دائما ما يلفت نظري أن هناك نسبة كبيرة من المشاريع حولنا وحتى بالعموم بعد أن تحقق نجاحا كبيرا وربما تتصدر مجالها، ولكن فجأة لا تتمكن من مجاراة السوق، ويصبح منتجها بالمنحدر وتختفي أو يقل تواجدها على الساحة، وأقصد هنا المنتج أو حتى الخدمة.

والأمثلة الواقعية كثيرة فلدينا شركة كوداك Kodak الشهيرة في مجال التصوير، والتي كانت تسيطر على سوق الكاميرات الفيلمية. ومع ظهور التصوير الرقمي، فشلت الشركة في مواكبة التطور التكنولوجي والانتقال إلى التصوير الرقمي بشكل سلس. نتيجة لذلك، تراجعت مبيعاتها وواجهت صعوبات مالية كبيرة، ووصلت إلى مرحلة الانحدار.

شركة نوكيا Nokia والتي كانت منتجًا رائدًا في صناعة الهواتف المحمولة، وكانت تسيطر على السوق لفترة طويلة. ولكنها فشلت في التكيف مع ظهور هواتف ذكية تعمل بنظام Android وiOS، وتأخرت في تطوير منتجاتها لتتناسب مع التوجهات التكنولوجية الجديدة. وبالتالي، فقدت نوكيا سوقها لمنافسيها وواجهت انحدارًا في مبيعاتها وأرباحها.

شركة بلاكبيري BlackBerry طبعا من عاصرها فسيعلم حجم هذه الشركة وقتها، فكانت رائدة في صناعة الهواتف الذكية وخدمة البريد الإلكتروني على مستوى الأعمال. ومع ظهور هواتف ذكية أخرى مثل آيفون وأجهزة تعمل بنظام Android، فشلت بلاكبيري في تلبية توقعات المستهلكين وتطوير منتجات تنافسية بما يكفي. ونتيجة لذلك، فقدت حصتها في السوق وانخفضت مبيعاتها وأرباحها.

هذا بخلاف المشاريع التي نلمسها حولنا، أتذكر كان بمنطقتنا مشروع للمستلزمات والمستحضرات التجميلية والمنظفات، حقق هذا المشروع نجاحًا كبيرا جدا، وظل هكذا لسنوات حتى فجأة كنت أذهب إليه أجده فارغ من الزبائن على غير العادة، والغريب أن المنتجات متوفرة ولم ألمس تغيير في مستوى المكان، لكن لا أدري حتى الآن ما السبب.

والآن لو أنت صاحب مشروع ولديك منتج وصل بالفعل لمرحلة الإنحدار ما هي الأساليب التي ستتبعها حينها للتعامل مع هذا المنتج، وما هي الاستراتيجيات التي تتبعها لمنتجاتك الآخرى لتظل بمرحلة النضج؟