كيف يمكننا بناء المعرفة الخاصة (Specific Knowledge) ؟

يمكن ذلك من خلال الاختلاف فقط، حيث أن الاختلاف هو الذي يضع البصمة المناسبة في وعي الإنسان. لا يفيد دعم مختلف النماذج والأطر الثابتة على الإطلاق، لا يفيد الاحتماء المستمر بمختلف المساحات الآمنة، دون وضع أفكارنا ومعتقاداتنا تحت الميكروسكوب، ودون العمل على تحليل مختلف دوافعنا باستمرار. إذا تحلّينا بهذه العقلية النقدية غير الثابتة، يمكننا أن نحقّق الاختلاف في أفكارنا، ويمكننا أن نضع لأنفسنا حدود المعرفة الخاصة التي سنعمل على توسيعها طيلة الوقت.

أتساءل الآن ، كيف يُمكن للفرد منا أن يكتشف ويبني ويعزز معرفته الخاصة ؟ 

البيئة التي نعيش فيها هي أول طريق نبني من خلاله معرفتنا، بعدها المدرسة وعندما نكبر تكون القراءة والممارسة هي من تعلمنا من خلال الكتب نتعلم من تجارب الآخرين وغيرهم، نأخذ النصيحة منهم.

من خلال تجاربنا وخبراتنا الناجحة والغير ناجحة نتعلم كذلك من الناجحة نكتسب المعرفة والثقة في النفس ومن التجارب الغير ناجحة نكتشف أخطائنا ونتعلم منها وكيف نصححها.

أتساءل الآن ، كيف يُمكن للفرد منا أن يكتشف ويبني ويعزز معرفته الخاصة ؟

تعزيز المعرفة الخاصة يكون بالبحث وطرح الأسئلة، مهما كانت تافهة وبسيطة والوقوع في الأخطاء والإستفادة من التجارب السيئة فهي التي تعزز في المرء وعيه وقدرته على تخطي الأزمات القادمة، وتمنحه معرفة خاصة نابعة من التجربة، فالمعرفة الخاصة قرينة الخبرة، وكلما مارسنا وتعمقنا في مجالات الحياة أو الدراسة كلما تولّدت لدينا الخبرة في ذلك المجال ومنه نكتسب معرفة خاصة، أمّا عن تعزيزها فكما قلت في الأول تعزيز المعرفة يأتي من البحث وحب الإستكشاف.

أتساءل الآن ، كيف يُمكن للفرد منا أن يكتشف ويبني ويعزز معرفته الخاصة ؟ 

أحيانا قد لا يستطيع البعض إكتشاف تلك المعرفة أو الموهبة بنفسه، إلى أن يساعده المحيطون به على إكتشافها، ورعايتها؛ فتلقي مساعدة خارجية أحيانا يكون مفيدا لإكتشاف وتنمية المواهب،والحفاظ عليها..

ومثال على ذلك قصة البطل الأولمبي الشهير "يوسين بولت"، فقبل العمل مع مدربه" جلين ميلز"، كان ميكانيكيًا ضعيفًا، وعانى كثيرًا من الإصابات، إلى أن صمم "ميلز" برنامجًا لتحسين قدرة الرياضيين، وهو ما ساعد "بولت"، في تحقيق حلمه، بأن يصبح أسرع رجل في العالم. ودائما ما نجد يوسين بولت، ينسب الفضل إلى مدربه، في ذلك.

غالباً بعد العثور على معرفة محددة من خلال متابعة مواهبك الفطرية وشغفك . يستغرق بناء معرفة محددة وقتًا وطاقة فلن تتعمق في منطقة ما إلا إذا كنت شغوفًا وفضوليًا بشأن المجال الذي تحفر فيه و يجب أن تشعر وكأنك تستمتع من أجلك عندما يبدو الأمر وكأنه عمل للآخرين.

