظ على الحيز الشخصي لحياتنا.

انا اكون حاسم منذ مقابلة التوظيف الاولى بانني لن أرد على تليفونات بعد انتهاء الدوام

ومهما حدث وان وصل الامر لتركي العمل لا أقوم بالرد عليهم خارج اوقات العمل الا للامور الطارئة والتي لا يمكن انتظارها للغد. وهذه امور غير متكررة.

الى جانب ان لدي رقمين واحد شخصي ولا اعطيه لاي احد في العمل والاخر للعمل

واضع كل رقم منهم في جهاز موبايل مختلف اتحكم في غلق الانترنت او غلق التليفون كله اذا زاد الازعاج !

نصيحتي لكل شخص يواجه هذه المشكلة ان يكون حاسما مع مديره ولكن بلطف في الحديث لأن المديرين في بعض الاحيان يستخدمون الامر لاستعباد الموظف للعمل في منزله دون اجر .