خلال تصفّحي اليوم لمدوّنةً عربيّة في مجال الاقتصاد، لفتت انتباهي معلومة كنت قد تعرّفتُ عليها سابقًا ولكنّني لم أفكّر بها الشكل الكافي.

" اقتصاديات الدول العربيّة تعاني من انعدام ثقة المواطن بالمنتجات المحليّة". أنا لستُ بصدد نقاش الأسباب الآن لأنّها أصلًا معروفة وأوّلها غياب الخطط الحكوميّة لدعم المنتوجات الوطنيّة، ولكنّني أريد أن أتحدّث عن دورنا كروّاد أعمال في إعادة بناء هذه الثّقة التي فُقِدت لوقتٍ طويل. ف كيف السبيل لذلك؟ وهل هو حقًّا ممكن لو افترضنا أنّ الحكومات أبقت على مواقفها اتجاه هذه المسألة؟

في العام 1983، قام رائد الأعمال البنغلادشي محمّد يونس بطرح مفهوم التمويل للأفراد من خلال إنشائه ل Grameen Bank. وقد استهدف التمويل الأفراد ذوي الدّخل المنخفض وخاصّة النّساء أي الفئات التي حُرِمت تقليديًا وتاريخيًّا من حق الحصول على التمويل بسبب عدم وجود ما ترهنه. بعد الحصول على القرض يقوم الأفراد الحاصلين عليه بتمويل مشاريعهم الصغيرة المرتبطة بالمجال الزّراعي والأسماك وإلخ...وهو بدوره الذي يعزّز وجود المنتجات المحليّة في السّوق المحلّي.

من أبرز آثار هذا المشروع أنّه ساهم بإعادة ثقة الأفراد بالمنتوجات المحليّة من خلال إغراق السّوق بها.

وهنا يراودني سؤال مهم، هل مشكلتنا في المنطقة العربيّة هي عدم وجود تمويل للمشاريع الصّغيرة؟ بمعنى آخر، هل توفير التمويل للمشروعات الصّغيرة يحل مشكلة عدم الثّقة بالمنتوجات الوطنيّة عبر توفير بدائل للمنتوجات المستوردة أم أنّ هناك إجراءات أخرى علينا كروّأد أعمال اتباعها لإعادة الثّقة بالمنتوجات المحليّة؟