يُطلق مصطلح شكونين" في اليابان على العامل الذي يهب حياته بالكامل للعمل. وأمّا الاستقالة الصامتة فهي عكس ذلك بالكامل وتعني أن يستقيل الموظّف من عمله بشكل خفي أي من خلال القيام بالحد الأدنى من الأعمال أو عدم الرد على هاتفه أو إيميلاته خارج أوقات العمل وغير ذلك.

حدث منذ أربعة أعوام أن بدأت الأزمة الاقتصاديّة في لبنان وقد نجم عنها كما أي أزمة تدّني في قيمة العملة وانخفاض القدرة الشرائيّة للأجور. في ذلك الوقت صادف أنني كنت أعمل في إحدى الشركات بظروفٍ غير مقبولة أبدًا: راتب منخفض ومهام كثيرة عليّ إنجازها. فاستقلت من عملي استقالةً صامتة.

فقدّت رغبتي في العمل وصار إنجازي لواجباتي المهنية يقتصر على تلك الأساسيّة منها. لم أعد أهتم لأكثر من الحصول على دخل أنا مضطرة للحصول عليه ولم يكن ذلك مقصودًا بالطبع ولكن تخيّل أن تعمل أكثر من 12 ساعة مقابل أجرٍ لا يكفيك لمنتصف الشهر؟

وأمّا المشكلة الحقيقيّة فقد كانت أنّ المسؤول لم يلاحظ ذلك أبدًا أو لاحظ ولكنّه لا يهتم أصلًا لحالة موظّفيه النفسيّة والمعنويّة.وفي النّهاية استقلت من عملي بشكل علني وصريح.

وهنا أذكّركم أنّ رائد الأعمال الحقيقي يلاحظ كل شيء من خلال اتصاله القوي بموظّفيه، ولا يلبث أن يحل المشكلة قبل تفاقمها. لا زلتُ أذكر مقولةً قرأتها منذ مدّة:

"إن الاستقالة الصامتة صرخة من الموظف من أجل المساعدة.."

برأيكم، كيف تتصرّف كرائد أعمال نّاجح عندما تواجه موظّفًا يستقيل بشكلٍ صامتٍ من عمله؟ وكيف يمكن تجنّب حصول هذا النّوع من المشكلات؟