يقول السيناتور سانتياغو كاجال " لا وجود للمشكلات الصغيرة. فالمشكلات التي تظهر صغيرة هي مشاكل كبيرة إلاّ أنّها غير مفهومة." غالِبًا ما نركّز في حياتنا اليوميّة على معالجة المشكلات الكبيرة متناسين المشكلات الأصغر التي تفاقمت حتى أصبحت كبيرة. منذ عدّة سنوات مثلًا، عانيت من مشكلة النزعة نحو الكمال والهوس بالتفاصيل. كنت أريدُ إنجاز كل شيء بمثالية تامّة مع عدم وجود ثغرات، وقد كان هذا الأمر غير مؤثر على تفاصيل حياتي اليوميّة، إلا أنّني كنتُ أقع ضحيّةٍ له في اللحظات التي تكون أجندتي اليومية ممتلئةً بالمهام اليوميّة. فكنت نتيجة لهذا المطلب صعب المنال، وهو الكمال، أقصّر في إنجاز المهام وأُصاب بالضغوطات والتوتّر.

لاحقًا اكتشفت أنّ ما أعاني منه يشكّل قضيّة من قضايا الباندا وهي تختصر المشكلات التي نعتقد أنّها صغيرة إلاّ أنها وعلى النقيض من ذلك مؤثّرة بشدّة. وقد سُميت بهذا الإسم نظرًا لوجود تشابه بين المشكلات التي يُعتقد أنّها صغيرة وبين فكوك الباندا التي تبدو أنّها بريئة إلّأ أنّها أقوى من فكوك النمور نفسها.

منذ بضعة سنوات، عملت في شركة مقاولات كموظَفة في قسم التسويق. كانت مديرة التسويق التنفيذي حينها ستنتقل إلى دولة أخرى لتستلم الفرع الجديد للشركة هناك وبالتالي كان عليها أن تختار من يستلم منصبها بدلًا منها. كنّا كموظّفين متيقّنين أنّ المنصب سيتنقل لمساعدة المديرة كونها تمتلك شخصيّة قياديّة وناجحة وتمتلك قدرات هائلة في وضع الخطط التسويقية. إلّا أنّ المفاجئة كانت أنّها اسُتبعِدت! وما السبب؟ كان السبب أنّه وفي التقييم الدوري لأدائها، تبيّن أنّها وبرغم أدائها الممتاز ومهاراتها العالية تعاني من ضعف في مهارات التواصل وهو ما يمثّل صعوبة لها في العمل ضمن فريق عمل. لاحقًا اكتشفت ارتباط هذا الأمر بأنّها دائمًا ما تنسب النجاح لنفسها بالإضافة إلى وضعها التطوّر الشخصي قبل تطوّر وتقدّم فريق العمل. وقد أعاق هذا الأمر ترقيتها إلى المنصب الجديد. ومن هنا يُعتبر الضعف في التواصل إحدى قضايا الباندا أو المشكلات الصغيرة التي لها تأثير كبير.

وماذا عنكم، ما هي قضايا الباندا أو المشكلات الصغيرة التي واجهتموها في مسيرتكم المهنيّة؟ وكيف يمكن الحد من هذه القضايا ؟