جميعنا كموظفين وإن كُنا مثاليين تغيبنا يوماً ما عن أعمالنا، سواء لمرض أصابنا أو لحدث طارئ أو لظرف احتجنا التغيب به، هل الأمر مرحب به من قبل الإدارات؟ وهل واجهنا تحديات بعد حدوث الأمر؟ هل تعتقد أن الأمر يستحق هذا التضخيم؟! نعم تشير الإحصائيات وفقاً لمصدرها CDC أن متوسط الخسائر المادية في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام بسبب التغيب وصل لـ36.4 مليار دولار.

وللتوضيح إدارة الغياب تعني السياسات والإجراءات التي تعمل المنظمات بها على تقليل من تغيب الموظفين، باستثناء التغيب المرضي أو بسبب الإصابة أي أنها تدير عملية التغيب وتوضح كيفية طلب الإجازات للموظفين ومن ناحية تسمى أحياناً بإدارة الحضور من باب تعزيز حضور الموظفين .

فالإدارة تقوم بشكل أساسي على الإجراءات والسياسات بشكل متوازي بين دعم الموظفين في حال كان الأمر بسبب المرض أو الإصابة بالمقابل التأديب في حال كان الأمر غير مبرر ومتكرر، وأياً كان حجم منظماتنا نحن بحاجة لإدارة الغياب لضبط الأمور لمسارها الصحيح.

ومن هنا تأتي أهمية وجود برامج إدارة الغياب التي تعمل على تتبع بيانات الموظفين وخصوصاً في حالات الغياب غير المخطط لها، فكل غياب غير مخطط يكلف الشركة مادياً واقتصادياً إضافة لتأثيره على باقي الموظفين، فيؤثر على الإنتاجية الكلية لفريق العمل، فأعباء العمل توزع على الموظفين الموجودين وهذا يسبب إرهاق وتعب للموظفين، ويمكن توقف سير العمل وهذا يعود بشكل سلبي على الإيرادات اليومية والكلية.

من هنا يجيب العمل على ضبط سياسية الغياب فلا يكون الأمر مرهون لمزاج الموظف، فيجب على الموظفين الإبلاغ قبل بمدة من حاجتهم للإجازة وربطهم بالبرنامج الخاص بإدارة التغيب لتسجيل ومتابعة الأعمال الحاصلة حتى يتمكنوا من المتابعة بعد العودة من حيث توقف العمل، وفي حال أن الأمر تكرر لدى الموظف بدون تبرير ولا متابعة أو إعطاء أي إشارة يمكن أن يكون هناك عقاب تأديبي يكون غالباً ذلك بالخصم المالي من العائد المالي للموظف أو بتغريمه، وممكن أن تكون هناك أنواع أخرى من العقاب حسب كل منظمة وسياستها .

وتكون سياسية إدارة لغياب أولاً بتحديد لشكل الغياب هل هو مقبول أو غير مقبول، ومن ثم يمكننا تحديد الأداة أو البرنامج الذي سوف نتتبع به حالات الغياب والتأكد من شرح الأداة للموظفين لكيفية الاستخدام، تعين الإجراءات المعمول بها كمثال: لا يتم قبول أي إجازة إلا بحد مسبق 10 أيام، مع توضيح أسباب رفض الإجازة .

والآن أصدقائي برأيكم ما هي الدواعي المسببة لتغيب غير المبرر لدى الموظفين، وكيف يمكن لمنظمات الحد منه، وهل برأيكم إدارة الغياب كفيلة بحل الأمر وضبط التغيب ؟