ما الأنسب للشركات الناشئة عربيًا؛ تنويع المنتجات أم التركيز على منتح واحد فقط؟

صحيح أن هذه المشاريع الجانبية في جوهرها كانت تخدم المنتج الأساسي، لكن الفرق الجوهري أنها لم تكن خيارًا بل كانت ضرورة وجودية في منطقتنا. ولو أراد أن يقدمها كحلول للمشاريع المشابهة كان سينجح لأن هناك نقص بهذا الجانب عربيا، ولو أردنا نماذج ناجحة وتنوعت بمنتجاتها ستجد الكثير أقربهم وما نعرفه حسوب لديها منصات العمل الحر، ونظام crm زيتون وتطبيق أنا لإدارة المشاريع ومنتج سنديان.

في مصر لدينا مثلا أكثر من شركة ركزت على التنوع مثلا أوراسكوم التابعة لساويرس ومجموعة منصور وغيرها لديهم استثمارات بمنتجات مختلفة.

لقد عدلت المساهمة وأضفت حسوب كمثال لتتضح فكرتي أكثر شكرا لإشارتك هي ما نبهتني.

هناك فرق بين كريم وأمازون، كريم أو سوق عربيا كان مضطر لتوفير ذلك لو بدأ بالتركيز على خدمته الأساسية لم يكن ليجد من يوفر له الحلول الأخرى، على عكس الشركات الأجنبية بالعموم السوق أنضج وأكبر والحلول متوفرة وهذه البيئة توفر بيئة غنية للبدء والتركيز على المنتج الأساسي.

منتج واحد بمجال الأدوية أراها بداية صعبة جدا يعني على الأقل ليأتي الموضوع بثماره تخرج الشركة ب3 منتجات بتخصصات قريبة بحيث يستفيد من المندوب الذي سيزور طبيب في الترويج لثلاثة بدلا من واحد وبنفس التكلفة.

المقصد أنى أراها تتوقف عى خطة الشركة ومقومات المشروع

ممكن توضح أكثر؟

هذا بالفعل وجهة نظر الكثير خاصة لو أن ما يحتاجه المنتج الواحد قادر على إخراج منتج واثنان معًا، لكن لو تكلمنا عن بعض الصناعات التي كل منتج بها له خط تشغيلي وتكاليف منفصلة هنا كل منتج سيضاف يعادل تكاليف تشغيلية أخرى، وهذا قد لا يكون في إمكانية الجميع.

هناك تكامل أفقي وهناك تكامل رأسي، ما فعله كريم وسوق رأسي لكن لم يضطر له إلا لأنه بدأ بمنطقة ليست ناضجة كفاية كحلول فشتت موارده على أمور قد تكون متوفرة بسوق آخر، هو كان هدفه بالبداية منتج واحد ولأن هناك ضعف بالبنية التحتية اضطر لتطوير كل هذا وهذا شيء لن يكون قادر عليه كل صاحب شركة مبتدىء.

وهناك مثال أفقي مثل حسوب توسع بعدة منتجات، سؤالي هنا التنوع هكذا وموارد أكبر أم التركيز على منتج واحد قد يفشل بسبب ضعف البنية التحتية؟

لكن هذه الأمثلة لم تفشل وكان نجاحها كبير وإلا لما استحوذت عليهم شركات عملاقة مثل أوبر وأمازون، يعني صفقة كريم كانت تقريبا حوالي 3 مليارات دولار وسوق تقريبا كانت نصف مليار.

النقطة الثانية حتى لو كانت مقلدة لمنتجات أجنبية فهي موجودة بسوق مختلف وبحاجة لنفس الخدمة، فكريم عندما بدأ بدأ عربيا ونحن بالمنطقة كنا بحاجة لهذا الشيء، لم يذهب للسوق الأجنبي ونافس هناك.

وجهة نظرك منطقية، لكن المستثمر يفكّر بطريقة مختلفة عن المؤسس. المستثمر يهمّه منتج واحد واضح وسهل القياس، لكن المؤسس في أسواقنا لا يملك هذا الترف، لأن البنية التحتية نفسها جزء من المنتج. فلو تجاهل الدفع أو الشحن أو الثقة، سينهار المشروع حتى قبل أن يثبت نجاح فكرته. في منطقتنا، المنتج البسيط (MVP) لا يكفي لأن السوق لا يدعمه من الأساس. لذلك السؤال ليس هل أبدأ بمنتج واحد أم منظومة كاملة؟ بل أي أجزاء من المنظومة يجب أن أبنيها مبكرًا حتى لا يموت المنتج؟ . ابدأ بخدمة واحدة واضحة، لكن لا تتجاهل اللبنات التي تجعلها قادرة على الحياة في سوق غير جاهز. بصراحة، هذا التفكير لا ينجح دائمًا هنا فنحن لا نملك نفس الأرضية التي ينطلقون منها.