منذ بداية الأعمال ، كان فيه جدل مستمر حول الأولويات الأساسية لأي عمل أو شركة بالمفهوم الحديث . 

طبعا هذه العبارة "تحقيق أهداف العمل يأتي قبل الموظفون والعملاء" تثير تساؤلات عميقة تتعلق بإدارة الأعمال ومفاهيم ريادة الأعمال والاستراتيجيات المتبعة.

هناك فريق يقول أن أهداف العمل هي بوصلة الشركة التي توجه الجميع نحو تحقيق النجاح، بمعنى إن تحقيق الربح وزيادة عدد العملاء وتوسيع الشركة ونموها متوقف على تحقيق اهداف الشركة وبالتالي هي اهم شيء. 

لكن أنا رأيي من واقع خبرتي أن الموظفون والعملاء دائما في المقدمة وأتفق مع الفريق الاخر الذي يرى ذلك والأسباب هي 

إن الموظفين هم من يقومون بالعمل وتحقيق الأهداف فبالتالي غير مبرر إهمالهم وإن أي إهمال سينعكس سلبا بعد فترة على نجاح الشركة، أذكر في إحدى المرات كنت أزور صديق لي صاحب حلقة ومطعم للأسماك يشتكي من جميع العاملين وقلة ضميرهم في العمل، بعد البحث في الأمر توصلت إلى معلومة أنه يتأخر عليهم في الرواتب بإستمرار لمدة تزيد عن شهر وأغلب العاملين لديه مشاكل حياتية مختلفة بعضها تأخر دفع الإيجار وتعثرات في الانفاق على بيوتهم وبالتالي معنويات العاملين منخفضة وإنتاجيتهم منخفضة لأنهم مهمومون من مشاكل حياتية سببها هو تأخر الرواتب المستمر من فترة وليس قلة ضمير كما يعتقد صاحب العمل.

أيضا اذا لم تهتم بالعميل لن تستمر طويلا في السوق، مثلا كنت أقدم استشارة عام 2015 إلى مصنع يقوم بتجميع أجهزة منزلية بسيطة مثل المكواة وخلافه، منتج الشركة جيد والمبيعات كبيرة وفجأة انخفضت المبيعات، ذهبت وعملت دراسة للمشكلة وقدمت إستبيان للعملاء القدامي وتفاجئت ان نسبة 60% من عينة الدراسة أجمعت على استئيائها من خدمات ما بعد البيع، وأنهم نادمين على الشراء ولا ينصحون أحد بالتعامل مع هذه الشركة ومنتجاتها.