عندي موظفة جديدة في فريق العلاقات العامة، وهي في أول شهر لها معنا، وقد بدأت تشتكي منها بعض زميلاتها في الفريق بسبب تصرفاتها المتسلطة خصوصا وأنهن يشعرن أنهن أقدم منها. هي دائمًا تحاول أن تعرف كل شيء في العمل وتدقق في التفاصيل، وهذا جعل بعض الزميلات يشعرن بالضيق والتوتر منها. لكن من جهتي، أنا أرى أن تصرفاتها هذه نابعة من حماسها الكبير للعمل، فهي تسعى للحفاظ على سير الأمور بشكل صحيح، وتريد أن تتأكد من أن كل شيء على ما يرام وأنه لا يحدث أي خطأ. المشكلة التي أواجهها هي أنه إذا قمت بتحذيرها وأخبرتها بأن زميلاتها تشتكين منها، قد يؤثر ذلك على حماسها ويجعلها تشعر بالإحباط أو حتى تبتعد عن العمل بنفس الهمة. من ناحية أخرى، إذا قررت أن أسكت وأترك الوضع كما هو، فقد تستمر المشكلة وتزداد التوترات بين أعضاء الفريق. فكيف يجب علي التعامل مع هذه الحالة؟
كيف أتصرف مع موظفة متسلطة ولكن كنتائج عمل ممتازة؟
أفضل طريقة للتعامل هي من خلال تواصل فعال، حيث يُمكن توجيه الموظفة بلطف مع تقدير حماسها وتشجيعها على أسلوب عمل متوازن. من المهم أيضا توفير بيئة تشجع الفريق على تقديم ملاحظات بنّاءة، مثل تنظيم جلسات دورية للمراجعات. هذا ليس فرصة لمعاقبة الموظفة بل لتوجيهها نحو أسلوب أكثر توافقا مع الفريق.
هذا ليس فرصة لمعاقبة الموظفة
ليس هناك شيء أساسا لأعاقبها عليه؛ الفكرة أن حماسها كان يخدعها أحيانا وربما تكون هذه الشكاوى نابعة من خوف الأقران في أن تأخذ مكانهم؟ لكن الغريب أن ثقافة العمل لدينا ليست بهذه الطريقة وهم نفسهم لم يتعودوا على ذلك وهذه أول شكوى تأتيني من هذا النوع.
رغم أن الحماس سمة إيجابية في بيئة العمل، إلا أنه حين لا يُضبط قد يتحول إلى سلوك يتجاوز الحدود المقبولة، مما يسبب توترا داخل الفريق. وفي بعض الحالات، قد يُساء فهم هذا الحماس أو يُستغل لتبرير تصرفات غير مناسبة، وهنا يصبح من الضروري التدخل لا للعقاب، بل لضبط الإيقاع وضمان ألا يتحول الحماس إلى مبرر لتجاوزات تضر بالتوازن العام. فالفارق بين الحماسة البناءة والتصرف المندفع هو الوعي بالحدود واحترام الفريق
المشكلة يا عبد الرحمن أنني لا أرى في حماسها هذا اندفاعا، وبالرغم من ذلك هم يشتكون منها هي فقط واللواتي يشتكين منها هن زميلاتها البنات وليس الشباب وهذا ما يلفت نظري. التحدي الذي أمامي هو كيف أكشف حقيقة الامر دون إثارة الريبة أو الشك؟
هل يُحتمل أن يكون وراء هذه الشكاوى شيء من الغيرة؟ التحدي الذي يواجهك فى هذه الحالة الآن هو: كيف تتحقق من حقيقة الأمر دون أن تثير الريبة أو تزرع الشك في الفريق؟
اقترح عليك استخدم استطلاعا داخليا مجهول الهوية
أنشئ نموذجا بسيطا يُرسل للفريق لتقييم بيئة العمل بشكل مجهول. أضف أسئلة عن التفاعل بين الأفراد، وجود توتر أو انزعاج. إلخ. البيانات ستكشف لك الاتجاه العام دون أن يعرف أحد ما تبحث عنه تحديدا.
فكرة جميلة جدا؛ يمكنني بها أن أكتشف الثغرة بشكل أسهل من ذي قبل. ولكن كيف أضمن ألا تكون هناك إجابات أو مشاركات مضللة؟
أرى أنه من الأفضل تأجيل إعداد النموذج لفترة من الوقت، حتى لا يبدو وكأنه صُمّم خصيصًا لهذا الموقف، مما يجعله أكثر حيادية ويُضفي عليه فاعلية أكبر في التطبيق.
