إذا لم يبقى لي سوى دولارًا واحدًا فقط، سوف أنفقه على العلاقات العامة" بيل جيتس

العلاقات جيدة لبناء مشروع ذو قاعدة جماهيرية أو قاعدة عمالية جيدة لكنها بدون رأس المال لن تقيم مشروعا ناجحا للأسف؛ وتجربة رائد الأعمال هذه نادرة الحدوث؛ و لا يمكن تعميمها؛ خاصة إذا كان المشروع يقدم سلعة وليست خدمة؛ ربما في موضوع الخدمات كمشروعه في خدمة التوصيل وفق احتياطات كورونا سيكون الأمر أسهل لكنه لن يكون كذلك في حال السلع.

لي صديقة رائعة لديها أفكار استثمارية وخدمية أكثر من ممتازة وعلاقات فائقة الجودة مع عدد كبير جدا من الأشخاص؛ وبصفتنا في مجال عمل واحد كان لديها مشروع مميز جدا وأفكار حماسية وتجمع من أصدقائنا خمس أشخاص في نفس المجال وكل منا لديه الحماس للبدء؛ ثم لم يتم أي شيء لعدم وجود رأس مال كافٍ لإقامة المشروع بالشكل الذي رسمناه في عقولنا؛ بالرغم من شبكة العلاقات الواسعة لصاحبة الفكرة الأساسية ولكل واحد من المشاركين؛ لكن رأس المال له السلطة العليا هنا.

إلى أي مدى تتفقون مع ذلك؟ وبرأيكم كيف يمكننا القيام ببناء علاقات ناجحة ويمكن استثمارها؟

أتفق جدًا معك في أهمية العلاقات في النجاح في العمل، وكتبت سابقًا حتى عن أهمية العلاقات في الحصول عللا ترقية في العمل أي الوصول لمراكز متميزة بغض النظر عن الخبرة والمال. يمكن اعتبار العلاقات العامة شريان نجاح العمال مثلها مثل المبيعات.

وقلت لك سابقًا كيف نجح أحد أقربائي عن غيره بالنجاح لأنه كان خبير بالعمل ولديه علاقات متعددة عن الذي كان يعتمد عليه بدون ان يهتم بالعلاقات ولا الأمور الإدارية.

بالنسبة لكيفية بناء علاقات:

1. التواجد باستمرار في الاحداث المناسبة التي تتوافق مع مجالنا واهتماماتنا، وأن نكون فعالين ونطرح الأسئلة.
2. إبداء الاهتمام بالآخرين وأعمالهم.
3. الحضور على مواقع التواصل الاجتماعي والإهتمام بالأمور التي تخص العمل مما يجلب الأشخاص الذين لديهم اهتمامات مشابهة.

ال Networking وما أدراك ما ال Networking إذ إنها إحدى أهم الأساليب الواعدة لنمو الأعمال وتطورها. فعندما نتحدث عن startup company أو شركة حديثة العهد فإن إعتمادها على رأسمالها لا يكفي لجذب أنظار المستهلكين. ما يهم أن تبني شبكة العلاقات التي تمكنها من الإستحواذ على جزء من الطلب السوقي لمنتجها. وأما في حالة الشركات الموجودة أساسا في مجال معين فإن شبكة العلاقات تمكنها من الإستمرار في النمو وتحقيق الإستدامة في المجال الذي تنشط فيه. فالعلاقات العامة هي كل شيء، هي مدماك السمعة المهنية أو reputation والآلية التي من خلالها تثبت أي شركة وجودها " أنا موجودة". فمن خلال هذه الشبكة يتمكن صاحب العمل من فرض العلامة التجارية لمنتجه والتي تتناسب مع الصورة التي ترسمها شبكة العلاقات العامة. والأهم، فإنها تساهم في إعطاء فرص قيمة وجديدة في مجال الأعمال وقد تكون فرص لا تتكرر مرتين. إلا أن هناك أمر يجب أخذه بعين الإعتبار وهو أن بناء شبكة العلاقات العامة يجب أن يكون مدروسا فالإختيارات المطلوبة أساسها نوعي وليس كمي. فلا يكفي حصد المزيد من الأشخاص بل الحظي بأشخاص لهم تأثيرهم في عالم الأعمال.

كلما زادت شبكة علاقاتنا كلما أستطعنا تسهيل مسيرة مشاريعنا.

أعتقد أن كلمة السر هي "تسهيل" فهي تسهّل العمل ولكني لا أعتقد أن بإمكانها أن تكون هي كل شيء، فالمهارات الشخصية والعمل الجاد يسبقانها. كثير من رواد الأعمال ينصحون بالتركيز عليها ولكن التركيز على تطوير الذات أهم؛ فلا احد سيسعى إلى بناء علاقة مع شخص يفتقد إلى المهارات. العلاقات تقوم على الاستفادة المتبادلة، ولو لم تكن هناك استفادة ستعود على الطرف الآخر من علاقتنا معه فإنه سيرفضها بالتأكيد.