إنها لصدفة جميلة حقاً مشاهدتي لهذا المقال خصوصاً اليوم ، لأني كنت اليوم بصدد طرح موضوع "بأسال" بشيء بخصوص ذلك الأمر ، فأنا أمتلك أمر لا أدري ولكن بدأت ألاحظ أنه جيد وأود الإستفادة منه . ألا هو لدي ذاكرة اشبه بالخارقة بخصوص المواقف والأسخاص والأحاديث لا يمكن تصديق مدي قوة ذاكرتي فيمكنني مقابلة شخص قبل 7 سنوات أو أكثر وتذكيره بما كان يرتيده وما قاله وحتى حركات يديه أثناء الكلام الشخص نفسه يستغرب كيف لي بذلك وأحياناً أذكر مواقف بألونها وأشكالها قد مر عليها أكثر من عشر سنوات وليس بضرورة تكون مهمة وقتها بالنسبة لي فيمكنني ذكر بتفصيل كل شخص ماذا قال عندما اجتمعنا في مكان عمومي بدون أدني مناسبة الأمر أحياناً مزعج في حال كان الموقف سيء أو مؤذي لأن تبقى ذاكرتي محتضر لاموقف كأنه الأن وأوجه صعوبة في الخروج من الأمر .

ولكن حديثاً وفي أغلب الحوارات يستغرب من حوالي لقوة ذكرتي البصرية وتركيز المرتفع . برأيك أخي محمود كيف يمكنني استغلال ذلك أو أي المجالات تناسبني بحيث أستغل الأمر بشكل ينفعني ؟!

كيف يُمكن للفرد منا أن يكتشف ويبني ويعزز معرفته الخاصة ؟ 

بواسطة التجربة والقراءة وممارسة مختلف النشاطات بالتأكيد. أي شيء يعززه الممارسة، ومن ذلك نكتشف امتلاكنا لمعرفة خاصة محددة مثلًا نتميز بها ونستفيد منها. وبرأيي هي العامل والفرق الوحيد في التميّز، مثلًا بين شخصين خريجين قسم الهندسة المكانيكية، وواجهو موقف يحتاج إلى تسخير معرفتهم به لاصلاح جهاز ما، الفرق سيظهر للشخص الذي يمتلك معرفة خاصة بحله بطريقة أسهل وفي وقت أسرع.

قد يبني الشخص معرفته الخاصة بنفسه عن طريق دمج مجاله الأكاديمي الذي درسه في الجامعة أو المعهد أو الدبلومات الأكاديمية مع المهارات و الخبرات التدريبية الحياتية و هواياته ليصبح مبدعًا في مجاله الذي يعمل به و متفردًا بأسلوبه المتميز في عمله.

مثلًا أنا تخرجت من كلية الصيدلة و الصناعات الدوائية، و شغوفة بما يخص الجلدية و التجميل و تعلم اللغات و التسويق الالكتروني كما أنني مولعة بالتصميم الجرافيكي، و لله الحمد استطعت انشاء منتجي الخاص باسمي في علاج مشاكل الشعر و ما إلى ذلك و تسويقه عبر منصة انستجرام و تمكنت من تصميم الهوية و الاعلانات و كتابة المحتوى و التسويق و تركيب تركيزات المنتج العلاجي. كل هذا عن طريق الدمج للمهارات و الهوايات مع الشغف و الشهادة الأكاديمية.

الدمج هو الحل الأمثل كما وجدت.

تماما في القصة الشهيرة التي حصلت مع سفينة كبيرة تعطل موتورها بشكل لم يتمكن كل المهندسين (من طاقم السفينة أو بعد الاستعانة بخارجيين) من إصلاحه. ثم دُلوا إلى مهندس عجوز مشهود له بالخبرة والكفاءة فطلبوا أن يحضر ويرى إن كان يستطيع فعل أي شيء حياله.