تحتاج لفهم المشكلة أفضل، لأن الحالة قد يكون لها أبعاد كثيرة، مثلا الموظفة شاطرة جدا وزملائها يشعرون بالغيرة منها وقلقين أن تسبقهم بالعمل وبالتالي اشتكوا منها، ثانيا أنها قد تكون اندمجت بالعمل سريعا وهذا أقلقهم، لذا بالتأكيد لديك وصف وظيفي لكل وظيفة بشركتك وبناء عليها كل موظف يدرك تماما مسؤولياته ومهامه، يمكنك إرساله لها من باب التوجيه، ويمكنك التحدث مع الأفراد التي تثق بهم ضمن هذا الفريق لأخذ صورة أوضح عما يحدث بشكل ودي دون أن يظهر وكأنه تحقيق او استجداء معلومات وبالتالي ستتكون لديك صورة أوضح للحكم، ولكن من وصفك لا أتوقع أبدا أن هذه الموظفة متسلطة ولكن أرى انها موظفة متمكنة من عملها وأثارت قلقهم
لديك وصف وظيفي لكل وظيفة بشركتك وبناء عليها كل موظف يدرك تماما مسؤولياته ومهامه
هي تدرك مهامها لكنها ربما تحاول تذكيرهم ببعض الأشياء المتداخلة لأنهم يعملون سويا على مشروع واحد وبه مهام متداخلة.
الغريب أن الجميع لم يبدوا أي تقصير بالعمل وكلهم على كفاءة عالية ومخلصون للعمل ويعلمون أننا لدينا في الشركة لا يأخذ أحد مكان أحد وأن ثقافتنا هي التعاون بدلا من النمط الهرمي للإدارة وليس عندنا فرق بين موظف يعمل منذ أن فُتحت الشركة وموظف آخر بدأ العمل معنا من الأمس. فأنا أساسا أتعجب من الشكوى خصوصا وأنها من الفتيات فقط! ولما سألت أحد أعضاء المجلس الاستشاري قال لي بالنص: "هذه غيرة بنات لا عليك بها".
أخي العزيز، أتمنى أن تكون بخير. أنا أقدر جدًا اهتمامك وحرصك على التعامل مع هذه المواقف بحكمة، وأتفهم تمامًا ما تمر به من تحديات في إدارة الفريق.
ربما يكون الحل الأمثل هنا وقد تختلف معي في ذلك، هو أن تتحدث معها بشكل شخصي، وتوضح لها أنك تقدر حماسها وحبها للعمل، ولكن عليك أن توضح أيضًا كيف يمكن لهذا الحماس أن يتسبب في بعض التوترات مع الفريق. يمكنك أن تشجعها على العمل بروح التعاون والمشاركة مع زميلاتها بطريقة تدعم روح الفريق بدلًا من التركيز الزائد على التفاصيل.
جميل جدا هذا الاقتراح، لكن أما توافقني الرأي أن العلاقات العامة مثلا أو التسويق عموما هو مهنة التفاصيل؟ وأنا ربما أحتاج قبل هذا الاجتماع المغلق تقصي الأمر أكثر فقد تكون أصلا ليس لها ذنب في الأمر وأن كل هذه الشكاوى مفتعلة. لكن أيضا أعود لأسأل نفسي ما الدافع الذي يجعل البعض يلاحظ هذا ويشتكي منه والبعض الآخر لا يفعل؟ وأيضا لماذا يشتكي البعض إذا افترضنا أنه بدافع الغيرة كما طرح بعض الزملاء وثقافة الفريق لا تدع أي مجال للغيرة أو حتى التفضيل الشخصي؟
لكن أيضا أعود لأسأل نفسي ما الدافع الذي يجعل البعض يلاحظ هذا ويشتكي منه والبعض الآخر لا يفعل؟
سأقولها بإيجاز ، وسأحاول أن أختصر النقاط التي ذكرتها قدر الإمكان،
وأتمنى – بكل تقدير – أن تأخذ كلماتي على محمل الجد، لا المجاملة.
الأمر لا يتعلق فقط بنيّة الموظفة أو حتى بموقف الزميلات، بل بكيفية إدارة التفاعل بين الأفراد داخل الفريق. فالنية الطيبة لا تعفي من الأثر، والمشكلات الصغيرة إن تُركت دون توجيه قد تتحوّل إلى ثقافة غير صحية. التمييز بين الغيرة والتوتر الحقيقي لا يكون بالحكم المسبق، بل بالإنصات الجاد، والملاحظة الدقيقة، وفتح مساحة للحوار الصادق بين الجميع.
أما التفاصيل، فهي بالفعل جزء أساسي من المهنة، لكن عندما تتحول إلى أداة ضغط على المحيط، فإنها تفقد وظيفتها وتبدأ في تفكيك الروح الجماعية.
