لنتخيَّل هذا السيناريو:

يتزوَّج الأبن زوجة، تسكن معه في بيت أهله. يجب عليها أن تتعلَّم التأقلم والعمل مع بقيِّة الأفراد، تقوم الأم بإعطاء مهمَّة تدريبها وإعدادها لأخت الزوج. لأنّها من نفس عمرها، ويمكن أن تدرِّبها بطريقة مُريحة أكثر ممّا لو أشرَفت الأم (الحماة والكنَّة) على العمليات!

هذا المثال يُمكن اسقاطه في بيئات العمل، حيث الأم هي المُدير، والأخت هي موظفة قديمة، وزوجة الأخ هي الموظفة الجديدة. هذا ما يُسمَّى بالـ Peer training.

إذا قامت العائلة، أو الشركة بهذه الطريقة، فهناك تحدِّيين رئيسيين يواجهانا

الأوَّل: هو العبئ الذي سيقع على الموظفة القديمة في التعليم، كيف ستقنعها أصلًا إن لم يندرج هذا ضمن واجباتها الأصلية؟ والعبئ الذي سيقع على الموظفة الجديدة في تعلُّم كلّ هذه الأشياء.

الثاني هو احتمالية أن يكون الموظَّف القديم مُتسلِّطا متنمِّرًا على الجديد، فهو أفضل وأقدم وأكفأ، وها هو الآن يتسلَّط عليه ويترأسه، كيف سنقلَل من هذه الاحتمالية؟ 

بحثتُ عن دراسات في هذا الشأن، من يهتم ببيئة العمل؟ لعلِّي سأتزوَّج وأريد راحة رأسي من المشاكل، الموضوع يهمُّني!

قرأت دراسة تُقسِّم هذا الإشراف الى نوعين

1- مراقبة مباشرة من الاخت تم تعيينها من الأم

2- مراقبة غير مباشرة من الاخت تتضمّن التحدُّث عن أعمالها لشخص آخر (نميمة) أو

في السيناريو المباشر الأوّل، فإرشاد الاخت (الموظفة القديمة) ومساعدة العروس (الموظفة الجديدة) يعطي نتائج جيدة لبيئة العمل، إذا كان تدخل الأم ليس كثيرًا (مراقبة اشرافية منخفضة)

لكي ينجح هذا السيناريو تقول الدراسة أنّه يجب أن يعتمد شخص على آخر في انجاز العمل (تداخل الأدوار) مثلًا في ترتيب عمل البيت أو الطبخ.

أما المراقبة غير المباشرة من الأخت، فهو يؤِّدي إلى نتائج أسوأ (طبعًا) وأداء أقل وبيئة متوترة بين الموظفين.

وهذا يضعني أمام سؤال أختم به المقال: إذا لم تقم العائلة أو بيئة العمل بنظام Peer Training هذا سيجعلنا في خانة المراقبة غير المباشرة التي تقود للتوتّر وسوء علاقات العمل بشكل مباشر (هل ستتحمَّل الأخت أن لا تنتقد العروس الجديدة؟! أم لن ينمّ الموظف القديم الخبير على قلّة خبرة الموظف الجديد؟!)

ألن يجعل هذا الـ Peer Training هو الأمر المفروض في بيئات العمل، وليس خيارًا أصلًا؟!

https://pubsonline.informs....