فلما جاءهم وقف قليلا أمام المحرك واستخرج مطرقة صغيرة وأخذ يدق بها على هيكل الموتور الخارجي في مواضع محددة حتى توقف عند موضع بعينه. ولا أذكر القصة تماما هل هو عند للحظة إما أخبرهم بالعيب وقطعة غيار تستلزم تغيرها أو فقط بمجرد الطرق انحل الموضوع، أيا ما كان فلم يستغرق منه العمل والإصلاح إلا جهدا ووقتا بسيطا بحيث لما كتب لهم على فاتورته وكان المبلغ كبيرا جدا كان رد فعلهم العفوي: "ولكنك لم تفعل شيئا إلا مجرد طرقات قليلة بمطرقة رفيعة؟"، فأجابهم: "الأمر ليس أمر طرق ومطرقة الأمر هو أين تطرق وكيف فتعرف مكمن الخطب مباشرة!"

فالمقصود بها هو الشيء الذي نفعله بسلاسة وبدون مجهود كبير ، حتى أنه من اعتيادنا عليها لم نعد نعتبرها مهارة ، لكن الناس من حولنا يشيدون بها .

فعنوان الموضوع هنا برأيي هو "الخبرة".

أن تكون خبيرا في مجال أو أمر بعينه بحيث يشار لك بالبنان. وبحيث أنك تصل لدرجة في التعامل مع هذا الأمر والمجال وكأنك ترى ما لا يراه الآخرون وتسمع ما لا يسمعون ومن ثم تفهم مباشرة ما لا يفهمون هم إلا بشق الأنفس.

والخبرة تتأتى بالتعمق في علم هذا الأمر أو هذا المجال بشكل متخصص دقيق للغاية وطبعا أهم من العلم النظري هنا هو الممارسة والتجربة واكتساب الخبرة من تعلم الأخطاء المختلفة والأحوال المتغايرة في عمل هذا الأمر.

كما لا أنسى دكتور عظام (دكتور عبد السلام شهيب رحمه الله حيا أو ميتا) بخلاف دكاترة عظام تعاملت معهم وكانو يركنون إلى التقنيات وإجراء الأشعات والتعجل في عمل منظار أو حتى عملية، فهو كان على خلافهم دكتور تقليدي كبير في السن كان من مجرد كشف يدوي سريع والاستماع جيدا كيف حصلت الإصابة كان يحدد مكمن الإصابة ببراعة تامة ويكتب له العلاج الفعال (في حالتي كانت تجبيس الرجل مع ثنيها ثنية عجيبة تقريبا لم أرها من قبل ولا من بعد) وكان فيه الشفاء ما شاء الله بارك الله فيه.

__________

وتعليقا أخيرا: لم أفهم تماما لما مثّلت أو ذكرت "الصوت الحسن" أو "حب الخيال العلمي" فهذه تعتبر (بنظري) مواهب وشغوفات ما علاقتها يا ترى بـ"الخبرة" و"المعرفة التخصصية"؟

من راي هناك مهارات تعتبر هي من الأحجار الأساسية في طريق المعرفة الخاصة أولها مهارات العرض أو presentation skills وهي كيف يمكننا أن نقوم بالتحدث وعرض أفكارنا في اجتماعات أو في مؤتمرات أو حتي أثناء الجلسات العائلة كيف نعرضها بالتفصيل بحيث يفهم كل من يستمع إلينا فكرتنا ويدرك تفاصيلها مهارات حل المشاكل problem solving اذا وقعنا في مشكلة كيف سنتعامل معها هل نرتبك ونتوتر ونفقد السيطرة أم نفكر في سبب حدوثها وما هي الخطوات التي سنتخذها من أجل حلها وهل يوجد عواقب لوقوع هذه المشكلة مهارات إدارة الوقت Time management لن يمكننا إنجاز شئ اذا كنا نضيع اليوم كله علي ما لا يغني ولا يثمر من جوع ماذا ستكون ردة فعل عميل أعطيناه معاد وجئنا له متأخرا عن المعاد المتفق سينظر إلينا أننا عديمي المسؤولية لذلك اذا كنا نبحث عن معرفتنا الخاصة فيجب أن نتعلم هذه المهارات أولا