كنت أعمل لفترة بأحد الشركات، والتي كان مديرها يفعل كل شيء بنفسه تقريبًا، والنتيجة كانت أنه أصيب بانهيار صحي في نهاية العام، ناهيك عن وقته المهدر وخلافه، ودوما ما كنت أتسائل لماذا لا يفوض المهام للأشخاص المناسبين بكل فريق، فحتى أبسط التعاملات كان يحضرها في حين أنه يمكن أن يفوض ذلك لأحد الموظفين الذين يتمتعون بالتفاوض والحضور القوي.

نعرف أهمية أدوار القادة والمدراء داخل الشركات والمهام الكثيرة التي تقع على عاتقهم. قد تجعل الكثير منهم تحت ضغط كبير، وأيضًا نعلم أن من صفات القائد الجيد معرفته بفريقه وقدرته على تحديد نقاط ضعفهم وقوتهم ومهاراتهم، لذلك في مثل هذه الحالات قد يلجأ المدراء إلى التفويض.

في عالم الأعمال يعتبر تفويض المهام من سمات العمل الرئيسية، فليس كل شخص بإمكانه القيام بكل المهام وحده. بالنسبة لعملية التفويض (Delegation)، هي أن أطلب من بعض الأشخاص تأدية المهام بدلًا مني، في حين أنه ما زلت مسؤول وأراقب ما يحدث بالضبط لتعلم بناء فريق فعال متماسك وقادر على الالتزام بالمواعيد النهائية.

ومن الأمثلة على مهام التفويض التي يمكن القيام بها

يجب تفويض المهام التي لها عمليات واضحة ويمكن تكرارها وقياسها بسهولة، ولا تتطلب الوصول إلى معلومات العمل السرية، منها:

  • إعطاء التوجيهات للمرؤوس وإخبارهم بما يجب عليهم فعله بالضبط، مثلا نعمل على خطة تسويقية للشركة، يتم تفويض مهام لأخصائي التسويق، ولصناع المحتوى وخلافه.
  • تعيين شخص ما لتجميع الأبحاث وجمع الملاحظات وإبلاغنا بذلك حتى تتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة
  • تفويض مسؤولية اتخاذ القرار إلى شخص آخر، مع الاحتفاظ بالسلطة للحكم النهائي
  • التفويض الكامل، وتكليف قادة الفريق بالمهام والقرارات، والسماح لهم بإكمالها على النحو الذي يرونه مناسبًا

وهنا لتنفيذ عملية تفويض المهام بطريقة فعالة، أرى أنه يجب أن تكون المهام واضحة ومحددة، مع إمكانية اختيار الموظف المناسب للمهمة دون غيره، مع المتابعة وتقديم الملاحظات والتغذية الراجعة مع دعم الموظفين وتحفيزهم، ومراجعة النتائج باجتماعات مخصصة، وإضافة مقترحات للتحسين إن كان متاحا دون لوم.

إذًا لنفترض أنك قائد لفريق العمل، ما هي أهمية التفويض من وجهة نظرك، وكيف ستفوض المهام؟