تخيل معي شركة عملاقة على حافة الانهيار، ثقافة سامة تلتهم روح الإبداع، وفرق تعمل في جزر منعزلة، كل منها يحارب الآخر بدلًا من أن يحارب المنافسة الشرسة الحقيقية التى تحيط بهم. هذا بالضبط ما كانت عليه مايكروسوفت قبل عام 2014. ثم جاء ساتيا ناديلا... لم يأتِ ليقول للناس ماذا يفعلون، بل جاء ليغير طريقة تفكيرهم.

ناديلا لم يبدأ بإصدار الأوامر أو إعادة هيكلة الفرق. بدأ بفكرة بسيطة لكنها ثورية فكانت الفكرة تتمحور حول أن العلاقات هي أساس النجاح. حوّل الشركة من مكان تسوده المنافسة الداخلية إلى مجتمع يعتمد على التعاون. لم يعد الموظفون يُكافَؤون على امتلاك الإجابات الصحيحة، بل على استعدادهم للتعلم من أخطائهم. لم يعد الخطأ جريمة، بل أصبح فرصة للنمو.

فلقد حطم الجدران بين الأقسام، وجعل التواصل مفتوح، وأعاد تعريف النجاح ليس كفرد، بل كفريق. مايكروسوفت، التي كانت تفقد بريقها، أصبحت اليوم رائدة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، متجاوزة منافسين كُثر كانوا يهددون وجودها.

ونجحت هذه الاستراتيجية لأن ناديلا فهم شيئ أساسي فهم إن الإنسان لا يعمل من أجل راتب فقط، بل يعمل من أجل شعور بالانتماء. عندما يشعر الموظف بأنه جزء من قصة نجاح أكبر، عندما يشعر بالتقدير والثقة، فإنه يعمل بدافع داخلي لا يُقهر. وهذا بالضبط ما يجعل الشركات تتحول من كيانات جامدة إلى مجتمعات مزدهرة.

فكّر معي  كم من الشركات اليوم تعتمد على الأوامر والتحكم بدلًا من بناء العلاقات؟  كم من المديرين يعتقدون أن النجاح يأتي من فرض السيطرة، بينما الحقيقة أن النجاح يأتي من إشعال الشغف؟   

فكيف يمكن للعلاقات الإنسانية أن تعيد تعريف نجاح الأعمال برأيك؟