من وجهة نظري، تصرفات الموظفة نابعة من حماس ورغبة في إتمام العمل على أكمل وجه، وهذه صفات إيجابية في حد ذاتها، لكنها قد تُفهم بطريقة خاطئة من زميلاتها إذا لم تُدار بشكل صحيح. لذلك، أرى أنه من الأفضل أن يقوم الفريق الحالي باحتوائها والتعامل معها كأحد أفراد الفريق الأساسيين، لا باعتبارها موظفة جديدة. بذلك، يمكنهم مشاركة حماسها وتشجيعها على الاستمرار في العمل بنفس الطاقة، بدلاً من أن يشعروا بالتوتر أو الحذر منها. إذا استمر الوضع كما هو، يمكن أن تقوم أنت شخصياً بالتحدث معها بلطف وبدون توجيه اللوم، مع الإشارة إلى تقديرك لحماسها واهتمامها بالتفاصيل، مع إعطائها بعض النصائح حول كيفية التوازن بين هذا الحماس والانصهار بشكل أكبر مع الفريق بأسلوب مرن. بذلك، ستحافظ على حماسها وفي الوقت ذاته تضمن بيئة عمل متناغمة للجميع.
من المفترض ان هي لا تتصرف فوق مسؤوليات الاخرين الا لو كان لاسالتها علاقة بمهامها الخاصة
فمن واجبك انت ان تخبرها بان تركز على مهامها لا مهمات الاخرين، واذا كانت ترى اي تقصير او خطأ فيمكنها ان تمرر الامر لك وانت تتصرف، ليس من صلاحياتها ان تتصرف مثل صلاحيات المدير
مع الوضع في الاعتبار أني لا أدافع عنها لكنها لا تتصرف بتعالٍ أو حتى أمر، لأننا ليست هذه أساليبنا في العمل من الأساس؛ وبالنسبة للمهام فهي متداخلة لذلك لا يمكنني الحكم عليها بأنها تدخلت في مهام قريناتها لأنه قد يكون أكثر من شخص يقوم بنفس المهمة في نفس الوقت وبعض المهمات مترتبة على بعضها البعض فهي مثلا لو قامت بشيء في السلسلة والجزء السابق لها غير مكتمل فإنه سيؤثر على مهمتها أو دورها هي أيضا. لكن أما ترى أن طريقتها هذه وسيلة للتعلم والتكيف؟
أحيانا الغيرة تدفع الناس إلى اتهام غيرهم بالتسلط، فعضو في العمل متحمس، يعني عمله أفضل وأحسن، وهذا كموظفات كسولات ألفن العمل بطريقة ما متفق عليها كعرف، قد يجعلهن يعملن أكثر، أو يظهر حقيقة كسلهن..
الضيق والتوتر مما؟ إن كانت متحمسة وتسأل الطبيعي أن يدعمنها، يجبنها، يشرحن لها، وإن لم يكن من تخصصها، بالعكس يجب أن يكون بصدر رحب، الهدف هو إنجاح العمل..
في النهاية هي لم تقتحم بيوتهن، ليشعرن بالضيق والتوتر وكأن العمل نوع من الخصوصية..
إن حذرتها ستخسرين موظفة جيدة الحقيقة، يجب عليك مراقبة الأمر بكثب وقد ترين العجب..
باعتباري أحد صانعي القرار بالشركة التي اعمل بها، واحد المدراء
- أولا دعني أسألك ما هو مستوى الموظفين؟ هل مجتهدين ومنتجين ويأدون عملهم على أكمل وجه؟ هل لديهم أوجه قصور.؟ هل لاحظت سلبيات أو مشاكل بالأداء او الانتاجية الخاصة بهم؟ اذا كانت اﻻجابة بنعم فاذن هي على حق وتسعى غالبا لضبط أمور سير العمل ولكن احرص على توجيهها بحسن التعامل مع الناس اذا كانت اﻻجابة لا ، فانا دعنى احسن الظن ولكن لنسأل هل ترى ان تصرفتها فعلا منطقية ؟ هل فعلا ستؤثر على سير العمل وترفع انتاجية الموظفين؟
- على كل حال ايا كانت اﻻسباب اذا اردت ان يكون لديك بيئة عمل متفاعلة ومنتجة ومحبة وتتعامل كأسرة وتحب مكان عملها ، احرص أشد الحرص على عدم وجود عنصر من الممكن ان يؤدي لتفكك هذا الكيان مهما كان العنصر سيفيدك
- وبشكل عام لا تسمح بوجود عنصر متسلط ضمن فريق عملك، احرص على التوجيه والنصح مرة واثنان واذا رأيت عدم تجاوب فأنت حتماً تعرف المطلوب ، هنا انا اتكلم بشكل عام لا اقصد الحديث عن الموظفة التي أشرت لها
هذا ناتج عن خبرة تزيد عن 15 عاماً وعمل 4 دول مختلفة
بإمكانك إخبارها أن هذه الفترة هية فترة التعليم ومسموح لها السؤال بكثرة لتاريخ كذا وبعد ذلك تعتمد على نفسها وان اضطرت للسؤال فلتسألك شخصيا حتى تأخذ المعلومة وبذلك تبعدها عن الزملاء الاخرين ...
