في وصفي لنفسي فإنّني أجد أنّ كلمة "الشغف" هي من أكثر الكلمات التي تنصفني إذ أنّها تصف شغعي بالتعلّم دائما، هذا التعلّم الذي يتحدّث عنه الأصمعي في قوله "من لم يحتمل ذلّ التعلّم ساعة، بقي في ذلّ الجهل أبدًا". وهذا القول لا أطبّقه حصرا في المجال الأكاديمي إذ أنّه يمتد إلى مجال عملي أيضا.

منذ فترة طلب مني رئيسي في العمل، أن أقوم بمهمّة إضافية في مجال التصميم الجرافيكي علما أنّني أعمل في مجال الموارد البشرية. المشكلة هي أنّني لا أمتلك أي خبرة في هذا المجال ولكنّني لم أرفض إيمانًا مني أنّ اكتساب أي مهارة صار أمرًا غير شاقّا مع توفّر المصادر الضروريّة على الإنترنت. لم أكن مضطرةً لقبول الأمر وكان بإمكاني القول ببساطة " لا أجيد هذا العمل خاصّة أنّه خارج نطاق واجباتي في قسم الموارد البشريّة." ولكن كان سبب قبولي بالقيام بالعمل الإضافي من منطلق ما يقوله عبد الرحمن منيف "الإنسان لديه من العناد والكبرياء ما يجعله يرفض أي تعلّم وأي تعليم." لذلك عملت لمدّة عشرة أيّأم متواصلة على اكتساب مهارة التصميم الجرافيكي من خلال سؤال أصدقائي العاملين في هذا المجال، ومتابعة فيديوهات حول الموضوع واستخدام تطبيقات مجانيّة مثل تطبيق كانفا. والنهاية؟

نجحت في المهمّة بجدارة. ولكن؟ لم تؤدّي جهودي إلى أكثر من كلمة مديح وقطعة حلوى.

اليوم عندما أفكّر بالأمر، أسأل نفسي، هل كان عليّ التصرّف بطريقة أخرى إزاء هذا الموضوع؟

وفقًا لمقالة في جريدة الفوربس Forbes، فإنّ طريقة التعامل مع هذا النوع من المواقف يكون من خلال تحديد ما يتطلّبه العمل الإضافي من وقت وجهد ومهارات ومقارنته بما أمتلكه أنا بالمقابل ومن ثمّ مواجهة رئيسي ووضعنا معًا لتوقّعات واضحة أو سقف لمهامي.

حسنًا، ولكن كيف أتطوّر؟ وكيف أعمل على تنمية مهاراتي إذا كنت أريد وظائف روتينية يومية و متشابهة ؟

لم أقتنع بما اقترحته المقالة وخلصت إلى استنتاج أنّ للتطوّر ضريبة على الموظّف أن يدفعها إذا كان يريد اكتساب مهارات جديدة. وأمّا إذا كان يؤثر البقاء في مكانه نتيجة اقتناعة بمهامه وأدائه فليرفض حينها.

وأنتم ماذا عنكم، كيف تتصرّفون لو طلب منكم رئيس العمل عمل إضافي لا تمتلكون المهارات الأساسيّة للقيام به؟ وإذا كان ردّكم هو القبول كيف تحرصون على أن تحقّقوا تطوّرا شخصيّأ بدون أن يصبح الأمر استغلالا من المدير لتنفيذ المزيد من المهام المنهكة؟