القيادة هي التأثير وبما أنّها ترتكز على هذا الهدف فهناك عدّة قنوات لممارسة هذا التأثير. من أبرز القنوات التي تحكم القيادة هي الأخلاق، حيث قد تكون أحيانًا الدّافع الأساسي لاتّخاذ القرارات وتوجيه الفريق وهي ما نعرفه بالقيادة الأخلاقيّة. بالنسبة لي، ولو أتيحت لي فرصة القيادة، فإنّ القيادة الأخلاقيّة هي الخيار الأمثل بالنسبة لي.

ولكن في حال واجهت معضلةً أخلاقيّة نتيجة التضارب بين مصلحة وقيمة أخلاقيّة، فكيف أتصرّف؟

أعتقد أنّه من أصعب المواقف التي قد يواجهها أي قائد.

تُعطي القيادة الأخلاقيّة الألولويّة لقيم مثل الشفافيّة والمسؤولية والتعاطف والاهتمام والثقة والعدالة. وبالتّالي فإنّ أي قرار يتخذه القائد يجب أن يراعي هذه الجوانب ويضعها كأولويّة. وعندما نتحدّث عن هذه الجوانب فإنّها في الكثير من الأحيان تتناقض مع مفهوم المصلحة الشخصيّة.

على سبيل المثال لا زلتُ أذكر موقفًا حصل مع صديق لي وهو يعمل مديرقسم المنتجات في شركة تقنية. فقد كانت تربطه علاقة صداقة قويّة مع أحد أعضاء فريقه وهو مسؤول عن تطوير المنتجات. بالصدفة اكتشف المدير أنّ هذا الموظّف يقوم بسرقة أفكار وتصاميم من شركات منافسة وينسبها له كأنّها عمله الخاص. وكما تعرفون فإنّ هذا يعد انتهاكًا لحقوق الملكيّة الفكريّة.

كان الأمر صعبًا بالنسبة للمدير حيث يجب عليه الاختيار بين الشفافيّة وهي إخبار الإدارة حول سلوك هذا الموظّف وبين الحفاظ عليه كصديق يعرفه منذ عشرة أعوام. ما زاد الطين بلّة أنّ الشركة تتبع أسلوب القيادة الأخلاقي.

بالنسبة لي فقد كان رأيي عندما استشارني هذا الصديق أنّه يجب عليه وضع القيم الأخلاقيّة أوّلًا وقبل المصالح الضيّقة وإخبار الإدارة عنه.

وأنتم برأيكم، هل يجب وضع القيم الأخلاقيّة أوّلًا في جميع المواقف؟ وكيف يمكن تخطّي العقبات التي تواجهها كقائد تتبع القيادة الأخلاقية مثل في الموقف الذي ذكرته؟