هذه حالة مرفوضة تماماً، فالتأكد من أن كل شئ على ما يرام هذه مهمة لها مختص، ومتابعة تفاصيل العمل وما يحدث هذا من اختصاص مسؤول بعينه، ولو كانت الأمور تدار بأن الموظف من حقه المتابعة والتدخل والاستفسار فهنا ستصبح بيئة العمل مسرح للعبث.
تخيل أن يخرج طباخ المطعم من مكانه ليتأكد من أن طاولات الطعام مهندمة وأن الحجوزات تسير بنظام وأن مكيفات المطعم تعمل بجودة عالية وأن الموسيقى مناسبة لأجواء اليوم هل ترى هذا حماس ام عشوائية وتطفل ؟!
عن نفسي لو أنا معكم في العمل لكانت هذه الموظفة هي سبب لاحتمالية تركي للعمل معكم بسبب تسببها في إزعاج لي غير مبرر بالمرة
دعني أوضح لك شيءا في غاية الأهمية يا إسلام: هم يعملون في ترتيب معين فكل شخص يقوم بتسليم المهمة لمن بعده وبذلك تسير العمليات في العمل، فلو كان ما قبلها ليس على أفضل شيء فكيف ستقوم هي بعمل مهمتها وتسليم المهمة لمن بعدها؟ المشكلة أنهم يتضايقون من السؤال والحماس في مهام تتعلق بعملها المباشر وليس من أسئلة عامة أو حماس غير مبرر. والمشكلة الأكبر أن من يشتكي هنّ زميلات محددات وليس كل الزملاء وأنها أول مرة تأتينا فيها شكوى مثل هذه.
لو كان الأمر هكذا والعمل تدريجي فأظن أن السؤال من حقها وأنك أن لم تدعمها في ما تفعله فسوف تخسر شغفها وحرصها على إتقان العمل، ألم تفكر في تشجيع البقية لأن يكونوا مثلها ؟
موقفك جدًا حساس، ويتطلب توازن دقيق بين دعم الموظفة الجديدة وبين حماية بيئة الفريق من التوتر. هنا خطوات ممكن تساعدك تتعامل مع الموضوع بطريقة ذكية وفعالة:
1. جلسة فردية غير مباشرة مع الموظفة الجديدة
اعمل جلسة ودّية معها، ما يكون هدفها "تحذير" بقدر ما هو توجيه وإرشاد. قولي لها مثلًا:
> "لاحظت حماسك الكبير، وهذا شيء نادر ومهم، وأقدّره جدًا. لكن أحيانًا في بيئة الفريق، نحتاج نوازن بين التدقيق وبين إعطاء الثقة لزملائنا. كلنا نكمل بعض، وكل وحدة عندها دور مهم."
بهذا الشكل، أنتي ما قلتي لها إن فيه شكاوى، لكن وجهتيها بطريقة تخليها تفكر في طريقة تعاملها بدون ما تنكسر حماستها.
2. تقوية العلاقة بين الفريق
اعملي نشاط بسيط غير رسمي (مثلاً جلسة قهوة، أو نشاط داخلي) يتيح لزميلاتها يتقربون منها بعيد عن أجواء العمل الجدية. هذا يساعدهم يفهمون شخصيتها بشكل أوسع، ويمكن يكتشفون أنها مش "متسلطة" بقدر ما هي "مهتمة".
3. رسائل عامة للفريق
بدون توجيه الكلام لها شخصيًا، ممكن ترسلين للفريق كل فترة رسائل عامة تعزز مفاهيم مثل:
أهمية التعاون والاحترام المتبادل.
كل شخص له قيمة، سواء كان جديد أو قديم.
إن الحماس لازم يترافق مع الحس الجماعي.
4. الاستماع للطرف الآخر
خذي ملاحظات الزميلات اللي اشتكوا، واسأليهم بطريقة غير هجومية:
> "كيف ممكن نخلي الجو أفضل؟ هل فيه شيء معين تحسين أنه سبب لك إزعاج؟"
خليهم يحسون إنك معهم، بدون ما تزرعين فكرة العداء ضد زميلتهم الجديدة.
التعليقات