مرحباً يا أصدقاء!

انتشر في الأيام القليلة الماضية مقطع فيديو يظهر اعتذار مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة ميتا أمام عشرات العائلات في الكونغرس خلال جلسة استماع حول سلامة الأطفال في مواقع التواصل الإجتماعي.. دعنا نناقش سبب هذا الإعتذار وسبب رواجه..

شهدت الجلسة التي تم استجواب عدة منصات كتيك توك واكس وديسكورد فيها استجواباً حاداً وصارماً لمالك ميتا زوكربيرج على وجه الخصوص، الذي اضطر للإستدارة نحو العائلات المتضررة والإعتذار لهم مباشرة عمّا واجهه أطفالهم في منصاته، حيث اتهمت بعض هذه العائلات منصات التواصل الإجتماعي بالتسبب باستغلال أطفالهم، وصولاً إلى الإنتحار حتى!

الجلسة التي كانت مشحونة بالتوتر بوجود العائلات واستجوابات النواب النارية، شهدت ضغطاً هائلاً من السيناتور جوش هاولي باتهاماته وأسئلته، وقد كان جلياً التحفظ والتوتر على مارك في إجاباته، في تحدٍ واضح حول تحمل مارك مسؤولية ما حدث لهؤلاء الأطفال، وإيماناً بأنه يقع على عاتق هذه المنصات مسؤولية أخلاقية مضاعفة تجاه المستخدمين.

كرر زوكربيرج بأن مهمة ميتا هي بناء أدوات رائدة في الصناعة وتمكين الآباء، إجابة على سؤال حول تحمله مسؤولية ضرر منصاته، وهنا قاطعه السيناتور هاولي قائلاً "لكسب المال!"، بشكل جعل هذه الشركات تبدو وكأنها تتخلى حقاً عن مسؤولياتها الأخلاقية تجاه مستخدميها من أجل الأرباح، وفي حالة ميتا .. نعم هذا حقيقي، وهذا ليس قولي بل بشهادة فرانسيس هوجن التي عرفت ككاشفة فساد بعد تسريبها وثائق سرية لفيسبوك تدينهم وتثبت معرفتهم بهذه الأضرار التي تبثها منصاتهم دون اتخاذ اي إجراءات إصلاحية تذكر، وهكذا برأيي يكون الدور الحقيقي لكاشفي الفساد أو المخبرين (whistleblower)، بالمناسبة ما رأيكم بما قامت به هوجن؟

برأيي، ما تم كشفه لا يعبر عن الحقيقة الكاملة لما يحدث داخل أسوار تلك الشركات، وهذا الإستهداف غير البريء للأطفال على منصاتهم لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام بحجة أن المنصة ليست للأطفال "كما برر بعض ممثلي الشركات في الجلسة نفسها" الذين يعلمون تماماً أن نسبة كبيرة من المستخدمين هم من الأطفال.. إذا هذه الإتهامات حقيقية! هناك استهداف واضح.

وأخيراً أود أن أسمع آراءكم حول القضية.. وماهي الإجراءات الممكن اتباعها من أجل تحسين تجربة المستخدمين بمن فيهم الأطفال في هذه التطبيقات؟