يقول شيشرون، الأديب والخطيب الروماني إن "الوجه صورة العقل التي تعكسها العيون"، ويقول أرسطو إنه "من الممكن استنتاج شخصية الإنسان من سماته الخارجية". وبما أن البشر كائنات بصرية، إذ إن المنطقة البصرية في الجزء الخلفي من الدماغ تكوّن 30% من القشرة الدماغية لديهم، فغالباً ما يتم القفز إلى الحكم على الأشخاص وتكوين الانطباعات عنهم في الثواني الأولى التي يُنظر فيها إلى الوجوه. وهكذا تسيطر النظرة الأولى على كثير من المواقف واللقاءات، أو الانطباع الأول الذي نقوم من خلاله بالحكم على الأشخاص على أساس منتظم طوال الوقت بوعي أو من دون وعي.

وحيث أن البشر كائنات بصرية تتعامل مع بعضها بالنظرة الأولى، كذلك يكون الأمر بعينه مع المنتجات، وطريقة تعامل البشر معها، فحينما يمسك العميل المنتج فإنه على الفور يبدأ بتفحصه، من حيث الشكل الخارجى في المقام الأول، ثم المكونات، ثم الخصائص والسمات، والوصف، والآثار الجانبية إن وجد .

ولطالما كان رأيى أن الصورة الذهنية التى يتلقاها العميل مع أول رؤية للمنتج هى أهم من ألف إعلان حتى صادفتنى مقولة المؤلف الأمريكى " ديل كارينجى " والذي ذكر أنه " يجب أن تجعل المنتج نفسه مشوق وليس فقط أن يكون الإعلان مختلف ".

وهذه المقولة تشير بقوة إلى الصورة الذهنية أو الإنطباع الأول وهي الصورة التي تستطيع الشركة غرسها في عقل الجمهور والتي تكون حاضرة في أذهانهم بمجرد أن تم ذلك مجال الصناعة، فهي صورة لصيقة بها أو منتجاتها وأعمالها، بشكل يجعلها غنية عن التعريف.

هذه الصورة ترتبط بمشاعرنا وما نتخيل حصوله عند امتلاكنا للمنتج أو الخدمة المقدمة من الشركة، ومدى إدراكنا بأهمية المنتج لنا وكيف يجعلنا نشعر.

ولهذا يفضل " ديل كارينجى " حينما تعرض هذه الصورة أن تكون مشوقة وجذابة بشكل كبير ، لا أن تكون ذات إعلان مختلف وجذاب فقط .

وأرى أنه على الشركات الأهتمام بشكل المنتج خارجياً من حيث الشكل، وداخلياً من حيث السمات والخصائص فى المقام الأول، ثم في المقام الثانية تأسيس الإعلانات على أساس جودة المنتج.

والآن شاركونا آرائكم

هل تتفقون مع مقولة " ديل كارينجى " بأهمية المنتج وشكله بجانب الإعلان؟

أحب أن أعرف أيضاً على ماذا وقعت أعينكم أولاً المنتج أم الإعلان ؟ وأيهما أكثر استقطاباً لكم؟