في الكثير من الأحيان يراودني سؤال عن الأرباح والمنفعة التي تحققها شركات الشوكولا في الأزمات العاطفية التي أمر بها كمستهلكة. فخلال هذه الأزمات، كالضغط النفسي الناجم عن تغيير المنزل مثلا، أجد نفسي أقبل على الشوكولا بشكل أكبر وهو ما يعرف علميا بالأكل العاطفي Emotional Eating.

هذا السلوك الذي يبدو بلا قيمة للكثيرين ، هو أساس عمل الشركات لتعزيز مبيعاتها وتعظيم أرباحها إذ أنها تسعى أولا لفهمه من منطلق أنه محور العملية الإنتاجية والمتغير الأساسي الذي ينظم عملية الاستهلاك. إلا أن فهم سلوك المستهلك ليس أمرا سهلا، إذ أنه غالبا ما يواجه تحديات تتعلق بفهم تعقيدات الطبيعة البشرية التي لا يمكن قياسها برقم. ومن هنا فقد شهد عمل الشركات تقدما لناحية إضفاء مفاهيم واستراتيجيات جديدة في طريقة رؤيتها للمستهلك. فاليوم مثلا صرنا نسمع عن مصطلح التسويق العاطفي وهو الذي يقوم أساسا على الاستفادة من الناحية العاطفية لشخصية المستهلك بهدف الترويج للسلع والخدمات.

فعلى سبيل المثال وبحسب الدراسات، تحقق الكثير من شركات الأطعمة الجاهزة أرباح عالية في الأزمات التي قد تمر بها أي منطقة. ويعود سبب ذلك بشكل كبير ومجددا إلى الأكل العاطفي الذي يستهدف به الأفراد المأكولات التي تخلو من القيمة الغذائية مثل المأكولات الجاهزة والشوكولا والأطعمة الغنية بالسكر.

إلا أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه ، هل يؤسس الاستهلاك العاطفي لعلاقات طويلة الأجل بين المستهلك والمنتج، أي هل يعزز أم يضعف ولاء المستهلك خاصة أنه مبني على عواطف غير ثابتة؟ وهل يجب استغلال النواحي العاطفية لشخصية المستهلك دائما أم أن هناك حالات محددة حصرا؟