ما الذي يمنع رواد الأعمال والأفراد من الاستفادة من التأمين كوسيلة لإدارة المخاطر؟

المبلغ الذي تدفعه في التأمين هو مبلغ يساوي الخطر الذي تؤمن ضده، فمثلاً التأمين علي الحريق لشقه بمليون جنيه غير التأمين علي مصنع بمائة مليون، فالفكرة في التأمين هي نقل خطر تخاف لو حدث، انك لن تستطيع التعامل معه مثل حريق مصنع او سرقته، فتقوم بنقل هذا الخطر لشركة التأمين.

التأمين يستلزم دراية تامة بالثغرات القانونية

العملية ليست ثغرات قانونية بقدر الشفافية والالتزام ببنود التعاقد، فمثلاً عند التأمين ضد الحريق يكون لزاما عليك في العقد هو وضع طفايات حريق في المكان، فلو لم تكن موجودة حسب محضر الشرطة، لن تدفع لك شركة التأمين شيء لأنك لم تلتزم بالتعليمات، وقس علي ذلك في كل وثاق التأمين، يجب عليك الإلتزام بما مكتوب في الوثائف والشفافية وعدم الكذب في المعلومات التي تقدمها لشركة التأمين.

التأمين يعد استثمار طويل الأمد

المشكلة حتي انك اعتبرت ان التأمين استثمار وتلك مشكلة عظيمة، التأمين هو وسيلة لإدارة المخاطر، بمعني انك لو صاحب مصنع هل تقوم بالعمل مع احتمالية حرق المصنع وتقوم بتخصيص موارد هائلة لهذا الغرض، ام تدفع قسط شهري مقابل ان لا تتحمل عبء هذا الخطر، وتتحمله شركة التأمين بالكامل، فلو حدث الخطر، لن تتأثر ولن تدفع فلس واحد؛ بالتأكيد سوف تختار نقل الخطر، وهنا تكمن عظمة التأمين.

فالمشكلة أجدها مشكلة عدم معرفة أساسية ونقص معلومات لدى الأفراد

اتفق معك

عدم  عمل شركات التأمين على شرح التأمين بطرق مختلفة وإعلانات كافية توضح مزايا التأمين بشكل عام

شركات التأمين لا تريد توعية الناس بالتأمين لكي تحافظ علي أرباحها الخرافية التي تحققها، لو اصبح هنا وعي تأميني حقيقي ستقل أرباحها.

بالإضافة إلى نقص ثقافة التأمين، هناك أيضا عامل التكلفة فقد يكون القسط الشهري للتأمين مرتفعا بالنسبة للدخل الشهري للفرد، أو حتى للشركة، مما يجعلنا نفضل الاحتفاظ بالأموال وعدم دفعها للتأمين، خاصة أن فترة التأمين تكون طويلة، أتذكر ببداية عملي جاء رجل من شركة تأمين يحدثنا عن التأمين على الحياة والأقساط وفترات استلام الأموال بعد ذلك، عندما سمعت المدة والتي كانت تقريبا إن لم تخني ذاكرتي أكثر من 10 سنوات، وقتها قلت بأن الأموال هذه لن يكون لها قيمة، خاصة مع التضخم الحالي.

حضرتك التأمين ليس استثمار بل هو عبارة عن طريقة لنقل خطر ما، مثل نقل خطر سرقة المصنع او حريقة لشركة التأمين مقابل قسط قليل؛ ولذلك هو الوسيلة الأفضل لأي مدير مخاطر في اي شركة.

اما بالنسبة للأشخاص فالتأمين علي الحياه هو عبارة عن نقل خطر الوفاة في سن يكون عند فيه اطفال مسؤولين منك، وتخاف ان تموت وينقطع الدخل عنهم، ولذلك يكون التأمين المؤقت علي الحياه هو افضل خيار، وانصحك بالبعد عن التأمين المختلط الذي تروج له الشركات، وانصحك بمشاهدة الفيديو وقراءة المقالة التي سبق الإشارة لهم في تعليق سابق لمزيد من التفاصيل.

صحي و مركبه و منازل وتأمين على ممتلكات الشركة هذا كل موجود ومعمول فيه لدى الشركات

بسم الله ما شاء الله، في الخليج فعلاً توجد ثقافة تأمينية رائعة اما في مصر ليست كل الشركات تلتزم بنقل كل أخطارها لشركة التأمين، بل بعضهم لا ينقل اي خطر لشركة التأمين علي الإطلاق.

أما تأمين الحياة فهو محرم

ليس محرم في المطلق، وحتي في السعودية قرأت منذ سنتين تقريباً ان التأمين علي الحياه المؤقت أصبح إلزامي عند أخذ قرض تمويل عقاري من البنك، بمعني انك لو أخذت قرض بمليون ريال، فسوف تؤمن علي حياتك بوثيقة تأمين مؤقتة بمليون ريال، فإن حدثت الوفاة لن يتم الرجوع علي الورثة بالمبلغ المطلوب، وفي مصر وثيقة التأمين المؤقتة إلزامية لكل أنواع القروض البنكية؛ وللعلم التأمين المؤقت علي الحياه فكرته هي نفس فكرة التأمين علي المنزل ضد الحريق، او التأمين الطبي.

وفي التأمين المؤقت، الفرد لا يؤمن علي عدم وفاته، لاننا جميعا سنتوفي عاجلا او آجلا، ولكن التأمين هو علي خطر الوفاة وإنقطاع الدخل خلال مدة معينه، يمعني انني سأؤمن علي حياتي من خطر الوفاة وإنقطاع الدخل خلال العشرين سنة القادمة عن اطفالي الصغار وبالتالي اريد ان اجنبهم هذا الخطر، فلو حدثت الوفاة اريد ان يتم صرف مبلغ مالي وقدره كذا ....

وانصحك بقراءة المقالة التي تم الإشارة إليها في التعليقات السابقة وهي من كتابتي، ومشاهدة الفيديو المشار إليه.

عدم الثقة بشركات التأمين

في رأيي انه يجب ان يتم قراءة كل سطر وكل مبدأ مكتوب انه سيتم تطبيقه ولو لا يوجد سطر لا تفهميه يجب شرحه والبحث عن معناه، لأن شركات التأمين تختصر في عقودها وتلجأ للإشارة الي المبادئ التأمينية بطريقة مقتضبة او تسليم العميل ملف من 100 ورقة لقرائته، فالفكرة هي قراءة وفهم الشروط والشفافية من العميل، والإلتزام بالشروط المتفق عليها.

اما عن الوضع في سوريا انا لا اعرفه ولكن اجبت بشكل عام مما وجدته في مصر، فمثلا لو قمت بالتأمين علي الحريق سيكون مكتوب في العقد انني ملزم بتركيب ادوات الإنذار المبكر وبأن يكون متواجد في المكان طفايات حريق، ولو اثبت محضر الشرطة انني لم اضع طفايات حريق ولم التزم بما هو مكتوب في العقد، سوف يكون العقد لاغي مع شركة التأمين؛ كذلك الوضع لو أمنت علي حياتي واكتشفت شركة التأمين انني اخفيت إصابتي بمرض ما بعد وفاتي، فسيكون التعويض لاغي، واحيانا يكون هناك أخطار مستثناه مثل خطر الموت في الزلازل او خطر الموت في الطائرات، فيجب قراءة الأخطار المستثناه وهكذا...