أن نجد شركة تضع أسعار خياليّة لمنتجاتها فهذا وارد جدًّا، أو أن نجد شركة آخرى تخفض من أسعارها إيمانًا بالعدالة الاجتماعية فهذا أيضًا وارد. ولكن ما هو نادر جدًّا أن تجد شركة توازن بين القدرة الشرائيّة للعملاء وبين العدالة الاجتماعيّة.

ففي إحدى المرّات سمعتُ رائد أعمال شهير في برنامج تلفزيوني يقول "ما الضرر من وضع سعر عالي لمنتجي (خاصّةً عندما يكون من السّلع الكماليّة) ما دام العملاء قادرين على الدّفع؟".

ولكن هل وجود عملاء يتمتّعون بقدرة عالية على الدّفع يعني أنّه يحقّ لي أن أضع أسعارًا لا تتماشى مع مفهوم العدالة؟

بالنسّبة لي فالجواب حتمّا لا! فالموازنة بين كليهما أساس من أجل الاستمراريّة.

ولكن لكل رائد أعمال وجهة نظر.

من ضمن الأمثلة التي تلفتني في هذا المجال، إحدى الشركات اللبنانية العاملة في مجال بيع الحقائب النّسائية. ففي الوقت الذي يبلغ فيه متوسّط سعر الحقيبة في ل ما بين 5 و 10 دولارات، يبلغ سعر الحقيبة لديهم مئة دولار وما فوق. ولدى سؤالهم عن سبب ذلك يقولون لك " نحن نقدّم الأفضل في مجال الحقائب النسائية". بالعودة لعملائهم فهم ينتمون للشرائح الثريّة، ولكن هل يبرّر ذلك التسعير المبالغ فيه خاصّةً أنّ الزبائن راضين بذلك؟