في إحدى المرات وبينما كنت أخضع لدورة في ريادة الأعمال المجتمعية، سألت المدربة وهي مستشارة إقتصادية أيضا السؤال التالي" هل يجب علينا أن نحم أنفسنا من العمل المضني لساعات إضافية حفاظا على أنفسنا ومنعا لإستغلال صاحب العمل؟"

ولا زلت أذكرها إجابتها المقتضبة حينها " في بداية مسيرتنا المهنية في بناء سمعة حسنة، علينا أن نضحي بالكثير، والكثير هو الوقت. ولكن لاحقا، يصبح لكل دقيقة إضافية ثمن."

فعلى مبدأ من جد وجد نجد أنفسنا أحيانا كثيرة منساقين إلى العمل بدون هوادة حتى ننسى أنفسنا ونصبح آلات بشرية. الأمر ليس سلبيا كما قد يعتقد البعض، فمن أجل تحقيق الهدف تهون جميع الصعاب والمشقات.

فالعمل بشكل مضاعف يعني تحقيق نتائج إضافية خاصة إذا ما إقترن بالإدارة الناجحة للوقت والترتيب الفعال للأولويات. وعندما ينجح الموظف تنجح الشركة التي يعمل بها ثم تنمو.

إلا أن المشكلة الأكبر أن العمل المفرط وبحسب الدراسات يساهم في إنخفاض إنتاجية العامل بشكل كبير. فمراكمة المهام عليه وحرمانه من أـوقات متفرقة للتنفس والراحة يعني زيادة إحتمال إصابته بالنكسات الصحية والضغوطات وتراجع أدائه وفي أحيان كثيرة إصابته بالإكتئاب.

وهنا أجد نفسي أمام سؤال مهم كثيرا

كيف للموظف أن يوفق بين العمل بجد وتحقيق أهدافه وأهداف الشركة من جهة وبين الحفاظ على سلامه النفسي والجسدي من جهة أخرى؟