أصبحت الاستقصاءات المُتمثّلة بالاستبيانات أداة في كل مكان حرفياً، من الشركات إلى الطلّاب إلى معدّي المحتوى حتى، الكل يمطر مستخدميه بالأسئلة والكل كوّن لديه رغبة غير طبيعية في تسجيل ومعرفة أفكار الآخرين ولكن أسأل الآن: ماذا لو وقعنا من غير قصد طبعاً في فخ خطير قد تنبّهت إليه مؤخراً، وهو استخدام الاستطلاعات والاستبيانات لاتخاذ قرارات بناءً عليها بشكل كامل لا الاطمئنان بها فقط إلى صحة خيارنا وبحثنا؟! 

الفخ يكمن في هل يعكس الاستبيان حقاً احتياجات العملاء الحقيقية أم أنه ببساطة قد يعكس لي وجهة نظر متحيّزة؟ هل يجب أن نخاطر فعلاً بالاعتماد على إجابات الآخرين؟ بالتأكيد لا، ما يُدريني، ربما بسبب درجة ميلي لفكرة معيّنة قد قمت بصياغة أسئلتي في الاستبيان بطريقة تقودني لتلقي إجابات مشابهة، ما أريد الوصول إليه هو أنّهُ كل ما له علاقة بآراء الآخرين يجب أن يُستخدم فقط للاطمئنان، اطمئنان معتمد على بحث مسبق مُعدّ وفقط، بدون أبحاث لا قيمة لهذه الاستبيانات نهائياً: "مهما كان الموضوع الذي أقصده صغيراً وبسيطاً".

لذا برأيي يجب في كل مرّة نُعدّ فيها استبيان أن نسأل أنفسنا هذا السؤال الأهم: هل نسعى إلى الاطمئنان عبر احتمالية تطابق ما توصّلنا إليه سابقاً من نتائج بحثية مع إجابات الاستبيان أم أننا نفتح أنفسنا حقاً لقرار معتمد فقط على حكمة عملائنا؟ يمكن لهذه الإجابة أن تغير عملك وعلاقتك مع الاستبيانات تماماً.

وأنت: هل تتفق معي في هذا الرأي وتقلل من أهمية الاستبيانات كما أفعل؟ أم أنّك تولي لها أهمية كبيرة في عملية صناعة القرار؟ شاركوني آرائكم!.